50 عاما مرت بالتمام والكمال على إعادة افتتاح قناة السويس فى 5 يونيو 1975، ذلك الحدث البارز الذى قام به الرئيس محمد أنور السادات، بعد توقف دام ثمانى سنوات منذ نكسة 1967، ولم يكن اختيار هذا اليوم مصادفة، بل كان رسالة للعالم كله أن مصر قادرة، بيد أبنائها لا بيد غيرهم، على تجاوز المحن، وتحقيق النصر، وعلى البناء والتنمية.
«المصور» لها حكايات طويلة مع قناة السويس، فمنذ صدور مجلتكم الغراء سنة 1924 وهى تتصدى للمحتل الفرنسى ديليسبس، وتدعو للانتفاضة ضده وضد الوجود البريطاني.. ولهذا اخترنا اليوم فى الملف مقالا نشر فى 4 مارس 1938 بقلم فكرى باشا أباظة، رئيس التحرير آنذاك، عبر فيه بجرأة عن غضب المصريين من السيطرة الأجنبية على القناة، مؤكدا أن هذا الشريان الحيوى يجب أن يكون ملكا للمصريين وتحت سيادتهم وحدهم.
وفرحت «المصور» مثل كل مصرى وطنى بتأميم شركة قناة السويس على يد الزعيم جمال عبدالناصر فى 26 يوليو 1956، ذلك القرار التاريخى الذى أعاد القناة إلى أحضان الوطن، وسارعت المجلة إلى التواجد فى قلب الحدث، تسجل اللحظات الأولى لتسلم المصريين إدارة القناة، وتنقل للعالم كيف نجحنا فى تشغيلها بكفاءة واقتدار، متحدين كل المؤامرات.
وظلت «المصور» تسير جنبا إلى جنب بمحاذاة قناة السويس، هذا الشريان الحيوى، توثق لحظاته وتشارك فى معاركه، فأطلقت حملاتها الصحفية للنضال ضد العدوان الثلاثى، وساندت المقاومة دفاعا عن الأرض والعرض؛ لتمر الأيام ويتحقق نصر أكتوبر المجيد، وتعود القناة إلى الحياة من جديد بعد أن أزلنا منها الألغام والقنابل، وأصلحنا منشآتها، وأيضا كانت المجلة هناك تسجل فرحة الجماهير، وتوثق تلك اللحظات الخالدة فى عمر الوطن.
وتابعت المجلة عن كثب حركة قناة السويس، وتوسيع المجرى الملاحى طوال السنوات الماضية.. حتى دعت المصريين عام 2014 إلى الاكتتاب فى مشروع قناة السويس الجديدة، فوقف المصريون محتشدين، والعالم منبهرا أمام هذا الجهد الجبار، إلى أن نجحنا عام 2015 فى افتتاح قناة السويس الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أطلق نهضة تنموية غير مسبوقة فى مختلف القطاعات، وعلى رأسها مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذى أسهم فى جذب الاستثمارات.. لتبقى قناة السويس شريان الحياة للعالم كله.
