رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"لوفيجارو": لماذا يرغب ماكرون في التحدث مجددا مع بوتين؟

22-12-2025 | 21:35

لوفيجارو

طباعة

اهتمت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التحدث مجددا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. 

واستعرضت الصحيفة ، في مستهل مقال اليوم /الاثنين/، زيارة ماكرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أمس وقضائه يومين في القاعدة الفرنسية للاحتفال بعيد الميلاد مع الجنود، قبل أيام قليلة من ليلة رأس السنة، فقد جرت العادة أن يقضي الرئيس الفرنسي أياما من عطلة عيد الميلاد مع قوات منتشرة في الخارج. 

وذكرت "لوفيجارو" أنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أشاد ماكرون بتفاني العسكريين العاملين على حماية المصالح الفرنسية، في خطاب مقتضب تناول فيه قضايا دولية هامة ترغب فرنسا في أن يكون لها فيها تأثير كبير.

ورأت "لوفيجارو" أن ماكرون يريد أن يسمع صوته في وقت يهدد فيه الجمود السياسي في فرنسا إعادة التسلح كما تسعى باريس لمواجهة شكل من أشكال التهميش على الساحة الدولية وكل ذلك فيما تدور على بعد آلاف الكيلومترات، في ميامي في فلوريدا المحادثات حول الحرب فى أوكرانيا وهى محادثات تصطدم بطريق مسدود .

ولتجنب فرض أمر واقع عليهم بشأن القضايا الأمنية التي تمسهم بشكل مباشر، يسعى الأوروبيون إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من النفوذ، إلا أنهم يواجهون عداء من الكرملين. 

وقال يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس بوتين،: "إن المقترحات التي قدمها الأوكرانيون والأوروبيون، أو يحاولون تقديمها، لا تحسن فرص تحقيق سلام طويل الأمد" ، فيما ترى الصحيفة أن هدف موسكو يبقى هو إضعاف حلف الناتو والأوروبيين، لا تعزيز أمنهم.

ولتغيير مسار الحوار، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على نظيره الروسي، يوم الجمعة، استئناف المحادثات المباشرة، وقال في بروكسل، عقب اجتماع المجلس الأوروبي: "أعتقد أنه سيكون من المفيد مجددا التحدث مع فلاديمير بوتين"،مضيفا ، في إشارة إلى الأمريكيين: "ألاحظ أن هناك من يتحدث مع فلاديمير بوتين".

وتابع : "نحن الأوروبيون والأوكرانيون، لدينا مصلحة في إيجاد إطار عمل لإعادة الانخراط بشكل صحيح في هذا النقاش، وإلا، فسنتحدث فيما بيننا مع مفاوضين سيذهبون بعد ذلك للتحدث مع الروس بمفردهم، وهو أمر غير مثالي". 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسى كان من بين آخر الأوروبيين الذين أجروا محادثات مع فلاديمير بوتين حتى مع احتمال ظهوره بمظهر المفرط تجاه الزعيم الروسي ، وكان آخر لقاء في عام 2022 حيث بحثا

وضع محطة "زابوروجيا" النووية ، وبعد ذلك أقرت الدبلوماسية الفرنسية باستحالة بناء حوار بناء مع الرئيس الروسي الذي لايقسم إلا بالقوة العسكرية، وتدريجيا ، صعّد إيمانويل ماكرون من لهجته إلى حد أنه بادر لطرح إمكانية ارسال جنود أوروبيين إلى أوكرانيا متى تم إبرام وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يُعد بالنسبة لروسيا خطا أحمر آخر، ومع ذلك، لم يرفض الكرملين المقترح الفرنسي .

وبينما لايزال خطر نفاد صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائما لدرجة تجعله يتخلى عن أوكرانيا ، يسعى الأوروبيون إلى مزيد من الاستقلالية ،إذ يخطط قادة الأركان الأوروبيون لعمليات نشر محتملة والضمانات التي يمكن أن يمنحوها إلى كييف حتى مع دعم أمريكي محدود ،وهم يملكون مفاتيح استخدام الأرصدة الروسية المجمدة . 

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس يرغب في استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا وهو اقتراح قوبل بتحفظ فرنسي ومع ذلك، حاولت العاصمتان التوفيق بين مواقفهما.

وإلى جانب تحد التهديد الروسي والإنسحاب الأمريكي، فإن الأوروبيين في مواجهة صراعات داخلية فيما بينهم ،إذ يسعى فرديريش ميرتس إلى زعامة جديدة لألمانيا مدعوما باحتياطيها الإقتصادي .

وبدورها ، تلعب رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني بالورقة التي تملكها مستندة على علاقاتها الطيبة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فاقتراحها بضمانة أمنية مستوحاه من المادة (5) لحلف شمال الأطلنطي وجد طريقه رغم التشكك الواضح من فرنسا ،أما إيمانويل ماكرون ـ الذي أنهكه الصراع السياسي في بلاده ـ يحاول أن يحافظ على مكانته على الساحة الدولية عن طريق التعويل على مصداقية الجيش الفرنسي فهو وحده ـ إلى جانب الجيش البريطاني خارج الاتحاد الأوروبي ـ القادر على تقديم قدرات هامة للضمانات الأمنية المستقبلية .

واختتمت "لوفيجارو" مقالها بالإشارة إلى أنه باقتراحه استئناف المحادثات مع فلاديمير بوتين، يسعى إيمانويل ماكرون أيضا إلى تبوؤ مكانة لا يستطيع فريدريش ميرتس وغيره شغلها.

أخبار الساعة