رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جمال شقرة: الضباط الأحرار وقوى 30 يونيو من الطبقة الوسطى.. والجيش كان الحاسم في إنقاذ الدولة


24-7-2025 | 15:23

الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر

طباعة
حوار - سناء الطاهر:

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن المقارنة بين القوى المحركة لثورة 23 يوليو و30 يونيو، رغم الفارق الزمني بينهما، تكشف عن "تشابهات بنيوية واختلافات جوهرية ترتبط بتطور السياق الاجتماعي والسياسي، وتحولات الدولة المصرية".

وأضاف شقرة في حوار مع المصور ينشر لاحقا، أنه "في 23 يوليو، لم يكن المحرك الأساسي تنظيمًا شعبيًا، بل نخبة عسكرية مصرية، هم الضباط الأحرار، وهو تنظيم سري تشكّل في الجيش بعد نكبة 1948، وضم ضباطًا من الطبقة الوسطى تربّوا على قيم وطنية، وشهدوا تدهور الدولة الملكية وفسادها وارتهانها للمستعمر البريطاني، لذلك آمنوا بأن عليهم مسؤولية إنقاذ الوطن من التبعية للخارج والانهيار من الداخل".

وأوضح أن "ثورة 30 يونيو جاءت مدفوعة بحراك شعبي واسع قادته قوى شبابية ومدنية خرجت من رحم ثورة يناير، وامتد سريعًا ليشمل قطاعات من الطبقة الوسطى، رأوا في حكم جماعة الإخوان الإرهابية تهديدًا لهوية الدولة ومؤسساتها، وواجهوا مشروعًا إقصائيًا أراد السيطرة على مفاصل البلاد، فتحركوا بوعي أكبر عن 25 يناير، وتحالفوا مع الجيش لإنقاذ مصرنا العزيزة".

وتابع: "في 23 يوليو، كان الجيش هو صاحب المبادرة، والتحق به الشعب لاحقًا، أما في 30 يونيو، فكان الشعب هو صاحب المبادرة، واستجابت له المؤسسة العسكرية في لحظة فارقة، وبالتالي فالجيش – في الحالتين – كان حاضرًا بقوة: مبادرًا في الأولى، وحاميًا لإرادة الشعب في الثانية".

وأكد شقرة أن "القوتين تشابهتا في انتمائهما للطبقة الوسطى، المحرك التقليدي للتغيير في مصر، وفي كونهما ردّ فعل على لحظة تهديد خطيرة للدولة، إما من استعمار خارجي أو من مشروع أيديولوجي عابر للحدود".

وأشار إلى أن "أبرز أوجه الاختلاف تكمن في طبيعة الحراك؛ فكانت يوليو حركة منظمة من داخل الجيش، بقيادة واضحة (عبدالناصر ورفاقه)، نفّذت تغييرًا من الأعلى إلى الأسفل، بينما كانت يونيو حركة جماهيرية واسعة، بلا قيادة موحدة، متعددة الرؤى، اعتمدت على الحشد الشعبي ومواقع التواصل، وتحركت من القاعدة إلى القمة".

واستطرد قائلاً: "الضباط الأحرار لم تكن لديهم خبرة ديمقراطية، فاتجهوا لبناء نظام مركزي قائم على الزعامة والكاريزما، في حين أن قوى 30 يونيو كانت تطمح إلى نظام ديمقراطي تعددي، لكنها افتقرت للآليات الكافية لتحقيقه منفردة، فلجأت إلى الجيش كحاضن للمشروع الوطني".

واختتم الدكتور جمال شقرة تصريحاته مؤكدًا أن "كلًا من ثورة الضباط الأحرار وثورة الشباب المدني مثّلتا صوت الأمة في لحظة أزمة، ومع اختلاف الأساليب والظروف، يبقى الرابط الأساسي أن كليهما حال دون انهيار الدولة، وأن الجيش كان في المرتين عاملًا حاسمًا في إنقاذ الهوية الوطنية، بدعم من قوى داخلية مؤمنة بمصير الوطن".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة