رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

كندا تتجه صوب ألمانيا لتعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي في مواجهة تهديدات ترامب التجارية

23-8-2025 | 14:01

كندا

طباعة
دار الهلال

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عزمه التوجه إلى ألمانيا برفقة عدد من كبار وزرائه لبحث ملفات الطاقة والدفاع والمعادن الحيوية، في خطوة أعتبرتها مجلة "بوليتيكو" الأورويبة تهدف في الأساس إلى تحصين الاقتصاد الكندي أمام سياسات الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال كارني، في تصريحات من البرلمان في أوتاوا أمس الجمعة، إن المحادثات مع برلين ستشمل "مجموعة واسعة من القضايا، من المعادن الاستراتيجية إلى الطاقة والدفاع والأمن"، مؤكدًا أن التعاون مع ألمانيا يشكل ركيزة أساسية في المرحلة المقبلة.

وأوضح أن وفدًا من الوزراء المسئولين عن قطاعات الدفاع والتجارة والصناعة سيرافقه خلال الزيارة، في مسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.

وأكد كارني أن أجندة ترامب التجارية تفرض على أوتاوا البحث عن بدائل وشراكات جديدة، مضيفًا: "أنه يتعين على كندا أن تتجه إلى آفاق أخرى لتوسيع تجارتها وبناء اقتصادها وحماية سيادتها. نحن مستعدون لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول المتشابهة في الرؤية".

يأتي ذلك- حسبما أبرزت المجلة في تقرير لها- ضمن تحرك دبلوماسي أوسع للحكومة الكندية في أوروبا، حيث زارت وزيرة الصناعة ميلاني جولي السويد وفنلندا، بينما التقت وزيرة الخارجية أنيتا أناند بحلفاء كندا من مجموعة "النوردك 5" في فنلندا لتعزيز التنسيق داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ومن المنتظر أن يستقبل المستشار الألماني فريدريش ميرز كارني في برلين صباح الثلاثاء المقبل، في حين سيلتقي وزير الدفاع الكندي ديفيد ماكجينتي بنظيره الألماني بوريس بيستوريوس. 

وسيقوم وزير الموارد الطبيعية تيم هودجسون بجولاتٍ في برلين، حيث سيلتقي بالرؤساء التنفيذيين والمديرين التنفيذيين لشركات الطاقة والتصنيع والدفاع. كما سيلقي كلمةً أمام حشدٍ من رجال الأعمال في السفارة الكندية.

وتعليقًا على ذلك، قال مسئولٌ حكوميٌّ مطلعٌ على خطط هودجسون، في تصريح خاص للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويته:" إنها في الواقع مهمةٌ تجاريةٌ تُركز على الطاقة والمعادن الأساسية".. وأشار المسئول إلى أن ألمانيا "إحدى الأسواق ذات الأولوية" في الاتحاد الأوروبي لأنها أكبر اقتصاد في القارة.

وبحسب "بوليتيكو" ، فإن ألمانيا مهتمة بالمعادن الأرضية النادرة الكندية لدعم تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية. وفي حين تحتاج برلين إلى دعم بناء معداتها العسكرية، بصفتها عضوًا في حلف الناتو، فإنها تسعى جاهدةً لتحقيق هدف الحلف الجديد للإنفاق البالغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا للمسئول. ولا تزال ألمانيا تسعى إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.

كذلك، سيتابع هودجسون أيضًا تحالف الهيدروجين الكندي-الألماني" الذي وُقّع عام 2022، بهدف طموح لبدء عمليات تسليم عبر الأطلسي هذا العام. وأوضح المسئول أن العمل جارٍ منذ سنوات مع برلين لتأسيس "ممر هيدروجين عابر للأطلسي"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول الجدول الزمني أو حجم المشروعات.

كما تسعى ألمانيا لتأمين مصادر جديدة من المعادن الحيوية، في محاولة للحد من هيمنة الصين على هذا القطاع الحساس واستخدامها له كورقة ضغط في الأسواق العالمية.

وأضاف المسؤول أن "لكندا الكثير لتقدمه على الساحة الدولية، لكن ذلك يتطلب أيضًا تحفيز الاستثمارات". وأشار إلى أن أوتاوا منفتحة على الاستثمارات الألمانية في المشاريع الكندية، "طالما أنها تسهم في دفع هذه المشاريع نحو التنفيذ الفعلي".

من جانبه، أكد كارني أنه يتطلع إلى التحدث مع ميرز بعد استضافته في قمة مجموعة السبع في ألبرتا في وقت سابق من هذا العام، بناءً على اتفاقية التجارة الحرة الأوسع بين كندا والاتحاد الأوروبي. 

وفي الوقت نفسه، من المنتظر أن تكون أوكرانيا على جدول أعمال الزعيمين، كما هو الحال في جميع محادثات كارني مع القادة الأجانب هذه الأيام، بما يشمل بحث الدور المستقبلي لكندا في هذا الملف.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة