رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عيد المرأة والعنف التعليمى


14-3-2025 | 21:34

.

طباعة
بقلم: إيمان رسلان

فى مارس من كل عام ،يهل علينا عيد المرأة والغريب أنه لايحظى إلا رسمياً وإعلامياً بالاحتفال بينما يكاد ينعدم شعبياً فى مقابل ،ولصالح عيد الأم فى 21 مارس مع أن الأم هى امرأة فلماذا لم يتوغل ويترسخ لدينا وفى الوجدان الاجتماعى مناسبة عيد المرأة وليس الأم فقط .

قبل سنوات كان الزميل د.محمد فتحى، وهو متخصص فى الكتابة العلمية يقدم وجبة علمية عميقة وجديدة وسلسة بالمجلة، وهو كان الوحيد من زملائنا الذى يصمم، وسنوياً على تهنئة مجموعتنا وهى أكبر تجمع نسائى بالمجلة والتى أطلقت عليها وتجمع العشاق وليس العشيقات بالصحافة ! وذلك فى حجرة القسم الخارجى رغم اختلافات التخصصات والكتابة بيننا، ربما يعود ذلك للأستاذة ليلى القيسي مؤسسة القسم والحجرة، والتى جمعتنى أولا لسنوات طويلة معهن ثم انضمت بعد فترة نجوان عبداللطيف نظرا لعلاقتى بها وكذلك الأستاذة ليلى وعلاقة نجوان بدفعتها من زميلات القسم وأصبحت الحجرة المتسعة والمكيفة مكتبا لنا جميعا، وكنت أطلق عليها حجرة نون النسوة، وكان د. محمد فتحى يحضر وردة واحدة لنا مع علبة الشيكولاته، وسألته مرة أنت الوحيد الذى تتذكر عيد المرأة وليس الأم فما علاقتك بعيد المرأة وبالمناسبة عيد المرأة العالمى 8 مارس ويرجح البعض أنه كان بسبب العنف فى مواجهة احتجاجات المرأة العاملة بأمريكا للمطالبة بأجور متساوية

 

16مارس عيد المرأة المصرية فى ذكرى اغتيال أول شهيدة برصاص الإنجليز فى ثورة1919، فقال لى إن حياته بروسيا للحصول على الدكتوراه عرفته أهمية المناسبة السنوية حيث تمنح النساء إجازة فى هذا اليوم، وأن المجتمع الروسى مجتمع دافئ وبه تقديس لمشاعر الأمومة مثلنا، وكانوا يحتفلون بعيد المرأة فتعودت أن أهنئ زميلاتى دائما فى عيد المرأة، وعندما عدت إلى مصر و«المصور» لم أجد أفضل منكن لتقديم الشيكولاتة.

 

لا أعلم لماذا أتذكر ذلك كل عام ليس حبا فقط فى الشيكولاتة ولكن حبا فى قيمة المرأة نفسها وعطائها.

 

ولكن ومنذ شهر وفكرة هذا المقال فى ذهنى وتراودني بمتوالية الأحداث وقررت تأجيله لعيد المرأة.

 

وهو الحديث عن بعض القرارات الإدارية بالتعليم، والتى يكون أحد أطرافها جنس نون النسوة فأجد رد فعل قاسياً وسريعاً ولم أجد فى تفسيره إلا النزعة الذكورية ولكنها ليس ضد الأم وإنما المرأة وهو تناقض يحتاج إلى فك الاشتباك فى مجتمعنا الذى ينادى بتكريم الأم ويتغاضى عن المرأة.

 

كانت الواقعة الأولى وتخص طالبة المدرسة الدولية بالتجمع والشجار العنيف الذى حدث، ووقائع ضرب معلن اقتباسا من عنوان القصة القصيرة العبقرية -وقائع موت معلن - لمبدع من أمريكا اللاتينية الكولومبي جابريل جارثيا ماركيز - وفكرتها عن حادثة قتل بسبب الشرف، وهنا فى حادثة طالبة التجمع وهى فى سن المراهقة وضربت زميلة لها بشكل عنيف فعلا، وفورا قامت الدنيا وتدخلت وزارة التعليم وأصدرت قرارات عنيفة هى الأخرى وهذا توصيف للعقاب وبفصل الطالبة عاماً دراسياً، مع أن نفس حوادث الضرب وربما بعضها أعنف بكثير فى مدارس الطلاب وبعضها حدث فى نفس الشهر، ولم يتم إصدار القرارات بسرعة الفيمتو ثانية، لا أحد ضد العقاب ولكن لماذا هذا العنف الشديد فى العقاب هل لأن الضحية أنثى ومن قامت بالضرب أنثى ؟ولم تكن معركة بشد شعر على عادة الصورة النمطية لخناقات الحريم أو حتى رفع الشبشب (السلاح الأمومى) وقت اللزوم.

 

فهل كسرت طالبة مدرسة التجمع تابو الضرب الأنثوي بأدائها ورد فعلها العنيف والشبيه بـ «خناقات الرجال» ورسائلهم فى الاشتباك، فاستحقت هذا العقاب السريع جدا جدا، وألم يكن هناك وسائل تربوية أخرى للتعامل معها وبعد تحقيق طويل، لاسيما أن نفس الطالبة لها وضع خاص، أزمات سابقة ولكن الوزارة فى عهد سابق رفضت فصلها وطلبت حل الأمر تربويا بالمدرسة، وهو ما تم وتحسن أداء الطالبة وانخفضت درجة عنفها خلال العامين أي أن العلاج التربوى والأسرى أحدث فارقا كما صرحت مديرة المدرسة عقب القرارات.

 

لم أجد فى تفسير ذلك الموقف التعليمى والعقاب السريع، إلا أنه -عملاًـ بمبدأ «اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 أخرى»، وحتى تكون عبرة لبنى جنسها الأنثوي من التفكير أنها يمكن أن تتخلى عن التابو الأنثوي حتى فى طرق الضرب ! حتى إن العقاب امتد لحساب الطلاب الذكور لأنهم لم يتدخلوا وكان موقفهم سلبياً من النزاع، وهذا العقاب تحديدا للأولاد واتهامهم بالسلبية هو ما لفت نظرى للتفكير وللتفسير الذكورى للأحداث والعقاب، لأن معاقبة الطلاب الذكور تحمل ضمنا تعليمات وآراء بأنهم الذكور والذى لابد أن يدافع عن القبيلة ونسائها وامتد العقاب كذلك للمدرسة نفسها، ووضعها تحت الإشراف المالى والإدارى وكأنها رسالة ضمنية «خدوا بالكم» من «نساء القبيلة» وأن خروج بعضهن بالضرب الشديد هو خروج عن الصورة النمطية للبنات أو الطالبات.

 

للعلم لا أوافق أبداً بل وأكره أسلوب العقاب بالضرب وأجد أن ذلك يمثل أسلوبا بدائيا للردع وليس أبداً أسلوبا تربويا أو إنسانيا والأفضل هو العلاج والحوار المعنف الشفوى أحيانا بدلا من طرق التربية» اللى يضربك اضربه» لأن هذا المبدأ يرسخ للعنف وليس مواجهته خاصة أن كل الأطراف فى الواقعة أطفال وفى سن المراهقة ووارد وجود المشاكل وهذا منطقى.

 

الواقعة الثانية كانت بالتحقيق والجزاء أيضا مع مدرسة أحضرت ورداً لزوجها المدرس ومدير مدرسة احتفالاً بتعافيه، وبعودته للعمل بعد إجراء جراحة خطيرة بالقلب فحضرت فى طابور الصباح وهى تحمل الورد بل وطبعت قبلة على يده، وقالت بعض كلمات الشكر فما كان من الإدارة والتعليم إلا تحويلها للتحقيق والتهمة بالخروج على مقتضيات الوظيفة، لم أفهم فى الحقيقة أصلا التهمة أو العقاب فهل الورد جريمة يعاقب حاملها على الخصم والتجريس، وأليس أغلبنا يحمل الورد عند زيارة المرضى، وطبع قبلة على يده وأحيانا الرأس والجبهة ربما عرفانا أو حبا.، لماذا وجدنا هذا التصرف الإنساني العفوى والنبيل ما يستحق العقاب والإحالة للتحقيق ؟!.

 

فلم أجد فى تفسير العقوبة إلا محملاً ذكورياً أيضاً، ويخشى من إقدام المرأة العاملة على تقديم الشكر فى غير مناسبات الاستقبال الرسمية وخوفا من أن انتشار المحبة وتصير هناك عدوى الورود فى المجتمع، ومن النساء وطبع قبلة على اليد أرحم فى عرفنا الاجتماعى وقيوده من طبع قبلة على الوجه أو الجبهة مع أنها لاتعني أكثر من السلام والترحيب، وبدلا من شكر المدرسة والزوجة على إشاعة الحب والبهجة والعرفان ورمزية الورود أصدرنا عقوبات فورية. مثل هذه التصرفات والمواقف رغم أن بعضهم قد يرحب بها إلا أنها تحمل ضمنياً مقاومة لتكريس صورة محددة وتصور ما للمرأة أو الأنثوي بمعنى آخر، ومحاولة لوأد ردود الفعل التى تحمل أحيانا مضموناً إنسانياً غير النمطي، تماما مثلما فى أواخر الستينيات أصدرت الجامعة قرارا بمنع الطالبات من ارتداء البنطلون فى الحرم الجامعى والمسموح به هو الفستان وعائلته وكان ذلك لترسيخ نمط محدد أيضا للمرأة حتى لو طالبة جامعة أو أستاذة بها، ورغم ذلك انتشر البنطلون وأصبح الزى الرسمى للمرأة فى أغلب الطبقات الاجتماعية حتى تحت النقاب كما انتشر التعليم الجامعى رغم أنف وأحيانا مقاومة النزعة الذكورية بالمجتمع فالتعليم عبر مؤسساته من المدرسة إلى الجامعة هو مؤسسات التنشئة الأولى للطالبة والطالب الذين من المفترض أنهم متساوون فى الدرجات العلمية وغيرها، لذلك فالمواجهة ضد نزعات الذكورية تبدأ من التعليم أولاً، فطوبى وتحية لكل امرأة تجتهد وتعمل حتى فى بيتها خاصة فى مجتمعنا، ومازلت أنتظر الوردة والشيكولاتة فى عيد المرأة.

 

 

للعلم لا أوافق أبداً بل وأكره أسلوب العقاب بالضرب وأجد أن ذلك يمثل أسلوبا بدائيا للردع وليس أبداً أسلوبا تربويا أو إنسانيا والأفضل هو العلاج والحوار المعنف الشفوى أحيانا بدلا من طرق التربية« اللى يضربك اضربه» لأن هذا المبدأ يرسخ للعنف وليس مواجهته خاصة أن كل الأطراف فى الواقعة أطفال وفى سن المراهقة ووارد وجود المشاكل وهذا منطقى

    كلمات البحث
  • مارس
  • عيد
  • المرأة
  • الأم
  • رسمياً

أخبار الساعة

الاكثر قراءة