رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الساعة الآن الثانية ظهرا 6 أكتوبر.. فى مثل هذه اللحظة منذ 52 عاما قواتنا المسلحة نجحت في عبور قناة السويس

6-10-2025 | 14:04

حرب 6 أكتوبر 1973

طباعة
أماني محمد

في مثل هذه اللحظة قبل 52 عامًا كانت القوات المسلحة على موعد مع انتصار عسكري مجيد، قال الرئيس الراحل أنور السادات عنه إن التاريخ العسكرى سيتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمامه، حين نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم الساتر الترابي في ساعات معدودة، ليفقد العدو توازنه، وتتحطم أسطورته المزعومة بأنه الجيش الذي لا يقهر.

 

سر اختيار التوقيت في حرب أكتوبر 1973

لم يكن توقيت الحرب عابرًا، ففي 22 يوليو 1972 طلب الرئيس السادات سحب المستشارين العسكريين السوڤييت من مصر، وقرر أن الحرب ستجري بما هو متوفر من السلاح والمعدات وضمن طاقتها التي تسمح بها، ليكلف القوات المسلحة بالاستعداد للحرب في مؤتمر الجيزة يوم 24 أكتوبر 1972 عملت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء عبد الغني الجمسي لتحديد أنسب التوقيتات للهجوم.

وبدأت دراسة توقيت الحرب بناءً على عدة عواملَ منها الموقف العسكري الإسرائيلي، وحالة القوات المصرية، والمواصفات الفنية للقناة من ناحية حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية، وذلك بهدف تحقيق أفضل الظروف للقوات المصرية وأسوئها للقوات الإسرائيلية، مع مراعاة أن يناسب التاريخ الجبهة السورية.

 

بناءً على العديد من الدراسات حددت شهور مايو أو أغسطس أو سبتمبر أو أكتوبر كأنسب الشهور للهجوم، وكان أفضلها شهر أكتوبر 1973 لعدة أسبابٍ منها لكونه أفضلَ الشهورِ بالنسبة لحالة المناخ على كلا الجبهتين المصرية والسورية، كما أن الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ستُجرى يوم 28 منه وسينشغلُ الشعب والجيش بالحملات الانتخابية (باعتبار جميع المدنيين القادرين على حمل السلاح هم عناصر احتياطٍ في الجيش في إسرائيل).

وبعد دراسة العطلات الرسمية في إسرائيل حيث تكون قواتها المسلحة في أدنى استعداداتها وُجد أن يوم السبت -عيد الغفران أو كيبور- 6 أكتوبر 1973 م / 10 رمضان 1393 هـ، هو الأنسب لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزة عن البث، مما سيتطلب من إسرائيل وقتاً أطول لاستدعاء الاحتياطي الذي يمثل القاعدة العريضة لقواتها المسلحة.

واختيرت الساعة 14:00 بعد الظهر لانطلاق الهجوم حيث تكون الشمس جهة الغرب خلف ظهور المصريين وتغشى عيون الإسرائيليين مما يُتيح رؤيةً جيدةً جداً للمهاجمين على عكس المدافعين، وتقرر هذا في الاجتماع المشترك السري بين القيادتين العسكريتين المصرية والسورية برئاسة وزيريْ الدفاع في 22 أغسطس في قيادة القوات البحرية في الإسكندرية .

 

عبور قناة السويس

في الثانية من ظهر 6 أكتوبر 1973، انطلقت القوات المصرية باتجاه عبور قناة السويس، في عملية بدأت بالضربات الجوية والتمهيد النيراني، حتى تمكنت قواتنا من اقتحام مانع قناة السويس الصعب وإجتياز خط بارليف المنيع وإقتحام الضفة الشرقية للقناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، لتبدأ بتحقيق مهامها المباشرة والتالية (رؤوس الكبارى) وصد وتدمير ضربات العدو وهجماته المضادة وتدميرها والتطوير شرقاً وهدم نظرية الأمن الإسرائيلي وبتر ذراعه الطولى.

في الساعة الثانية نفذت 220 طائرة حربية الضربة الجوية الأولى على الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة، حينها وصلت الطائرات إلى منتصف الجانب الغربي من سيناء، حيث عبرت الطائرات على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ للغاية (حوالي 30 مترًا لتفادي الرادارات الإسرائيلية.

واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي النفط ومخازن الذخيرة.

وحققت تلك الضربة أكثر من 95% من أهدافها، وبعد عبور الطائرات بخمس دقائقَ بدأت قوات المدفعية (حوالي 2200 مدفع) قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة، في تمهيد نيراني لعبور قوات المشاة، وفي الوقت نفسه تسللت عناصر من سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تضخ السائل المشتعل (النابالم) إلى سطح المياه.

ونفذت عمليات المدفعية بتنظيم دقيق، لتصل النيرات إلى العمق، وبعدها تستهدف بالقصف المباشر مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة تحت غطاءٍ من نيرانها، واستمرت تلك العمليات طوال ست ساعات، لتفح الثغرات في الساتر الترابي بما يسمح لعبور القوات والمعدات.

وخلال التمهيد النيرانى على مواقع العدو وقلاعه على الضفة الشرقية للقناة فى الدقيقة الأولى من بدء الضربة المدفعية، تم توجيه عشرة آلاف وخمسمائة دانة مدفعية بمعدل 75 دانة فى كل ثانية، وبدأت فرق المشاة وقوات قطاع بورسعيد العسكرى فى اقتحام قناة السويس مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط 1500 سلم لتسلق خط بارليف.

ووضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية للقناة وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع واقتحام دفاعات العدو الحصينة.

وفي تمام الساعة السادسة والنصف تقريبًا، كان نحو ألفي ضابطٍ وثلاثين ألف جنديٍّ من خمس فرق مشاةٍ من الجيشين الثاني والثالث الميداني، قد عبرت قناة السويس، واحتفظوا بخمسة رؤوس جسورٍ لعبور القناة.

واستمر سلاح المهندسين بفتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، واستمر عبور الدبابات والمركبات البرمائية، وبحلول الساعة الثامنة والنصف، كان قد اكتمل بناء أول جسر ثقيل، وبعدها بساعتين اكتمل إنشاء سبعةِ جسورٍ أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمةً هذه الجسورَ وإحدى وثلاثين معدّيةً.

وذك التوقيت كان قد تم فتح 60 ممر في الساتر الترابي على القناة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة وبناء 4 كبارى خفيفة وبناء وتشغيل 30 معدية، وعادت أعلام مصر ترفرف من جديد على الضفة الشرقية للقناة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة