صنع الفنان أمير كرارة، مسيرة فنية مضيئة، بخليط من الأعمال الفنية بكل الألوان الدرامية.. استثمر فى الشخصيات الوطنية، بدأها من سليم الأنصارى فى «كلبش»، ثم قدم لنا شخصية الشهيد البطل أحمد منسى فى «الاختيار»، لتتوالى أعماله ما بين الدراما والسينما، مختتماً بإطلالة سينمائية فى صيف 2025 عبر صالات العرض، بشخصية أدهم فى فيلم يحمل اسم «الشاطر»، يحمل مزيجاً من الكوميديا والأكشن والدراما الحياتية.
«كرارة»، استطاع أن يحافظ على تقدمه من مقدم برامج تلفزيونية إلى نجم شباك، بفضل أعمال درامية وسينمائية شيقة.. حظى بشعبية وجماهيرية واسعة، استطاع أن يجدد دماءه، ليرسم مسيرة احترافية تليق به، تجمع بين الشعبية والوعى الفنى، حيث نجده يتميز بالحضور القوى على الشاشات.
«المصور»، التقت «كرارة»، ليتحدّث عن فيلمه الجديد «الشاطر»، والمراحل الفارقة فى مسيرته الفنية، وشاركنا رؤيته عن الساحة الفنية والسوشيال ميديا، واهتمامات الجمهور المختلفة.. كاشفاً عن طموحاته المستقبلية التى لا تزال مستمرة لديه.. وأكثر من ذلك فى الحوار التالى:
بداية.. فيلمك الجديد «الشاطر» يحمل عنوانًا بسيطًا.. ما سبب اختياره؟
العنوان يوحى بالذكاء، لكنه أكثر من ذلك بكثير، الإنسان الشاطر فى الفيلم ليس من يربح دائمًا، بل من يتعلم بعد الخطأ ويعود من جديد، فالعنوان يختصر الرحلة الإنسانية لكل شاب يعيش صراعات يومية بين طموحات وأحلام وواقع، وبالتأكيد فيلم «الشاطر» يتكلم عن شخصية شديدة الذكاء والدهاء، لكن فى نفس الوقت بسيطة فى شكلها وحياتها، فهو يدور حول قصة شاب من طبقة متوسطة، يدخل فى دوامة من الأحداث بسبب قدرته على قراءة الناس والمواقف وأيضاً قوته الخارقة فى الشجار.. كما أن الفيلم ليس مجرد أكشن، ولكنه يحتوى على بُعد إنسانى قوى، وأردت أن أعود من خلاله لنوعية أدوار يشعر فيها الجمهور أننى واحد منهم.
بماذا تصف «الشاطر».. وكيف استعددت لهذه الشخصية؟
«الشاطر»، عمل يحمل صورة الإنسان الحقيقى، الشخصية ليست ذكية فقط بل معرّضة للأخطاء والتعلم، بل أحببت التحدى فى التمثيل من خلال إنسان بسيط فى طموحه ويواجه واقعًا قاسيًا، والسيناريو احتوى على توازن جميل بين الدراما الواقعية والإثارة، وشعرت أننى أقدّم شيئًا يُلامس الجمهور بصدق.
لكن الجمهور اعتاد عليك مؤخراً فى الأدوار الوطنية.. هل تعمّدت الابتعاد عن هذا النمط فى «الشاطر»؟
المسلسلات الوطنية كانت تجارب محورية بكل المقاييس، والنجاح فيها كان كبيرًا وأعاد ترتيب أولوياتى كممثل، لكننى أؤمن أن الجمهور لا يحب تكرار الشخصيات.. ففى «الشاطر»، قدمت شخصية بعيدة كل البعد عن الصرامة، فيها جزء كبير من الحياة العادية، والتحديات اليومية، أردت أن أظهر بوجه إنسانى مختلف يشبه كل مواطن بسيط.
إذن ما الشيء الذى جذبك للعمل فى «الشاطر»؟
جذبنى أنه فيلم مختلف تمامًا عن تجاربى السابقة، حيث تجمع القصة بين الحركة والدراما الاجتماعية، وفيها رسالة إنسانية مهمة، وجذبتنى شخصية البطل لأنه رجل بسيط يواجه ظروفًا قاسية ويضطر للدخول فى عالم الجريمة ليُنقذ أسرته، لكن مع مرور الأحداث يكتشف أن الشجاعة لا تعنى القوة الجسدية فقط، بل اتخاذ القرار الصحيح مهما كان الثمن.
ما الرسالة التى تريد أن تصل لجمهورك من خلال «الشاطر»؟
رسالة تتمحور عن الصدق والنقاء، حيث إن الذكاء ليس المنقذ دائما، بينما القلب الصادق أحيانًا قد يكون أقوى من ألف خطة، والفيلم به لحظات إنسانية كثيرة، ويحاول أن يقول إنه لا يوجد شيء يسمى بـ«الشاطر» طوال الوقت، بل جميعنا لابد أن نظل طوال العمر نتعلم، وتحدث لنا إخفاقات، لنبدأ من جديد.
صِف لنا نظرتك إلى محطاتك الفنية خلال السنوات الماضية؟
أشعر بالامتنان لكل خطوة خطوتها فى هذا الطريق، حيث إن مشوارى لم يكن سهلاً، لكننى تعلمت كثيرًا، وعانيت أكثر حتى أنتقى أعمالي، ولم أعتمد يومًا على الحظ فقط، بل إن كل عمل قدّمته كان له بصمة فى تشكيل شخصيتى الفنية، وأعتبر نفسى محظوظًا بجمهور أحبنى وساندنى منذ البدايات، وهو ما يجعلنى دائمًا حريصًا على اختيار أعمال تليق بهذا الحب.
يراك البعض مميزا فى أدوار الأكشن.. هل تصنّف نفسك ممثلا لهذه النوعية؟
صحيح أن أدوار الأكشن قدّمتنى للجمهور بطريقة لافتة، خاصة فى مسلسل «كلبش» الذى كان نقطة تحول كبيرة فى حياتى المهنية، لكننى لا أحب أن يتم تصنيفى فى قالب واحد، بل أحب التنوع وتقديم شخصيات مختلفة، وبالفعل قدّمت أدوارًا رومانسية وكوميدية واجتماعية، وأسعى دائمًا إلى التحدى وتجديد نفسى كممثل.
كيف تختار أدوارك، وهل ترفض أعمالًا بعينها؟
بالتأكيد، مؤخرا أصبحت أرفض أعمالا كثيرًة لأننى لست ممثلًا يشارك فى أى عمل يُعرض عليه، كما أنى أبحث دائمًا عن العمق فى الشخصية والرسالة فى القصة، فلا أقدّم ما لا يُشبهنى أو لا أؤمن به، وأحيانًا أظل لفترة طويلة دون عمل، وأفضل الانتظار على أن أقدّم شيئًا لا يضيف لى.
وما الدور الذى تحلم بتجسيده ولم يتحقق بعد؟
أحلم بدور تاريخى حقيقى، إحدى الشخصيات المصرية العظيمة مثل أحمد عرابى أو عمر مكرم، وأرى أن لدينا كنوزًا من التاريخ لم تُترجم دراميًا حتى الآن بشكل كافٍ، وأتمنى أن أكون جزءًا من عمل بهذه القيمة.
الجمهور يراك نجمًا محبوبًا ومتوازنًا فى حياته الفنية والأسرية.. كيف تحافظ على التوازن فى حياتك بشكل عام؟
أحاول بقدر الإمكان أن أفصل بين حياتى الشخصية والعملية، حيث إننى أعتبر أسرتى خطاً أحمر، فهم مصدر قوتى وراحتى، وعندما أكون فى المنزل، فأنا أترك كل ما له علاقة بالتمثيل خارج الباب، وهذا التوازن هو ما يجعلنى أستمر وأبقى قريبًا من نفسي.
هل ترى أن النجومية قد تغيّر الإنسان؟
لا إطلاقاً، هذا ليس مبرراً، فالنجومية قد تغيّر من لا يعرف نفسه جيدًا، أما من بدأ من الصفر ومرّ بصعوبات كثيرة، فلن تغيرّه الأضواء، وأنا أؤمن أن البساطة هى سر القرب من الناس، وأن النجاح الحقيقى هو أن تبقى محبوبًا كما بدأت.
ما أهمية مسلسل «الاختيار» فى مسيرتك، وبماذا شعرت عند تجسيد شخصية الشهيد أحمد منسى؟
«الاختيار» حملنى مسئولية كبيرة جدا أكبر من مجرد دور أو شخصية أجسدها.. فجسدت قصة بطل حقيقى، دخلت العمل وقلبى يرفرف من القلق والفرحة والحزن فى ذات الوقت، وأيضاً شعرت بالوطنية والانتماء والاحترام، وعلمت أن مهمّتى ليست الأداء والترفيه فقط، بل نقل صورة مشرفة لشخص ارتقى من أجل وطنه، وبالفعل كانت تجربة جعلتنى أدرك قيمة العمل الرسالى للفن.
هل هناك أعمال ندمت على تقديمها، وكيف تعاملت مع إخفاقاتك؟
بالتأكيد، هناك أعمال عديدة لم تُوفّق، وبعضها كان قرارًا متسرعًا، ولكننى لا أرى فى الاعتراف بالتقصير ضعفًا، بل نضج، والفشل جزء من المسيرة، والنجاح الحقيقى هو أن تتعلم وتنهض بعدها، وجمهورك سيقدّر صدقك أكثر من أى شيء.
كيف ترى المنافسة السينمائية الحالية فى ظل انتشار المنصات وتغير ذوق الجمهور؟
المشهد حاليا تغيّر تمامًا، والجمهور اليوم أصبح أكثر وعياً ولا يقبل العمل السهل، بل ولا يتحمّل السطحية.. كما أن المنافسة ليست فقط بين الفنانين، بل مع منصات وأعمال عالمية، لذلك، يتوجب علينا تقديم أعمال ذات جودة، وأفكار حقيقية، وحبكة جيدة، وهذا لا يكفى أن يكون لك اسم، بل المحتوى هو ما يفرض نفسه.
ما أحلامك الفنية التى لم تتحقق بعد؟
ما زلت لم أصل للقمة، ورغم ما قدّمت، فإن الطموح لا يتوقف، بل وأحلم بدور تاريخى يظل ذكره ويردده الجمهور دائماً، أو تقديم شخصية مركبة لها أبعاد نفسية وإنسانية، وأنا ممن لا يضع سقفًا لمستقبله، فأحلامى قائمة طالما أنا حى.
إذن.. ما الرسالة التى تحرص على توصيلها دائمًا لجمهورك؟
أقول لجمهورى الحبيب، إن النجاح لا يأتى بالصدفة، بل بالاجتهاد والإصرار، وأن كل إنسان يستطيع أن يصنع بصمته الخاصة إذا آمن بنفسه، وأقول لجمهورى دائما، أنتم السبب فى كل ما وصلت له، وأعدكم أن أظل عند حسن ظنكم دائمًا، وشكرًا لكم، لأنكم أنتم من منحنى فرصًا عديدة، وكل عمل أقدّمه أضع فيه روحى لأكون عند حسن ظنكم، وأتمنى أن يحظى فيلمى الجديد «الشاطر» بإعجابكم، كونه تجربة مختلفة، وأتمنى أن يكون عند حسن ظنكم ويترك بصمته فى قلوبكم.