تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب الصحفي والأديب المصري الكبير أحمد شفيق بهجت، الذي غاب عن عالمنا في 11 ديسمبر 2011، لكنه ترك خلفه إرثًا لا يزال حاضرًا في الوجدان المصري. بإبداعه الهادئ وكتابته البسيطة العميقة، استطاع بهجت أن يحول الكلمة إلى حكاية، والفكرة إلى عمل فني، والخواطر اليومية إلى مصدر إلهام لأجيال كاملة. بين المقال والرواية والدراما والإذاعة، ظل اسمه علامة مميزة في الثقافة العربية.
ارتبطت العديد من أعمال أحمد شفيق بهجت الفنية والأدبية بذاكرة الجمهور المصري، إذ تحولت كتاباته إلى أعمال مؤثرة عبر شاشات التلفزيون والسينما والإذاعة. ومن أبرزها مسلسل "قصص الحيوان في القرآن"، الذي استلهم صُنّاعه روحه السردية في تقديم حكايات دينية مبسطة للأطفال، ليصبح واحدًا من أنجح الأعمال الكرتونية في التلفزيون المصري.
كما قدم السينما واحدًا من أهم أفلامها السياسية والسير الذاتية، وهو "أيام السادات"، الذي كتب بهجت سيناريوه باحترافية لافتة، ليجسّد الفنان أحمد زكي شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في تجربة ما زالت راسخة في تاريخ السينما المصرية.
وفي الإذاعة، كان بصمته أوضح مع برنامج "كلمتين وبس"، الذي قدمه الفنان الكبير فؤاد المهندس بأسلوب ساخر وخفيف، مستلهمًا طريقة بهجت في معالجة قضايا المجتمع اليومية بذكاء واختصار. وظل البرنامج جزءًا من ذاكرة المستمعين لسنوات طويلة.
كما ألهم عموده اليومي الشهير "صندوق الدنيا" في جريدة الأهرام الملايين، إذ اعتاد خلالها تقديم حكايات قصيرة تحمل الحكمة وتعكس عمق نظرته للحياة، ليصبح ذلك العمود مدرسة خاصة في الكتابة الصحفية.
وعلى صعيد المؤلفات، ترك أحمد شفيق بهجت مجموعة من أهم الكتب الدينية والفكرية، منها "أنبياء الله" الذي أعاد فيه صياغة قصص الأنبياء بأسلوب عصري قريب من القرّاء، فحقق انتشارًا واسعًا. وكذلك كتب: "الطريق إلى الله"، "بحار الحب عند الصوفية"، "مذكرات صائم"، "قميص يوسف"، بالإضافة لأعماله الأدبية الشهيرة مثل "مذكرات زوج" و"حوار بين طفل ساذج وقط مثقف".
وهكذا، يبقى أحمد شفيق بهجت أحد أبرز الأصوات التي جمعت بين الفكر والفن، وخلّدته أعماله في ذاكرة الثقافة العربية رغم مرور الأعوام.