مع بداية فصل الربيع، يُنعش معرض الزهور السنوى فى دورته الـ92 والمقام بالمتحف الزراعى بالدقى، الحواس بجمال الألوان الزاهية والعطور الذكية التى ملأت الأرجاء، ليكون احتفالًا سنويًا بالجمال الطبيعى والتطور الزراعى فى مصر، ليتناثر عبير الزهور فى أجواء المعرض، ويأخذ الزوار فى رحلة ساحرة بين ألوان الزهور المختلفة وأشكال النباتات الاستوائية، ليشاهدوا ما تقدمه يد الفنانين والمزارعين من ابتكارات تمزج بين الطبيعة والفن.
المعرض هذا العام حمل مفاجآت عديدة وأفكاراً جديدة تواكب أحدث التطورات فى عالم الزهور والنباتات، وافتتاح المعرض يُعد مناسبة رائعة للالتقاء بين الزوار والعارضين، فى جو من البهجة والابتكار.
المعرض افتتح، السبت الماضى، بحضور وزير الزراعة، علاء فاروق، والذى أكد على أهمية المعرض هذا العام، مشيدًا بتميز الدورة الـ92 والتى تعكس تقدمًا ملحوظًا فى القطاع الزراعى المصرى، قائلًا: «هذا المعرض يمثل نقلة نوعية فى مجال الزراعة فى مصر، ويبرز التنوع الكبير فى المنتجات الزراعية، إضافة إلى الابتكارات الحديثة التى تدعم استدامة الزراعة وتساهم فى تحسين الإنتاج المحلى»، فضلًا عن أن هذا العام يتميز بتركيز خاص على الزهور الطبيعية، والنباتات الطبية، والفواكه الاستوائية، ما يعكس الاهتمام الكبير بالابتكار والتنمية المستدامة.
وأعرب الدكتور ممدوح الشامية، رئيس قسم البحوث النباتية بمعهد البساتين التابع لوزارة الزراعة، عن فخره بالمشاركة فى المعرض هذا العام، لافتًا إلى تقديم فرص جديدة للمزارعين والمستهلكين لاكتشاف أفضل الابتكارات فى مجال الزهور والنباتات، من خلال دعم وزارة الزراعة لكافة المشاريع التى تركز على تحسين جودة المنتجات الزراعية وتوسيع دائرة المعرفة الزراعية.
وأضاف «الشامية»، «أن هذه الدورة تميزت أنها فتحت بابها للمتخصصين وليس للهواة، وهو ما يتيح الفرصة لطرح الابتكارات الجديدة.
ومن أبرز المشاركين فى المعرض، كان وليد مرجان، الذى يقدم هذا العام فكرة جديدة فى سوق الفواكه الاستوائية، حيث أصبح اسم «مرجان» مرتبطًا بابتكارات زراعية مهمة فى مصر، حيث يعرض مجموعة متنوعة من الفواكه الاستوائية مثل المانجو والكيوى التى تمت زراعتها فى مصر باستخدام أسمدة عضوية خاصة، موضحا أن الفواكه تتميز بأنها مزروعة باستخدام الأسمدة الخاصة التى تجعلها أكثر جودة وتناسبًا مع المناخ المحلى وبأسعار تصل إلى 600 جنيه للستة أصناف، والتى تُقدم للمزارعين بأسعار معقولة، ما يساهم فى رفع مستوى الإنتاج المحلى».
وأضاف «مرجان» أن التجربة هذا العام ستكون متميزة، وسيطلق فى شهر أغسطس المقبل طرحًا جديدًا يوفر العديد من الفواكه الاستوائية بشكل مبتكر لتلبية احتياجات السوق، كما يتيح «مرجان» للمزارعين فرصة أخذ إنتاجهم مباشرة وبيعه عبر قنوات التسويق المتنوعة التى يوفرها.
