يُعد الكابتن أحمد سليمان أحد أبرز الأسماء فى الكرة المصرية، نظرًا لما يمتلكه من تاريخ حافل فى الملاعب وخارجها، فهو يشغل حاليًا عضو مجلس إدارة نادى الزمالك، ويُعرف لدى الجماهير بدوره المحورى كمدرب حراس مرمى منتخب مصر التاريخى الذى تُوج بثلاث بطولات متتالية للكان، أعوام 2006 و2008 و2010، فى إنجاز غير مسبوق داخل القارة السمراء، ترك بصمةً واضحةً فى تطوير مركز حراسة المرمى، وأسهم فى صناعة جيل ذهبى من الحراس، أمثال عصام الحضرى.
فى حوار مطول مليء بالمفاجآت، تحدث «سليمان»، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك، عن كواليس العمل داخل القلعة البيضاء، والملفات الشائكة التى تفرض نفسها على الساحة الزملكاوية، مثل ملف المدير الرياضى، وانتقادات أبناء النادى، والمنافسة مع الأهلى، فضلًا عن تقييمه للمدير الفنى الجديد يانيك فيريرا، وأزمة القيد والصفقات.
كيف ترى تعيين جون إدوارد مديرًا رياضيًا لنادى الزمالك؟
أعتبر هذه الخطوة من أهم ما تحقق فى الفترة الأخيرة داخل نادى الزمالك، نحن الآن نعمل بطريقة احترافية، من خلال مدير رياضى مسئول عن جميع الجوانب الفنية والتنظيمية داخل الفريق الأول، وهذا هو النموذج المتبع فى أكبر الأندية العالمية.. وتعيين جون إدوارد تم بعقود واضحة وصلاحيات محددة، ويُشرف عليه رئيس النادى ونائبه، ولا يتدخل أى عضو مجلس إدارة فى تفاصيل عمله، ونحن وفرنا له البيئة المناسبة، وندعمه بكل قوة.
البعض يرى أن مجلس إدارة الأبيض أصبح بعيدًا عن ملف الكرة.. ما تعليقك على هذه الاتهامات؟
هذا غير دقيق، نحن من اختار جون إدوارد وأعددنا له العقد، وهو يعمل بصلاحيات واضحة، ولا نملى قرارات على المدير الرياضى حالياً، بالتنسيق مع المشرفين على الكرة، ولا مانع أن يتدخل المجلس إذا كان هناك قرار ضد مصلحة النادى، ولكن من خلال إطار مؤسسى منظم، وما يحدث يشبه ما يقوم به الأهلى مع محمود الخطيب كمشرف على الكرة.
وما تعليقك على الانتقادات الموجهة إلى جون إدوارد من بعض أبناء النادى؟
أحترم كل أبناء قلعة ميت عقبة، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن المرحلة الحالية تتطلب هدوءًا ودعمًا كاملًا للمنظومة، نحن نبنى مشروعًا جديدًا، ونعتمد على كوادر مهنية، والتجارب السابقة أثبتت أن الصراعات الجانبية لا تفيد، أى شخص لديه نقد بناء فليتفضل ويطرحه من خلال القنوات الرسمية، ولكن لا نقبل الإساءة أو التشكيك في الأشخاص.
حدثنا عن قصة محمود بنتايك والانتقادات التى طالته قبل ظهوره المميز؟
«بنتايك» تعرض لهجوم غير مبرر من لحظة وصوله، رغم أنه لاعب محترم ويمتلك إمكانيات جيدة، هناك من كان يسعى لتحطيمه قبل أن يشارك، والضغوط كانت غير طبيعية، وصلت لدرجة أن البعض اتهمه بأنه مريض أو غير صالح للعب، وهذا أمر غير أخلاقى، وتعرضت لحرب شرسة لمجرد دعمى لهذا اللاعب، والحمد لله أثبت نفسه فى مباراة مهمة أمام الأهلى فى السوبر، ورد عمليًا على الجميع.
وهل كان من الممكن تجديد عقد زيزو قبل رحيله إلى الأهلى لولا تدخل مسئولى القلعة الحمراء؟
بكل صراحة نعم.. الأهلى تدخل بقوة فى ملف زيزو، اللاعب كان لديه عروض عربية وهذا طبيعى، ولكن ما حسم الأمر هو تواصل الأهلى معه وتقوية موقفه فى التفاوض، لولا هذا التدخل، كان من الممكن أن يجدد للزمالك بشروط أقل، وأرفض تمامًا الكلام الذى ينفى تدخل الأهلى فى الصفقة.
وكيف ترى المدرب الجديد يانيك فيريرا؟
«فيريرا» يذكرنى كثيرًا بجوميز فى شخصيته وطريقته، وهناك حالة من التفاؤل به، الفيديو التقديمى كان رائعًا والجماهير سعدت جدًا، المدرب يعمل بهدوء، ويتواصل مع الإدارة الفنية بشكل احترافى، وأتوقع له النجاح فى المرحلة المقبلة.
وهل هناك رضا عن الراتب والعقد؟
المدرب الجديد تعاقدنا معه لمدة موسم واحد فقط، مع خيار التجديد بموافقة الطرفين، راتبه مناسب جدًا قياسًا بالسوق، وهناك حالة ارتياح عامة داخل النادى بخصوص شخصيته وفكره، لكن فى النهاية، النجاح لا يقاس بطول أو قصر العقد، بل بالنتائج، السويسرى مارسيل كولر نفسه رغم البطولات رحل قبل نهاية عقده بسبب تراجع النتائج مع الأهلى.
وهل الزمالك فى مرحلة بناء أم منافسة؟
الزمالك نادى بطولات، لا يعرف البناء فقط، بل يسعى دائمًا لحصد الألقاب، نعم نحن نبنى فريقًا جديدًا، ولكن الهدف هو الجمع بين الأداء الجيد والبطولات، بدليل أننا حصلنا على الكونفدرالية والسوبر الإفريقى مؤخرًا.
البعض يتحدث عن توتر داخل مجلس الإدارة الزملكاوى.. هل هذا صحيح؟
إطلاقًا، هذا غير صحيح، نحن نختلف أحيانًا، وهذا طبيعى، لكننا نعمل بشكل جماعى، وهدفنا واحد، وهو إعادة الزمالك لمكانته الحقيقية.
فى رأيك هل الزمالك قادر على العودة للمنافسة المحلية والقارية فى 2025/2026؟
بكل ثقة.. نعم، فالزمالك يملك عناصر مميزة، جهاز فني لديه فكر واضح، ومدير رياضى يُدير الأمور باحتراف، نحن نمتلك المقومات، ونعول كثيرًا على الجماهير فى دعم هذا المشروع، قد نواجه مطبات فى الطريق، لكننا على يقين أن الزمالك سينافس على كل البطولات، ولدينا حلم كبير باستعادة التشامبيونزليج، وهذا هدف معلن أمام الجميع.
وهل هناك خطة لإنشاء استاد خاص بالزمالك؟
نعم هذا حلم نعمل عليه منذ فترة، وبدأنا خطوات جادة بالتنسيق مع الجهات المعنية، ونسعى للحصول على الموافقات الرسمية، المشروع سيكون متكاملًا، يشمل استادًا ومولًا تجاريًا ومنشآت تخدم النادى والجماهير، التمويل سيكون من خلال شراكات واستثمارات، ولن نحمّل النادى أعباء مالية إضافية، نأمل أن يرى المشروع النور فى أقرب وقت.
صف لنا موقفك من تعاقد الزمالك مع المهاجم الفلسطينى عدى الدباغ؟
صفقة عدى الدباغ تُعد من الصفقات المميزة جدًا التى نعول عليها كثيرًا هذا الموسم، اللاعب لديه سيرة ذاتية قوية، ويمتلك خبرات دولية، سواء مع منتخب فلسطين أو من خلال احترافه فى أكثر من دورى خارجى، تابعناه جيدًا، وقرار ضمه جاء بعد دراسة فنية دقيقة من المدير الرياضى والفنى، نعتقد أنه سيكون إضافة قوية للجانب الهجومى، خصوصًا أنه يجيد اللعب فى أكثر من مركز .
وهل ترى أن الميركاتو الحالى يُعتبر ناجحًا للزمالك حتى الآن؟
من وجهة نظرى، نعم.. نحن تحركنا فى ظروف صعبة جدًا، سواء من حيث القيود المالية أو ملف القيد، ومع ذلك نجحنا فى ضم عناصر مميزة فى كل الخطوط، التعاقدات جاءت وفق احتياجات محددة، ولم ننجرف وراء الصفقات الاستعراضية، كما أن التعاقد مع جهاز فنى جديد ومدير رياضى محترف يعتبر جزءًا من هذا الميركاتو، لدينا مشروع واضح المعالم، وسنكمل بناء الفريق خطوة بخطوة.
لكن البعض يطالب بمهاجم أجنبى «سوبر».. هل الفلسطينى هذا العنصر؟
عدى الدباغ لاعب كبير ولديه إمكانيات عالية، ولكن تقييمه بشكل «سوبر» من عدمه، سيكون داخل الملعب، نحن نفضل أن يرد اللاعب عمليًا، بدلًا من إطلاق المسميات، لدينا ثقة فيه، ونتمنى أن يشكل ثنائية مميزة مع شيكو بانزا وبقية عناصر الخط الأمامى، وإذا تطلب الأمر تعزيزًا جديدًا، سنقوم بذلك بما يتماشى مع إمكانياتنا واحتياجات الفريق.
وماذا عن الصفقات الأخرى التى قد يتم الإعلان عنها قريبًا؟
هناك مفاوضات جارية مع أكثر من لاعب محلى وأجنبى، ولدينا نية لإضافة عنصر أو اثنين فى مراكز محددة، لكن كما ذكرت من قبل، نحن لا نستعجل الإعلان، ونفضل إتمام كل التفاصيل قبل الكشف رسميًا، الجماهير سترى وجوهًا جديدة قريبًا، ونحن نعمل لإسعادهم وإعادة الفريق للمكانة التى تليق به.
