الحدث لا يُمثل فقط مناسبة رياضية، بل رسالة للعالم بأن مصر قادرة على التنظيم فى أصعب الظروف، وأن ريادتها فى استضافة الفعاليات الدولية ليست مصادفة.. كما يشكل فرصة ذهبية بشأن الترويج للسياحة، وتحفيز الشباب على الانخراط أكثر فى رياضة كرة اليد، التى باتت أحد أبرز الألعاب الجماعية فى مصر من حيث الإنجازات والاهتمام الجماهيرى.
وعن طموح كرة اليد المصرية القادم، و تحديات اللحظة الأخيرة وتطلعات النجاح، تحدثت «المصور»، مع الدكتور خالد فتحى، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى لليد، ليكشف لنا كواليس تنظيم مونديال 2025 لناشئى اليد، وكيف ستخلد مصر نفسها على خارطة العالم الرياضية لثانى أكبر الألعاب الجماعية شعبية، وماذا حدث لمدرب المنتخب تزامناً مع الاستعدادات التى سبقت الانطلاق.
حدثنا عن مستجدات الأزمة الصحية الخاصة بكابتن طارق محروس، والقرارات المتخذة بشأن ذلك فى اجتماع المجلس؟
فى البداية، كنا نعتقد أن الحالة الصحية للكابتن محروس ستمر بسلام، ولكن للأسف تطورت بشكل غير متوقع، و تم نقله إلى المستشفى بعد شعوره بوعكة صحية، وخضع لعدد من الفحوصات الطبية التى كشفت عن ضرورة إجراء عملية قسطرة بالقلب وتركيب دعامة، الأمر كان مفاجئًا وصعبًا للغاية، خاصة أن البطولة كانت على الأبواب، ولم يتبقَّ سوى ثلاثة أيام فقط على انطلاقها، وأمام هذا الظرف الطارئ، اجتمعنا كمجلس إدارة يوم الأحد، واتخذنا قرارًا عاجلًا بتكليف الإسبانى فرناندو باربيتو، المدرب العام للمنتخب الأول، بتولى المهمة الفنية للمنتخب الوطنى للناشئين، وبالمناسبة «باربيتو» من المدربين المميزين، ويمتلك خبرة كبيرة مع اللاعبين المصريين، وتحمّس بشكل واضح للتحدى رغم ضيق الوقت وصعوبة الظروف.
وما الاستعدادات الحالية بعد وصول أبرز منتخبات مجموعة الفراعنة مثل كوريا الجنوبية واليابان؟
التركيز انصب على تهيئة اللاعبين نفسيًا وبدنيًا، خاصة أن الأزمة الأخيرة كان لها تأثير ذهنى ونفسى واضح، لكننا نعمل بكل قوة على إعادة الثقة للفريق.. والمدرب الجديد بدأ عمله فورًا وقاد أول تدريب له مساء الأحد، نفس يوم التعيين، فى رسالة قوية للاعبين تؤكد أن العمل مستمر دون تأثر بالظروف، والأجواء داخل المعسكر مشجعة، اللاعبون يتحلون بالإصرار والحماس، وهناك رغبة جماعية فى تقديم بطولة مشرفة تليق باسم مصر، خصوصًا فى ظل هذا التحدى الاستثنائى.
وكيف تمكنتم من إقناع الاتحاد الدولى بإقامة هذه البطولة فى مصر رغم التوترات الإقليمية الحالية؟
لم تكن المفاوضات صعبة، لأن مصر تملك سجلًا ذهبيًا فى تنظيم البطولات الدولية، خصوصًا فى كرة اليد، فقد استضفنا سابقًا بطولات مثل كأس العالم للرجال 2021، وبطولة العالم للناشئين 2010، وغيرها من البطولات القارية والدولية التى نُظمت بكفاءة عالية.
ومصر حاليًا تمتلك بنية تحتية رياضية وسياحية متطورة، بفضل المشاريع القومية مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين، و الدعم الحكومى كان كبيرًا، ووزارة الشباب والرياضة ساهمت بشكل محورى فى إنجاح ملف التنظيم، و العالم يعرف ويعى جيداً أن مصر بلد آمن ومستقر، ويثق فى قدرتها على استضافة أى حدث عالمى.
وماذا عن أبرز التحديات التى تواجهكم قبل انطلاق البطولة؟ وكيف تعملون على التغلب عليها؟
رغم أن مصر اعتادت على تنظيم بطولات عالمية كبرى، إلا أن كل حدث له خصوصيته وتحدياته، وهذه المرة، واجهنا ظروفًا استثنائية أبرزها الأزمة الصحية للمدرب، إلى جانب ضغط الوقت، ووصول المنتخبات المشاركة متحمسين بشكل قوى للاستعداد، ولا ننسى أن جمهور البطولة سيضم عددا كبيرا من فئة الناشئين، ما يعنى أن هناك مسئولية إضافية فى إدارة الأمور التنظيمية والنفسية بشكل مختلف، وبالتالى فنحن نعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع اللجنة المنظمة واللجان الفرعية، ونسعى لتوفير كل الدعم الفنى والإدارى للفراعنة، و لدينا أيضًا تنسيق دائم مع وزارة الصحة لتأمين الفرق والجماهير «صحيًا»، خاصة فى ظل الحرص على السلامة العامة فى كل تفاصيل الحدث.
أخيراً.. هل تعتقد أن هذه البطولة ستكون نقطة انطلاق جديدة لكرة اليد فى مصر على مستوى الناشئين؟
بالتأكيد، نحن نرى فى هذه البطولة فرصة حقيقية لصناعة جيل جديد من الأبطال، ففكرة اليد المصرية تمر بمرحلة نضج كبيرة على مستوى الرجال، وآن الأوان أن نركز بشكل أكبر على قواعد اللعبة والمراحل السنية الأصغر، وبالفعل البطولة تمنح اللاعبين الناشئين فرصة الاحتكاك بمدارس مختلفة من جميع أنحاء العالم، وهو أمر فى غاية الأهمية لصقل المهارات وبناء الشخصية داخل الملعب وخارجه.
كما أننا نعمل من خلال هذه النسخة على زيادة شعبية اللعبة بين طلاب المدارس والجامعات، ونسعى لأن يشعر كل طفل أو شاب أن كرة اليد لعبة قريبة منه، وأن بإمكانه أن يكون أحد أبطالها يومًا ما، وكما قلت سابقاً، فإن نجاح البطولة لن يُقاس فقط بالنتائج، بل بالتأثير المستقبلى على اللعبة نفسها.
