ولنا فى زيارة ملك إسبانيا الملك فيليبى السادس، وزوجته الملكة ليتيزيا، وكذلك ورئيس سنغافورة ثارمان شانموجار وزوجته جين يوميكو إتوجى ، مثال على التوجه نحو زيارة معالم مصر الأثرية والثقافية، وملك إسبانيا، زار الأهرامات، ثم توجه فى جولة كبيرة لزيارة عدد من معالم الأقصر، والتقط عددا من الصور التذكارية فى كل مكان زاره خلال جولاته المتعددة، ورئيس سنغافورة قام بجولة فى منطقة الفسطاط ومصر القديمة، كما قام بزيارة الجامع الأزهر، والمتحف المصرى الكبير، ومنطقة الأهرامات.
وهناك أيضا زيارة الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، فى أبريل الماضى، وجولته فى منطقة الحسين وخان الخليلى رفقة الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما زار رئيس وزراء جمهورية صربيا المتحف القومى للحضارة المصرية والمتحف المصرى الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة، وأبدى إعجابه الشديد بالحضارة المصرية، كما زار وفد رفيع المستوى من الحزب الشيوعى الصينى، متحف الحضارة، وغيره من المواقع التى تحكى قصة الحضارة المصرية.
كل هذه الزيارات للأماكن السياحية المصرية، تُعد خير دعاية وخير رسالة على تنوع وتفرد المقصد المصرى تارة، وتمتع مصر بالأمان الذى بات عاملًا غاية فى الأهمية لوجهة أى سائح تارة أخرى، ولكن، كيف تستفيد مصر من تلك الزيارات والدعاية المجانية؟
حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية، أكد أن «هذه الزيارات تحمل دلالات إيجابية مهمة لقطاع السياحة المصرى، خاصة مع الاهتمام الكبير الذى أولته وسائل الإعلام الإسبانية للرحلة وما تضمنته من زيارات مميزة للأهرامات والمواقع الأثرية، الأمر الذى يمثل ترويجًا واسع النطاق لمصر كوجهة سياحية رئيسية على خريطة السياحة العالمية».
«الشاعر»، تحدث كذلك عن زيارة ملك إسبانيا الأخيرة لمصر، وقال: تعد إسبانيا من أهم الأسواق الأوروبية المصدّرة للسياحة، وهذه الزيارة تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون السياحى، ودعم المبادرات المشتركة فى مجالات التدريب والابتكار السياحى، فضلًا عن التبادل الثقافى الذى يرسخ جسور التواصل بين الشعبين.
كما ثمّن رئيس الاتحاد، برنامج الزيارة الذى يشمل جولة بمدينة الأقصر التاريخية، ولقاءً مع البعثة الأثرية الإسبانية العاملة هناك، وزيارة معبد حتشبسوت بالدير البحرى، بما يعكس الاهتمام الإسبانى المتواصل بالحضارة المصرية القديمة، ويؤكد دور البعثات الأجنبية، وعلى رأسها البعثات الإسبانية، فى دعم أعمال الاكتشاف والحفاظ على التراث الإنسانى الفريد لمصر.
وشدد على أن مصر، تواصل مسيرتها لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية آمنة وغنية بالتنوع الثقافى والحضارى، معربًا عن تطلعه لمزيد من التعاون البناء مع إسبانيا، بما يخدم المصالح المشتركة.
وللتأكيد على قوة السوق الإسبانى فى نمو حركة السياحة المصرية، أفاد وزير السياحة، شريف فتحى، بأن السوق الإسبانى أحد الأسواق المصدرة للسياحة إلى لمصر، لافتًا إلى أن مؤشرات النمو الأخيرة تعكس ثقة السائح الإسبانى فى المقصد المصرى وما يقدمه من مقومات سياحية فريدة تجمع بين الحضارة العريقة والتنوع الكبير فى المنتجات السياحية، من السياحة الثقافية والترفيهية، إلى السياحة الشاطئية والبيئية، وسياحة المغامرات.
وكشف وزير السياحة، أن مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر من السوق الإسبانى شهدت نموًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت أعداد السائحين الإسبان بنسبة 63.3 فى المائة خلال الفترة من يناير حتى أغسطس 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضى.
إيهاب عبدالعال، أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، أمين صندوق جمعية مستثمرى السياحة الثقافية، قال إن «زيارة ملك إسبانيا فيليبى السادس، وزوجته إلى مصر بشكل عام، وجولته بمنطقة أهرامات الجيزة وأبو الهول، ثم انتقاله لزيارة عدد من المعالم الأثرية فى الأقصر، بمثابة رسالة قوية تؤكد للعالم وللسوق الإسبانى، أمن واستقرار مصر، لا سيما أن ملك إسبانيا يزور مصر فى ظل وجود صراعات إقليمية وتحديات كبيرة».
