رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«الكريسماس» يُنعش أسواق القارة العجوز


24-12-2025 | 16:50

.

طباعة
تقرير: سلمى أمجد

مع حلول موسم الكريسماس، تتزين المنازل والشوارع بالأضواء، وتعلو أصوات الأجراس، وتتجه الأنظار إلى واجهات المتاجر المليئة بالهدايا المتنوعة في مشهد احتفالي يعكس الأجواء الدافئة التي تغمرها الفرح والسعادة بهذه المناسبة. ويعد تبادل الهدايا في عيد الميلاد تقليدًا محبوبًا في جميع أنحاء العالم؛ لذلك يشهد موسم عيد الميلاد واحدًا من أعلى معدلات الشراء، خاصةُ في الدول التي تُعرف بثقافة الاحتفال بالكريسماس.

تشهد الأسواق الأوروبية حركة نشطة في شراء هدايا الكريسماس، حيث يستعد المستهلكون لإسعاد أحبائهم بالمفاجآت والهدايا التقليدية، وتعد مستحضرات التجميل والأزياء والإلكترونيات من أكثر فئات الهدايا رواجًا في الاتحاد الأوروبي. فعلى سبيل المثال، تشهد جمهورية التشيك إقبالًا كبيرًا على مستحضرات التجميل والألعاب الإلكترونية، وفي بولندا على المجوهرات والساعات، وفي إسبانيا على السلع المستعملة، وفي إيطاليا على الأجهزة المنزلية، بحسب ما أفادت به شبكة «يورو نيوز».

ومن المتوقع أن تصبح ألمانيا الدولة الأكثر إنفاقًا في الاتحاد الأوروبي خلال موسم أعياد الميلاد 2025 بمبلغ يصل إلى 85.24 مليار يورو، وفقًا لموقع «ستاتيستا» العالمي للإحصائيات. بينما تأتي فرنسا في المرتبة الثانية بتقديرات تبلغ 71.65 مليار يورو، ثم إيطاليا بأكثر من 43 مليار يورو، أما على مستوى القارة العجوز، فتتصدر المملكة المتحدة، حيث تتوقع شركة برايس ووترهاوس كوبرز- إحدى أكبر شركات التدقيق والاستشارات الدولية- زيادة بنسبة 3.5 في المائة في الإنفاق على هدايا عيد الميلاد، على الرغم من البداية البطيئة لموسم التسوق.

وتعد أسواق عيد الميلاد في أوروبا المكان الأمثل لاقتناء الهدايا وتذكارات عيد الميلاد. فهي تضم تشكيلة واسعة من الأطعمة والمشروبات التقليدية، والحرف اليدوية، وزينة عيد الميلاد، والأوشحة والقبعات والألعاب وغيرها، فضلًا عن الأنشطة والعروض الاحتفالية، على سبيل المثال، ويشتهر سوق عيد الميلاد في نورنبيرج بألمانيا بكونه موطنًا لخبز الزنجبيل، والهدايا يدوية الصنع، بينما يتميز سوق عيد الميلاد في ستراسبورج، وهو أقدم سوق بفرنسا، يُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، بالفخار الألزاسي التقليدي، وزينة عيد الميلاد، وعروض الأضواء. في حين يعد سوق عيد الميلاد في بازل من أكبر وأقدم أسواق عيد الميلاد في سويسرا، يشتهر بالشوكولاتة السويسرية الفاخر والحلويات التقليدية، بالإضافة إلى الأكشاك التقليدية التي تعرض منتجات محلية، في تجربة فريدة تجمع بين الأجواء الاحتفالية التقليدية والحديثة. وعادةً ما تفتح هذه الأسواق في أواخر نوفمبر وتستمر طوال ديسمبر حتى يوم عيد الميلاد، فيما تمتد بعض الفعاليات إلى أوائل يناير.

ومع ذلك، قد تؤدي الأسعار المرتفعة هذا العام إلى زيادة تكلفة الهدايا، حيث تشير التقديرات إلى زيادة معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.2 في المائة في نوفمبر الماضي. كما حذر المكتب الألماني الاتحادي للبراءات والعلامات التجارية مؤخرًا، من انتشار المنتجات المقلدة في موسم الكريسماس، في ظل استمرار تدفق الواردات المزيفة إلى أوروبا، ووفقا للبيانات، تم ضبط 112 مليون منتج مزيف داخل الاتحاد الأوروبي وعلى حدوده الخارجية، بقيمة سوقية تقديرية بلغت 3.8 مليار يورو، وهو رقم قياسي، خلال العام الماضي.

على الصعيد العالمي، يميل الأمريكيون إلى إنفاق الكثير على هدايا عيد الميلاد، حيث بلغ إجمالي الإنفاق أكثر من تريليون دولار في السنوات الأخيرة، بمتوسط يزيد على ألف دولار للشخص الواحد؛ إلا أنه في ظل حالة القلق التي تعصف بالبلاد إزاء الوضع الاقتصادي، كشف استطلاع أجرته شبكة «إن بي سي نيوز» أن 55 في المائة من المشاركين قالوا إنهم سينفقون مبالغ أقل على الهدايا في عيد الميلاد هذا العام مقارنةً بالعام الماضي، بينما قال 36 في المائة إنهم سينفقون المبلغ نفسه تقريبًا. في المقابل، قال 9 في المائة فقط إنهم يعتزمون إنفاق المزيد على الهدايا خلال موسم الأعياد. هذه الأرقام تبرز أثر ارتفاع الأسعار نتيجة التضخم والرسوم الجمركية على حجم إنفاق الأمريكيين وتضاؤل بهجتهم بعيد الميلاد.

وعادة يفضل الأمريكيون الهدايا العملية ذات معنى، ولا يشترط أن تكون باهظة الثمن إذا تم تبادلها مع الأصدقاء والزملاء. تشمل الهدايا الشائعة أكوابًا مزخرفة، وإكسسوارات شتوية كالجوارب والأوشحة الدافئة، والشموع المعطرة، والشوكولاتة، والوجبات الخفيفة اللذيذة، ومجموعات العناية الشخصية. أما إذا كانت لأفراد العائلة، فينفقون المزيد من المال على الإلكترونيات، والأدوات المنزلية، وبطاقات الهدايا، والألعاب، أو المجوهرات.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة