رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

دم المصريين يسرى فى شرايين غزة «إن الدم قابل للتعويض.. لكن الحياة لا تعوض»


26-10-2023 | 16:25

الكاتب الصحفي حمدى رزق

طباعة
بقلم: حمدى رزق
نفرة جموع المصريين للتبرع بالدماء لإنقاذ أهلنا فى غزة من فروض الواجب الوطنى الذى يترجم محبة خالصة للأشقاء.
ليس أغلى من الدماء سوى الأرواح، ودماؤنا وأرواحنا للأقصى فداء، حملات التبرع بالدماء عنوان عريض لغوث المصريين للمنكوبين فى غزة. المصريون يعرفون الواجب، أصحاب واجب، حملة المرشح الرئيس (السيسى) تقدمت صفوف المتبرعين، وحملة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تبعتها، وحملات الهلال الأحمر تستقبل جموع المتطوعين.. شباب يفرح شمر عن ذراعه تبرعا لطفل فلسطينى يحتاج إلى كيس دماء. وتسابقوا فى الخيرات، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، مصر جميعا على قلب رجل واحد تعاطفا مع أطفال غزة، طوابير المتبرعين تستأهل صورة لشعب عظيم كريم معطاء يلبى النداء. صور قوافل المساعدات المصرية إلى غزة تنتظر على المعبر، بعضها دخل بالفعل إلى غزة لإنقاذ المنكوبين، وتتوالى قوافل الدعم، تدخل بإرادة وطنية خالصة، القوافل التى من لحم الحى تترجم حجم مصر وعظمتها، مصر كبيرة رغم أنف المرجفين. مصر عظيمة، ومهما فاتت عليها المحن، وياما دقت على الرءوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد بالخير، بالمحبة، بالسلام، لا تجيد سوى لغة السلام، وقالوا سلاما.. مصر تعقد قمة السلام، وتنادى العالم إلى كلمة سواء، إيقاف الحرب، وغوث المنكوبين، وتبريد الحدود، وتهيئة المنطقة لمؤتمر عالمى يوطئ لحل الدولتين، حل مستدام يرسم مستقبل المنطقة المنكوبة بالحروب. رغم الضائقة، وضيق ذات اليد، والتحديات الاقتصادية القاسية، لا تتأخر عن العون، متى تأخرت وهى عنوان الكرم، قوافل المساعدات إلى أشقائنا تترجم بأن هذه دولة تتمتع بأخلاقيات إنسانية تعبر عن حضارة وعروبة، ودليل على المعانى المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، ولا يشيح بوجهه فى النكبات ولا يتلهى عن الهم الإنسانى للأشقاء بضائقة اقتصادية، المصرى يطلعها من بقه ليشبع القريب والبعيد، والأقربون فى غزة أولى. لا تطبيل ولا شخاليل، مصر يقودها قائد محترم يسير على قواعد أخلاقية حاكمة مستمدة من تراث عريق للدبلوماسية المصرية التى تتمتع بحسن السيرة عالميا، تمد اليد بالسلام، وتفقه فقه السلام العالمى، وعنوانها التعاون والحفاظ على السلم والأمن العالمى، وعنوانها «نتعامل بشرف فى وقت عزّ فيه الشرف» وهذا عنوان رئيس لدبلوماسية مصر. مصر الصابرة على المحن، تتحمل الغرم ولا تتململ، ولا تضجر، وتحتضن المحبين، تسعة ملايين من الضيوف الأعزاء، لهم فى مصر ما للمصريين، حقوق وواجبات، وجامعات ومدارس ومستشفيات وفرص عمل، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية. لا نطلق عليهم وصف لاجئين، من يلجأ إلى مصر يصبح مصريا بالمحبة لا يشعر غربة ولا يخشى على غده، يتحقق فى مصر قول المولى عز وجل «أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ». القيادة المصرية مواقفها العربية مضرب الأمثال، ولم تتأخر يوما عن غوث أو دعم، قوافل المساعدات تعبير عن حضور إنسانى راقٍ فى الملمات نشاطركم الأحزان، الحزن مصرى، مصر كبيرة قوى، ومهما فاتت عليها المحن، وياما دقت على الرءوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد، طبع الكرام. مصر الكبيرة يقودها رجل بحجم مصر، وحجم مصر يقارن بالدول العظمى، وتسلك سلوك الدول المتحضرة، والمساعدات الإنسانية لغزة ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذًى، وليست بمقابل أو ننتظر مقابل بل هى كرم مصرى خالص، وما عرفت مصر إلا بالكرم. وموقف مصر القوى