تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.
هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيًا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع المعز لدين الله الفاطمي
المعز هو شارع يمثل قلب القاهرة القديمة، والذي تم العمل عليه وتطويرة ليصبح أكبر متحف مفتوح للأثآر الإسلامية في العالم، ويرجع تاريخ الشارع إلى عام 969 ميلاديًا أي منذ إنشاء مدينة القاهرة.
ويعد شارع المعز من أكثر شوارع القاهرة في مصر المزدخرة بالتحف الأثرية من العصور الوسطى ومن العصر المملوكي أيضا، يمتد الشارع من باب الفتوح حتى باب زويلة وتضم هذه المساحة شوارع باب الفتوح، وأمير الجيوش، والنحاسين، و بين القصرين، والصاغة، الأشرفية، والعقادين، والمناخلية، والمنجدين، والسكرية.
أطلق على الشارع قديمًا عدة أسماء ومنها الشارع الأعظم، وقصبة القاهرة، وقصبة القاهرة الكبرى، وأطلق عليه أخيرًا اسم المعز لدين الله في بدايات القرن العشرين، تكريمًا لمنشئ القاهرة، حيث تعود التسمية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين في مصر، فقد أرسل أحد قادات جيشه، وهو جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة بالقرب من الفسطاط، والتي تعتبر أول عاصمة للعرب في مصر، وأسس الشارع بعد ذلك.
يحوي الشارع على آثار تاريخية عظيمة وعديدة، فيوجد أكثر من 22 أثر من العصر الفاطمي وحتى عصر أسرة محمد علي باشا في الشارع، منهم: جامع الحاكم بأمر الله، وكالة قايتباي، بيت السحيمي، جامع سليمان أغا السلحدار، جامع الأقمر، سبيل عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك، وغيرهم كثير.