تحدث الإعلامي محمد عبد الله عن التغييرات العميقة التي طرأت عليه إنسانيًا بعد تجربة تغطية الحرب على غزة، مؤكدًا أن العمل في التغطية المستمرة لا يتيح له الانفصال عن المأساة، وأن الضغط النفسي لا يعني التوقف، بل يدفعه لمواصلة أداء الواجب المهني.
وقال عبد الله في حوار مع "المصور" ينشر لاحقًا: "نحن نعيش داخل الاستوديو مثلما يعيش الشخص داخل منزله، ربما يرانا المشاهد لمدة زمنية محددة، إلا أننا نقضى مدة زمنية كبيرة بالكواليس، ونصل إلى مرحلة الانفصال عن الواقع، فبينما يعيش الآخرون بصورة طبيعية – يعيش الصحفى والإعلامى المأساة بكافة تفاصيلها اللحظية – وهو مجبر على العيش فى الصندوق الأسود للأحداث".
وأضاف: "نحن لا نخرج سوى بالخروج من الاستوديو، وهو خروج ليس آمنًا، نحن ننام بنصف عين خوفًا من فقدان حدث ما. فحين تكون الأحداث قاسية على النفس البشرية تعجز عن الخروج منها بسهولة، وهو بالظبط ما يحدث أثناء تغطية الحروب، إذ تتوالى الأحداث كل لحظة".
وعن التغير الذي طرأ عليه إنسانيًا، قال عبد الله: "ما تغير على المستوى الإنسانى فى محمد عبد الله، أننى أدركت حقائق مؤلمة كانت غائبة عني، أدركت أن الإنسانية شحيحة فى عالمنا، وأننا بحاجة للدعاء إلى حفظ هذا البلد وشعبه، وتزايد شعورى بالخطر، ولا يمكن إخفاء مشاعرى بالخوف حين أقيس هذه السيناريوهات على نفسى وأهلي".
وتابع: "أعدت التفكير فى فترات كبيرة عشناها وسط ادعاءات تمتع الغرب بحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات، والتى تكشفت حقيقتها بالمشاهد فى غزة".
واختتم عبد الله حديثه مؤكدًا: "بالعكس، لم تمر أى لحظة شعرت بها بأنه يجب عليّ التوقف، فالانقطاع عن العمل بمثابة انقطاع النفس عن جسدي، فالواجب المهنى يحتم عليّ البقاء فى ميدان المعركة".