«المصور» التقت فى المعرض أيضًا محمد سامى، الذى عرض مجموعة متنوعة من أزهار الزينة والنباتات التى يمكن زراعتها فى المناخ المصرى.
«سامى» أشار إلى أن الزوار فى هذه الدورة أبدوا اهتمامًا خاصًا بالزهور الطبيعية التى يمكن زراعتها محليًا، مثل الأوركيد والياسمين الجبلى، معتبرًا أن هذا العام شهد إقبالًا متزايدًا على هذه الأنواع من الزهور.
وأضاف قائلاً: «الهدف من المشاركة هذا العام هو تقديم أصناف متنوعة من الزهور التى يمكن أن تتحمل الظروف البيئية فى مصر، ما يسهم فى تقديم حلول للمزارعين والمستهلكين على حد سواء».
ومن جانبها، تحدثت سعاد حسين، المتخصصة فى زهور الأعشاب الطبية، عن نجاح تجربتها فى المعرض هذا العام قائلة: «لاحظنا تزايد الاهتمام بالأعشاب الطبية فى السنوات الأخيرة، لذلك قمنا بعرض مجموعة من الأعشاب مثل اللافندر والبابونج، التى تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار لما لها من فوائد صحية وطبية».
وأضافت: «نحن نقدم هذه الأعشاب بنظام مستدام، حيث يمكن استخدامها فى صناعة العطور أو فى علاج العديد من الحالات الصحية، مما يعكس تزايد الوعى الصحى لدى الجمهور».
كما شارك حمدى عبدالرحمن بعرض مجموعة من الزهور النادرة، وقال: «نحن نقدم أنواعًا من الزهور التى يصعب العثور عليها فى مصر مثل بعض الأنواع المائية والزهور التى تتميز بألوانها وأشكالها المميزة، مما يجعلها تثير اهتمام الزوار، خاصة من محبى الزهور النادرة».
وأكد «عبدالرحمن»، أن إقبال الزوار على هذه الزهور النادرة هذا العام يعكس زيادة الاهتمام بالجمال الطبيعى واستخدام الزهور فى تزيين المنازل والحدائق.
أما دينا عبدالفتاح، فقد قامت بعرض باقات زهور مبتكرة تدمج بين الأزهار البرية والطبيعية، وتعتبر هذه الطريقة أحد الاتجاهات الجديدة فى مجال الزهور.
وقالت «دينا»: «إن دمج الزهور البرية مع الزهور الطبيعية يخلق تناغمًا فنيًا، ويشجع المستهلكين على استخدام الزهور فى حياتهم اليومية».
أما آراء الجمهور، فقد تباينت ما بين إعجاب شديد بالإبداع الذى شاهده الزوار وبين تطلعاتهم للمزيد من التنوع فى الأزهار والنباتات المتاحة.
«كنت أتمنى أن يكون هناك المزيد من الزهور النادرة، وأحببت التنوع الكبير هذا العام»، هذا ما أكدته فاطمة حسين، أحد الزوار الذين جاؤوا من خارج القاهرة، وأضافت: «المعرض هذا العام فاق توقعاتى، وجاءت مشاركات العارضين متميزة للغاية».
وفى تصريح آخر من الزائر أحمد عزت، قال: «المعرض دائمًا يكون فرصة رائعة للتعرف على الجديد فى عالم الزهور، هذا العام كان هناك تركيز كبير على النباتات الطبية والفواكه الاستوائية التى تجد رواجًا كبيرًا فى أسواقنا»، وأضاف: «أكثر ما جذبنى هو الابتكار فى طريقة تقديم النباتات، حيث تشعر أنك داخل معرض مخصص فقط للزهور والنباتات ذات الجودة العالية».
وشهد المعرض هذا العام إقبالًا كبيرًا من الزوار الذين قدموا للاستمتاع بتجربة استكشاف أحدث أنواع الزهور والنباتات، فضلاً عن التعرف على آخر الابتكارات الزراعية.