الصارم والحاسم من تهجير الفلسطينيين، وترحيل الملايين، وتصفية القضية، موقف استلفت أنظار العالم، واحترام الأحرار حول العالم، موقف عظيم، عظمته فى مكنونه، مصر تحافظ على القضية حية، وحياة القضية فى ثبات المرابطين، وتمسكهم بأرضهم، ورفضهم التهجير. مصر وهى تتحدث عن نفسها، وعن منعة حدودها، ورفضها مخططات التهجير، تعبر عن أخوتنا الفلسطينيين الذين توحدوا تحت الشعار المصرى، لا للتهجير، لا للترحيل، لا لتصفية القضية، تعيش غزة حرة أبية. مصر تطلق نداء السلام، وطريق السلام يتم قصفه من آلة حرب مجنونة، مصر ترصف الطريق إلى حل الدولتين، حل ليس له بديل، ولا تبديل، حل ارتضاه العقلاء، وينسف الطريق مجرمو الحرب. مصر تخشى حريقا رهيبا يحرق أغصان الزيتون، مصر لا تخشى على حدودها، يحميها خير أجناد الأرض، على الحدود أسود، ولكنها تخشى من حريق يمتد إلى دول الجوار، والبحر مملوء بالأساطيل، ونذر الحرب العالمية الثالثة فى الأجواء، مصر تبحث عن السلام فى قلب الحريق الكبير.. ■ ■ ■ مصر تقوم بالواجب وزيادة، والقيادة المصرية تبذل قصارى جهدها فى محاولة حثيثة لتفكيك القبضة الإسرائيلية عن غزة، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وقوافل المساعدات المصرية على الحدود تنتظر وقف إطلاق النار لساعات تكفل مرور المساعدات، ونقل الجرحى والمصابين. جهد إنسانى طوعي، واجب عن طيب خاطر، مصر تبذل قصارى جهدها، وقيادتها وأجهزتها السيادية تصل الليل بالنهار لإيقاف آلة الحرب الجهنمية التى تصلى غزة نارا، وإنقاذ أطفال غزة من كابوس فظيع، تستنقذ الأرواح البريئة التى يضحى بها من لا يقدر الأثمان الباهظة لفتح أبواب الجحيم دون حساب المآلات. مصر تقف فى وجه مخطط الإبادة الجماعية لشعب غزة، فى ظهر الشعب الفلسطيني، المخطط كما هو معلوم محو شعب غزة من الوجود، وتسوية غزة بالأرض، مخطط الأرض المحروقة يهدد الوجود الفلسطيني، وهذا ما تخشاه مصر، وتقف صامدة كالطود الشامخ فى عين العاصفة. شعب غزة فى قلوبنا المفطورة على ضحاياه، وقبل التعزية دعما، وقبل الدعم إنقاذ الأرواح، كل ذلك لا يروق لجماعة المرتزقة الإخوان، والمؤلفة قلوبهم من الممسوسين، ويتصايحون فى منافيهم البعيدة على فتح الحدود. وكأن الهدف من إشعال الحرب فى الأرض المحتلة فتح الحدود المصرية، وتفريغ شعب غزة فى سيناء، وتدور اسطوانة التوطين المؤقت، والاستيعاب الاضطراري، وهكذا يفصحون عن نواياهم الخبيثة. فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا، بدلا من النصح بالصمود والرباط، والتشبث بالأرض، ينادون على المرابطين بالنزوح لإخلاء الأرض للمحتل يمارس فيها تهويدا، وبدلا من دعم المرابطين على الصمود ينصحونهم بالنزوح؟! أين ذهبت صيحات على القدس رايحين شهداء بالملايين، كفاكم مزايدة على قيادة مصر وشعبها، كفاكم متاجرة بالقضية على حساب المصلحة الوطنية، حدود مصر خارج المزاد المنصوب فى الفسطاط الكبير. سيناء مصرية، ليست وطنا بديلا، سيناء أرض مصرية مقدسة يحميها خير أجناد الأرض، سيناء حررت بالدماء، مزروعة بأرواح الشهداء، تحت كل شجرة روح شهيد كالديدبان تحمى الحياض. سيناء عليها حارس، محفوظة فى عين السماء، وبواباتها محروسة بالسمر الشداد، اللى يقرب يجرب، والخطوط الحمراء مرسومة، وخطوط الأمن القومى محفوظة، ومعلومة للجانبين، الإسرائيلى والفلسطيني، والرئيس السيسى قالها بوضوح قطعيا «لن تقبل مصر تصفية القضية على حساب آخرين.. ولا تهاون ولا تفريط فى الأمن القومى المصرى» والرسالة بعلم الوصول. سيناء عليها العين، والعين عليها حارس، وحارسها جيش عظيم، الجيش المصرى، وفى رواية الحديث الشريف الجيش الغربى، ووصفا من حديث من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم هم «خير أجناد الأرض، لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».