«عبدالعال»، أكد أن الزيارات الرسمية، سواء من رؤساء الدول أو الوفود والرموز العالمية، تُعد من أبرز أدوات الترويج السياحى لمصر، ودعاية مجانية ذات تأثير قوى، لا يمكن لأى حملة إعلانية مدفوعة أن تحقق نتائج مثلها.
وطالب باستغلال زيارات الملوك والرؤساء، بصورة أكبر من مجرد إشادة وصور على صفحات السوشيال ميديا فقط، ويُعد أفضل استغلال للزيارات التى تتزامن مع اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير فى بداية نوفمبر المقبل، هو توجيه دعوة للرؤساء والملوك لزيارة مصر قبل الافتتاح بأسبوع، وخلال هذا الأسبوع يتم تجهيز لهم برنامج يتضمن جولات لرؤية آثار مصر فى القاهرة الجيزة، وإن أمكن تنظيم زيارة لهم لكل من الأقصر وأسوان، لتكون زيارة متكاملة، وسيكون مردودها الدعائى ليس له مثيل، وبمثابة حملة دعائية مجانية للآثار والسياحة المصرية أمام «ملايين الملايين» حول العالم.
وأشار إلى أن زيارة الملوك والرؤساء للمعالم الأثرية والسياحية المصرية ترتبط عادة بتغطية إعلامية كبيرة وواسعة المدى سواء داخليًا أو عالميًا، ما يضع مصر فى دائرة الضوء فى الأوساط السياحية، خصوصًا فيما يرتبط بالسياحة الثقافية المتمركزة فى المناطق الأثرية التاريخية.
أما ثروت عجمى، رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة فى الأقصر، فقال إن «زيارة ملك لمصر وللمعالم الأثرية المصرية، رسالة قوية جدا لتنشيط الحركة السياحية فى مصر سواء كانت السياحة الإسبانية أو الأوروبية، مؤكدًا أن زيارة ملك إسبانيا لمصر وزيارة رئيس فرنسا لمصر وتجوله فى الحسين أبريل الماضى، تجعلنا ننتظر موسما سياحيا شتويا من دول أوروبا بأرقام كبيرة جدًا».
وزير السياحة، أكد فى تصريحات أن مصر استقبلت 15.78 مليون سائح خلال العام الماضى، مقارنة بنحو 14.9 مليون سائح خلال عام 2023، بمعدل نمو 6 فى المائة، ليسجل معدل التوافد السياحى على المقصد المصرى أعلى مستوى على الإطلاق، ولفت أن مصر استقبلت 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من العام المالى الجارى «يوليو - ديسمبر 2024»، وهو ما يشير إلى احتمالية تحقيق نحو 17 مليون سائح بنهاية العام المالى الجارى، ليكون أكبر رقم حققته السياحة المصرية فى تاريخها على الإطلاق.
وأشار «عجمى» إلى أن السوق الإسبانى، تحتل المرتبة الأولى من حيث أعداد السياح الثقافيين الوافدين إلى مصر للعام الرابع على التوالى، حيث يتم تشغيل 16 رحلة طيران أسبوعيًا بين القاهرة وعدد من المدن الإسبانية حاليًا، ومتوقع زيادة عدد رحلات الطيران الإسبانية خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع اقتراب شهر أكتوبر، وهو موعد بداية موسم السياحة الشتوية بالنسبة للسائح الأوروبى.
كذلك، ثمن رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة فى الأقصر، من جهد وقرارات وزير السياحة، شريف فتحى، كاشفًا عن منح الوزير هذا الصيف عددا من الدول، وفى مقدمتها إسبانيا تأشيرة مجانية للسياحة لكل مَن يصل على الطيران المصرى خلال الفترة من شهر 5 إلى شهر 9، والتى أسهمت –حسب رأيه- بشكل كبير فى زيادة الحركة السياحية، متوقعًا أن يتم تطبيق نفس القرار من وزير السياحة العام القادم.
ولفت «عجمى» إلى توافد السياحة الفرنسية، وتأثير زيارة الرئيس ماكرون لمصر فى أبريل الماضى، لافتًا إلى أن البرنامج السياحى المميز الذى أُعدّ لزيارة منطقة خان الخليلى والحسين والمتحف المصرى الكبير، تُعد دعاية سياحية كبيرة للمقصد السياحى المصرى غير مدفوعة ولا تقدر بملايين الدولارات بل أكثر بكثير، منوهًا بأن السوق الفرنسى من أهم الأسواق السياحية الوافدة إلى مصر، خصوصا فى الأقصر وأسوان والمناطق الأثرية المختلفة، لأن الفرنسيين من عُشاق الحضارة الفرعونية والسياحية الثقافية.
وأفاد رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة فى الأقصر، بأن السائح الإسبانى والفرنسى، يعدان من أكثر الجنسيات تكرارًا للزيارة إلى مصر، ويفضل طول فترة الإقامة، علاوة على ارتفاع الإنفاق، وعشق الحضارة المصرية والتاريخ الفرعونى.