رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

9 سنوات على رحيل أحمد زويل.. مخترع "الفيمتو ثانية" الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء

2-8-2025 | 09:26

العالم الدكتور أحمد زويل

طباعة
دار الهلال

في مثل هذا اليوم من عام 2016، فقدت مصر والعالم أحد أعلام العلم الحديث، العالم الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.

وُلد العالم المصري أحمد حسن زويل عام 1946 في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي هناك.

تلقى زويل تعليمه في مصر حتى المرحلة الجامعية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة الإسكندرية عام 1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم عمل معيدًا بالجامعة، وبعدها انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته بعد حصوله على منحة دراسية، وهناك نال درجة الدكتوراه.

بدأ زويل مسيرته البحثية في جامعة كاليفورنيا بين عامي 1974 و1976، ثم التحق بجامعة كاليفورنيا للتقنية "كالتك"، إحدى أبرز الجامعات العلمية الأمريكية؛ حيث أصبح أستاذًا رئيسيًا للكيمياء، وهو أعلى منصب أكاديمي في الجامعات الأمريكية، خلفًا للعالِم الشهير لينوس باولنغ الحائز على جائزتي نوبل في الكيمياء والسلام.

كما شغل منصب أستاذ زائر متميز في أكثر من عشر جامعات حول العالم، من بينها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد ألقى مئات المحاضرات العلمية على مستوى العالم، وأُدرج اسمه في "قائمة الشرف" بالولايات المتحدة التي تضم شخصيات بارزة ساهمت في النهضة الأمريكية، حيث احتل المرتبة التاسعة ضمن 29 شخصية مصنّفة من أبرز علماء الليزر في أمريكا، إلى جانب أسماء مثل ألبرت أينشتاين وألكسندر جراهام بيل.

وفي أبريل 2009، أعلنت الرئاسة الأمريكية عن تعيين زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالمًا مرموقًا.. وفي عام 2014، عيّنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عضوًا في المجلس الاستشاري لكبار العلماء والخبراء في مصر.

نشر زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا في مجلات علمية متخصصة، وذُكر اسمه مجددًا ضمن قائمة الشرف الأمريكية، كما ألّف كتابين، هما: "رحلة عبر الزمن: الطريق إلى نوبل"، و"عصر العلم"، وقد صدرا عام 2005 وحققا نجاحًا كبيرًا، إذ طُبع منهما خمس طبعات في عام واحد، ونفدت الطبعة الأولى خلال ساعتين من صدورها.

ونال الدكتور زويل جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 تقديرًا لاختراعه نظام تصوير فائق السرعة يستخدم الليزر لالتقاط حركة الجزيئات في لحظة تكوّنها واندماجها، باستخدام وحدة زمنية بالغة الدقة تُعرف بـ"الفيمتو ثانية" (جزء من مليون مليار جزء من الثانية).

إلى جانب نوبل، حصل زويل على عدد كبير من الجوائز والأوسمة الدولية تقديرًا لإسهاماته العلمية، من أبرزها: جائزة ماكس بلانك (أرفع الجوائز الألمانية)، جائزة وولش، جائزة هاريون الأميركية، جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، جائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشي، كما منحته فرنسا وسام جوقة الشرف برتبة فارس.

وكُرِّم أيضًا بعدة شهادات دكتوراه فخرية من جامعات دولية، ونال جائزة السلطان قابوس للعلوم والفيزياء من سلطنة عمان، كما انتُخب عضوًا في الأكاديمية البابوية، التي منحته وسامها الذهبي عام 2000، وتسلّم قلادة بريستلي عام 2011، وهي أرفع وسام أمريكي في مجال الكيمياء.

داخل مصر، حصل زويل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وقلادة النيل العظمى، أعلى وسام مصري، وأُطلقت باسمه شوارع وميادين، وأصدرت هيئة البريد المصري طابعي بريد يحملان اسمه وصورته، كما سُمّي أحد صالونات الأوبرا المصرية باسمه.

وفي إطار إسهاماته في تطوير منظومة التعليم والبحث العلمي في مصر، جاءت فكرة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا كمشروع قومي طموح وضع ملامحه الدكتور زويل بنفسه، حيث تهدف المدينة إلى إحداث نهضة علمية حقيقية من خلال التعليم المتطور والبحث العلمي الرصين، وتضم جامعة ومعاهد بحثية متقدمة تسعى لتخريج جيل من العلماء والمبتكرين القادرين على بناء مستقبل مصر العلمي والتكنولوجي.

وكان زويل عضوًا في عدد من الأكاديميات والجمعيات العلمية العالمية، مثل: الجمعية الفلسفية الأمريكية، الأكاديمية الوطنية للعلوم، الجمعية الملكية البريطانية، والأكاديميات (الفرنسية، الروسية، الصينية، والسويدية)، كما رشحه الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون، لعضوية المجلس الاستشاري العلمي التابع للمنظمة، المعني بتقديم المشورة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة.

وتزوج الدكتور أحمد زويل مرتين؛ الأولى من السيدة ميرفت، التي كانت إحدى طالباته، وسافرا معًا إلى أمريكا عام 1969 وأنجبا ابنتين، ثم تزوج من ديما الفحام عام 1989 واستمر زواجهما حتى عام 2016، وأنجبا ولدين.

وفي عام 2013، أعلن زويل إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، وفي يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، توفي زويل، ونعاه العديد من الشخصيات داخل مصر وخارجها، وكان قد أوصى بأن يُنقل جثمانه إلى مصر ليدفن في ترابها.

وفي النهاية، رغم المرض، بقي زويل مؤمنًا بالعلم وبمصر، موصيًا بأن يُدفن في ترابها.. وهكذا عاد العالم الكبير إلى وطنه، بعد أن رفع اسمه في أعالي المجد العلمي.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة