رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المصريون والصيف.. «بين شطين وميه»


9-8-2025 | 14:31

.

طباعة
إشراف: وليد عبدالرحمن

حين يطرق الصيف أبواب البيوت المصرية، لا يأتى وحده. يجيء حاملًا معه دفاتر مفتوحة من الحنين، ومشاوير طويلة نحو البحر، ورغبة أصيلة فى الهروب، لا من حرارة الجو فقط، بل من صخب الحياة وتعبها. لا يهم إن كان الهروب إلى مصيف فاخر أو إلى شماسى قماش على رمل جمصة، فالقلب يعرف جيدًا أين يمكن أن يستريح.

هذا الملف ليس مجرد رصد لوجهات المصايف، بل محاولة لتوثيق لحظة إنسانية متكررة، يعيشها ملايين المصريين كل عام، كلٌّ بطريقته، حسب قدرته وميزانيته، وأحيانًا حسب الحنين. من مدارس تحولت إلى أندية صيفية، وأمهات اتخذن من القرآن ملاذًا لأولادهن من شاشات الهواتف، إلى بيوت تفرش ذاكرتها أمام البحر، وأخرى تنظر عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى عالم لا يشبهها، لكنها تتأمله بصمت.

فى هذه الحكايات، لا نكتب عن السياحة، بل عن الناس. عن الجد الذى يعود طفلًا على شاطئ رأس البر، عن الفتاة التى تبيع الذرة فى بلطيم وتضحك أكثر من نجوم الساحل، عن أم تجهز سندويتشات من الليل كى تمنح أولادها يومًا واحدًا يخبئ ذكرى طوال العام. عن مدينة اسمها الإسكندرية، لا تزال تحاول أن تبقى جميلة رغم الزحام.

فى زمن السوشيال ميديا، حيث صار البحر خلف فلتر، والمصيف خلف بوابة إلكترونية لحياة لا يراها الجميع، تبقى حكايات «الغلابة» على الشواطئ القديمة أصدق. ضحكة طفل يصنع قلعة من الرمل، قد تكون أهم من حفلة نجوم فى الساحل.

هذه الصفحات، مرآة صيفية للطبقات، للأحلام، وللأمل الذى لا يزال يزهر كلما سمعنا صوت «معسلة أوى يا بطاطا» يتقاطع مع صوت الموج.

 

الاكثر قراءة