واحدا من أهم وأنجح مخرجين السينما المصرية، استطاع من خلال أعماله مناقشة قضايا اجتماعية وإنسانية ووطنية هامة، فبعبقريته الملموسة التى شاهدناها فى "الزوجة الثانية" التى سلطت الضوء على حياة الريف الذى كان يعيش فيها الاسياد والعبيد، أى كما يقال "حكم قراقوش" والظلم والمشقة والتعب ، ليطرحها على الشاشة الصغيرة، ومازالت موجودة في أذهان الكثيرين، أنه المخرج ورائد الواقعية صلاح أبو سيف الذى يتزامن اليوم ذكرى رحيله تاركاً ورائه أعمالا لاتنسى فى تاريخ السينما المصرية.

ولد المخرج صلاح أبو سيف في 10 مايو لعام 1915، بمركز الواسطى التابع لمحافظة بنى سويف اولى امتداد محافظات صعيد مصر.

بدأ المخرج صلاح أبو سيف فى مجال النسيج والصحافة الفنية، ثم اتجه إلى دراسة السينما، حيث تأثر بالواقعية في السينما الإيطالية، مما أتاح له بتطبيقها على السينما المصرية.
حرص المخرج صلاح أبو سيف خلاص أعماله السينمائية بتناولها أهم القضايا الاجتماعية المهمة كالجهل والفقر والبطالة والظلم وغيرهم من الأعمال التي أثرت فى الواقع وتميزت بالصدق والجرأة فى طرح هذه القضايا الهامة التى تمس عدداً كبيراً من الناس.

وحرص المخرج صلاح أبو سيف على تسليط الضوء على جانب هام من جوانب قضية مهمة ناقشها من خلال فيلم "الزوجة" وهى قضية "الظلم" .
*قضية الظلم

حيث جاء فيلم "الزوجة الثانية" ليناقش هذه القضية، ويروي الفيلم قصة سيدة يتم طلاقها من زوجها الفقير ليتم تزويجها من عمدة القرية المتغطرس، وبمعرفة زوجته الأولى وذلك لسبب رغبة في إنجاب وريث لهم.

ومن هنا يأتى الفيلم ليلقي الضوء على "الظلم" الواقع على المرأة الفقيرة في المجتمع المصري وذلك في تلك الفترة، إلى جانب تأثير العادات والتقاليد على حياتها، كما يعرض قضية الاستبداد في الريف المصري من خلال شخصية العمدة "عتمان" حسبما ورد خلال أحداث الفيلم.

استطاع المخرج صلاح أبو سيف أن يحكى بالكاميرا قصص وقضايا وتفاصيل الواقع الذى يتعايشه الجميع، وعلى مستوى الطبقات الإجتماعية
*عبقرى الفتوة في السينما المصرية
استطاع المخرج صلاح أبو سيف أن يطرح فى هذا العالم بفيلم "الفتوة" الذى تم إنتاجه في 1957م، ليروى عالم الكبار، بالإضافة إلى احتكار الأسواق من قبل المقتدرين والفتوات الذين لم يسمحوا لأحد غيرهم التقرب لهذا العالم.
*وجود الفانتازيا في حل القضايا ل أبو سيف
وعن طريق الفانتازيا لم يتخلى "أبو سيف"في أعماله عن هذه النوعية أيضاً ، وذلك من خلال كاميرا التصوير التى أظهرت لنا فيلم " البداية" عام 1986، والذى يناقش أحوال مجموعة من الناس، ويبحثون على العدالة والحرية، بعد أن سقطت بهم الطائرة وسط الصحراء، وبعد خروج أحدهم ليتأمر ويسطر عليهم إلا أنهم يتحدون ضده ويواجهون ظلمه لهم، حيث تسلط أحداث العمل الضوء على الرفض والاستبداد.
*بالإضافة إلى قضايا المرأة
وحرص المخرج صلاح أبو سيف في خلال طرح أعماله، حيث أخذ شوطا كبيراً في مناقشة قضايا المرأة وما كانت تواجهه من متابعب خلال عواقب القرن العشرين الذى كان لا يتهم بالمرأة ولا ينظر إلى حقوقها الإنسانية كونها روح ولها الأحقية في كل الأمور.

ومن هذه الأعمال التى ناقشت هذه القضايا التي تعتبر علامات فى ذاكرة السينما المصرية منها فيلم "الزوجة الثانية" عام 1967، وفيلم القاهرة 30" عام 1966م، كما جاء لنا في عام 1959 بفيلم"أنا حرة " والذى تناول من خلاله اصطدام المرأة بالمجتمع، وفيلم " بداية ونهاية" 1960م، ولم ننسى فيلم "الطريق المسدود" و "هذا هو الحب" و "رسالة من امرأة مجهولة"، و"ثلاث نساء"، و"حمام الملاطيلي، وغيرها من الأفلام الأخرى التي قدمها أبوسيف تعبيرًا عن قضايا المرأة.
واستطاع المخرج صلاح أبو سيف بأن يقدم لنا بانوراما فنية قوية متعمقة داخل المجتمع المصرى التى تناقشت قضاياه المختلفة وعالم البسطاء، ليرحل عن عالمنا في 22 يونيو لعام 1996م تاركاً وراءه إرثا فنياً خالداً لم يتكرر.