رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

قمة «AI Everything» ترسم خريطة التكنولوجيا بالشرق الأوسط


27-9-2025 | 11:24

د. عمرو طلعت.. وزير الاتصالات

طباعة
تقرير: رانيا سالم

قمة «AI Everything الشرق الأوسط وإفريقيا» على أرض مصر نعتبر كنقطة تحول حقيقية فارقة فى رسم خريطة التكنولوجيا العالمية، فالقمة التى تستضيف فعاليتها مصر هى منصة استراتيجية تجمع تحت سقف واحد عقولا وخبرات من أكثر من 60 دولة لرسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعى فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. حيث تنطلق القمة فى فبراير2026، بتنظيم مجموعة GITEX GLOBAL، وبشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» -وهو ما يعكس إدراك المجتمع المعلوماتى الدولى للحراك المستمر فى منظومة الذكاء الاصطناعى بمصر ومنظومة مصر الرقمية.

 

مستقبل البنية التحتية للذكاء الاصطناعى والتوسع المسئول فى تطبيقاته، من أبرز القضايا التى ستناقشها القمة مع استعراض لعدة مجالات كأحدث الحلول فى الذكاء الاصطناعى، والرقائق الإلكترونية، والأمن السيبرانى، والتكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا الرعاية الصحية، لقاءات وزارية حول سياسات الذكاء الاصطناعى ستشهدها القمة، بجانب تنظيم هاكاثون للابتكار لرواد الأعمال والشركات الناشئة القائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وعدد من الجلسات النقاشية المتخصصة تشمل النماذج اللغوية الكبيرة، والتعلم الآلى، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعى للأشياء (AIoT).

الدكتورة إيمان على، خبير الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى، المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، أكدت أن قمة ومعرض «عالم الذكاء الاصطناعى - الشرق الأوسط وإفريقيا» بمثابة نقطة تحول حقيقية فى خريطة التكنولوجيا العالمية، فهى ليست مجرد تجمع تقنى، بل هى منصة استراتيجية تجمع تحت سقف واحد عقولا وخبرات من أكثر من 60 دولة لرسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعى فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فهى أكبر حدث للذكاء الاصطناعى فى المنطقة، وتمثل امتدادًا طبيعيًا لسلسلة فعاليات GITEX العالمية، التى أثبتت نجاحًا باهرًا فى دعم التحول الرقمى عبر العالم.

وأوضحت خبير الذكاء الاصطناعى أن «فعاليات GITEX العالمية تُعد أكبر منصة تكنولوجية فى العالم، وتلعب دورًا محوريًا فى تشكيل مستقبل الصناعة التقنية، فمنذ انطلاقها فى الثمانينيات كمعرض محلى تطورت GITEX لتصبح قوة عالمية فى عالم التكنولوجيا، وتجلى دورها فى دعم التحول الرقمى باعتباره منصة للحوار الاستراتيجى حول التحديات والفرص فى مجال الذكاء الاصطناعى، وجسرًا للتواصل بين الشركات الناشئة والمستثمرين العالميين، والعمل كمحفز للابتكار عبر استعراض أحدث التقنيات والحلول، وتشكل مؤثرًا فى السياسات التقنية العالمية من خلال استضافة قادة الفكر والسياسة لمناقشة موضوعات ملحة مثل الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والحوكمة الرقمية والابتكار المستدام».

«استضافة مصر للنسخة الأولى تتويج للريادة المصرية»، أمر آخر أكدته «د. إيمان»، قبل أن تضيف: اختيار مصر لاستضافة النسخة الأولى من هذه القمة فى فبراير 2026 ليس مصادفة، بل هو اعتراف عالمى بالدور الرائد الذى تلعبه مصر فى منظومة الذكاء الاصطناعى، فهو يعكس إدراك المجتمع المعلوماتى الدولى للحراك المستمر والنشط فى منظومة الذكاء الاصطناعى المصرية. وتابعت: مشاركة أكثر من 60 دولة فى القمة، إلى جانب صُنّاع القرار وكبريات الشركات العالمية والشركات الناشئة، تعكس ثقة دولية استثنائية فى القدرات المصرية والرؤية الاستراتيجية للدولة، فهى تعكس تصويتا بالثقة من المجتمع الدولى على جدية الجهود المصرية فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتأكيدا على مكانة مصر الجغرافية الاستراتيجية كجسر بين قارتى آسيا وإفريقيا وأوروبا، مما يجعلها المكان المثالى لانعقاد مثل هذا الحدث العالمى، واعترافا بالنضج التقنى الذى وصلت إليه مصر والذى يؤهلها لاستضافة وقيادة نقاشات معقدة حول مستقبل التكنولوجيا.

كما أوضحت أن الفعاليات المتنوعة للقمة تعكس نهجًا متكاملًا للتطوير فى مجال الذكاء الاصطناعى تتمثلت فى القمة الوزارية رفيعة المستوى حول سياسات الذكاء الاصطناعى، حيث تُعد منصة حيوية لوضع الأطر التنظيمية والقانونية التى ستحكم مستقبل هذه التقنية. أما الهاكاثون للابتكار، فيوفر فرصة ذهبية لرواد الأعمال والشركات الناشئة لتطوير حلول عملية وإبداعية، مع إتاحة فرص التشبيك مع صناديق الاستثمار والتمويل، وهذا النهج يضمن ترجمة الأفكار النظرية إلى حلول قابلة للتطبيق فى السوق، والجلسات النقاشية المتخصصة، والتى تضمن تغطية شاملة لجميع جوانب هذا المجال المتنامى. «د. إيمان»، أشارت كذلك إلى أن «منظومة الذكاء الاصطناعى فى مصر هى رحلة نجاح منذ 2019، فمنذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى فى 2019، شهدت مصر تطورًا مذهلًا، بداية من تشكيل المجلس القومى للذكاء الاصطناعى كرحلة طموحة لتحويل مصر إلى قوة إقليمية فى مجال الذكاء الاصطناعى، لكن الإنجاز الأبرز فى تقدم مصر 55 مركزًا فى مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى، لتحتل المرتبة 56 من أصل 172 دولة، مقارنة بالمرتبة 111 من أصل 194 دولة فى 2019».

واستطردت: هذا النجاح جاء انعكاسا للإصدار الثانى من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى 2025 - 2030، فهى وثيقة لا تمثل مجرد خطة عمل، بل هى بمثابة «العقد الاجتماعى الرقمي» الجديد بين الدولة والمجتمع، فشعارها «ذكاء اصطناعى شامل لتعزيز مصر الرقمية»، وتنطلق هذه الرؤية الطموحة من فلسفة عميقة مفادها أن التكنولوجيا ليست غاية فى حد ذاتها، بل هى أداة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة حياة المواطنين، وتأمين مكانة رائدة لمصر على الخريطة العالمية.

كما شدد على أنه «يعتبر الذكاء الاصطناعى محرك مصر الاقتصادى الجديد بـ42.7 مليار دولار ورؤية تتجاوز الاستهلاك إلى صناعة المستقبل إذ لم يعد الذكاء الاصطناعى فى أدبيات الدولة المصرية مجرد مصطلح تقنى لامع أو تقنية إضافية، بل تحول إلى المحرك الأساسى للتحول الاقتصادى والاجتماعى، والرافعة التى تخطط من خلالها مصر لإعادة تعريف مكانتها على خريطة التنافسية العالمية»، مضيفة أن «الطموح المصرى لا يتوقف عند حدود الاستفادة الاقتصادية، فالرؤية الأعمق التى تتبناها الدولة هى الانتقال من دور "المستهلك" للتكنولوجيا إلى دور "الشريك الفعال فى صياغة مستقبلها"، و"صياغة المستقبل" هنا تعنى المشاركة فى وضع المعايير العالمية، والتأثير فى الحوار الدولى حول القواعد الأخلاقية والتنظيمية التى ستحكم هذه التقنية الجبارة».

«د. إيمان»، اختتمت حديثها، بقولها: هذه القمة بداية مرحلة جديدة وإعلان واضح بأن مصر أصبحت وجهة مفضلة للاستثمار، ولاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله فى صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعى، إنها شهادة دولية حية على النجاح المصرى فى تحويل الرؤية إلى واقع، والطموح إلى إنجاز ملموس، تضع مصر بجدارة فى طليعة دول العالم فى سباق التكنولوجيا المتقدمة.

الاكثر قراءة