رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

لطفي لبيب.. الأب الذي لا ينسى وصاحب الظل الخفيف في دراما السينما والمسرح

30-7-2025 | 11:26

لطفي لبيب

طباعة
ياسمين محمد

رغم بدايته المتأخرة في عالم التمثيل، أصبح الفنان لطفي لبيب واحدا من أكثر الوجوه المحببة إلى الجمهور المصري والعربي، بفضل حضوره الطاغي، وقدرته على أداء الأدوار الثانوية والثنائية ببراعة أهلته لأن يكون "البطل في الخلفية"، إنه الفنان القدير لطفي لبيب الذي رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء 30 يوينو، بعد صراع مع مرض السرطان، تاركا إرثا لا يمحى.

وصاحب الكلمة التي تعلق في الأذهان مهما كان حجم الدور

ولد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947، وتخرج في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970. لكن رحلته مع التمثيل لم تبدأ فورًا، حيث تأجلت عشر سنوات كاملة بسبب التجنيد الذي استمر ست سنوات، ثم العمل والسفر خارج مصر لأربعة أعوام، ليبدأ مسيرته الحقيقية في عام 1981.

البدايات المتأخرة.. ولكن الذاكرة لا تنسى

ظهر لأول مرة في مسرحية "المغنية الصلعاء"، ثم في "الرهائن" إلى جانب رغدة، وتوالت بعدها أدواره الصغيرة التي راكمت خبرة وصبرا، حتى جاء الانفجار الحقيقي مع فيلم "السفارة في العمارة" عام 2005، والذي يعتبره لطفي لبيب "فاتحة خير"، ليس فقط على مستواه المهني، بل باعتباره بابا فتح له الطريق إلى جمهور واسع.

ورغم أنه جسّد شخصية السفير الإسرائيلي في الفيلم، فقد رفض لاحقا دعوة تكريم من السفارة الإسرائيلية، معلنًا أن تمثيله للدور لا يعني قبولا للواقع السياسي، بل بالعكس، فهو أحد الجنود الذين خاضوا حرب أكتوبر 1973، وهو ما وثقه في كتابه الشهير "الكتيبة 26"، الذي يحكي تجربته في الحرب من قلب المعركة.

رجل الدراما والأب المثالي على الشاشة

تميز لطفي لبيب في أدوار الأب المصري الحنون أو الحازم، كما أتقن دور الموظف البسيط والمسؤول الحكيم، مما جعله عنصرا أساسيا في معظم أفلام ومسرحيات ومسلسلات العقدين الأخيرين،شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي من بينها: طير إنت، زهايمر، عسل إسود، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، السفارة في العمارة، كده رضا، وميكانو، وغيرها من الأعمال التي تتراوح بين الكوميديا والدراما الاجتماعية.

أما في التلفزيون، فقد أثبت نفسه في أدوار ذات طابع عائلي أو إنساني، وشارك في مسلسلات شهيرة مثل: رأفت الهجان، الزيني بركات، أرابيسك، زيزينيا، الداعية، الأب الروحي، وصاحب السعادة، وأصبح وجهًا معتادًا في دراما رمضان لعقود.

على خشبة المسرح.. البداية والهوى

المسرح كان أول عتبة وقف عليها لطفي لبيب ممثلًا، وشارك في أعمال مهمة أبرزها الملك هو الملك، سوق الحلاوة، الرهائن، طرائيعو، وسي علي وتابعه قفة، وعلى الرغم من طغيان الدراما التلفزيونية والسينما على مسيرته، فإن المسرح ظل عشقه الأول، والحيز الذي يحفظ له نبضه الإبداعي.

كاتب من قلب المعركة

بعيدا عن التمثيل، أثبت لطفي لبيب حضوره أيضا ككاتب، من خلال كتابه "الكتيبة 26"، الذي يعتبر شهادة شخصية وتاريخية نادرة عن أحد أبطال حرب أكتوبر، حيث وثق فيه مشاهد واقعية من الخطوط الأمامية، في كتيبة كانت من أوائل من عبر القناة واقتحم حصون العدو،كتب لبيب هذا العمل عام 1975، أي بعد الحرب بعامين، ليصبح من أوائل الفنانين الذين جمعوا بين الفن والسلاح والقلم.

موقفه الوطني.. الفن لا يعني التطبيع

في موقف وطني صريح، رفض لطفي لبيب أي محاولة لاستثمار مشاركته في "السفارة في العمارة" من قبل الجانب الإسرائيلي، وأكد أنه يرفض التطبيع بكل أشكاله، وأن اختياره لتجسيد دور السفير الإسرائيلي كان في إطار نقدي ساخر، لا يمت للقبول السياسي بصلة، مستشهدًا بتاريخه العسكري في حرب أكتوبر، ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية.

لطفي لبيب.. حالة فنية فريدة

لا يحتاج لطفي لبيب إلى دور بطولة ليترك أثرا، في كل ظهور له، كان يحجز مكانه في القلوب ببساطة أدائه وعمقه، فنان يعرف كيف يخدم النص، ويذوب داخل الشخصية، ويصنع من الصمت حضورا، ومع أن حالته الصحية في السنوات الأخيرة حدت من نشاطه الفني، إلا أنه لا يزال يحظى بحب الجمهور واحترام الوسط الفني، باعتباره واحدا من أكثر الفنانين صدقا، وتواضعا، واتساقا بين ما يقول ويفعل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة