صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين، كتاب جديد بعنوان «بنك مصر وصناعة المنسوجات (1920–1960م)» للباحثة هبة حسن عبد المجيد، وهو عمل علمي يوثّق مرحلة مفصلية من تاريخ الصناعة المصرية، ارتبطت ببدايات التحرر الوطني وتشكّل الرأسمالية الوطنية.
تحولات كبرى في بنية الاقتصاد المصري، في ظل سيطرة الرأسمالية العالمية
وتكمن أهمية الكتاب في إلقائه الضوء على فترة شهدت تحولات كبرى في بنية الاقتصاد المصري، في ظل سيطرة الرأسمالية العالمية ومحاولاتها المستمرة لإبقاء مصر سوقًا تابعًا، خاصة بعد إفشال التجربة الصناعية لمحمد علي باشا، ويوضح الكتاب كيف جاء تأسيس بنك مصر عام 1920م كاستجابة وطنية واعية لإحياء الصناعة المصرية، وعلى رأسها صناعة المنسوجات، التي تعرّضت لمحاصرة ممنهجة من القوى الأجنبية.
الكتاب يرصد الدور المحوري الذي لعبه بنك مصر في إحداث طفرة صناعية
ويرصد الكتاب الدور المحوري الذي لعبه بنك مصر في إحداث طفرة صناعية، منذ ثلاثينيات القرن العشرين، مع تعديل النظام الجمركي المصري الذي وفّر حماية نسبية للصناعة الوطنية، وأسهم في دعم شركات بنك مصر العاملة في مجال الغزل والنسيج، بما انعكس إيجابًا على السوق المحلية والتشغيل والتصنيع.
كما يتناول العمل العلاقة المعقدة بين الرأسمالية العالمية والرأسمالية الوطنية المصرية، حيث شاركت بعض أجنحة الرأسمالية العالمية بنك مصر في تأسيس شركات نسيج، بينما ظلّت أجنحة أخرى على موقفها الرافض لتصنيع مصر بإمكاناتها الذاتية.
أزمة بنك مصر عام 1939م
ويتتبع الكتاب كذلك أزمة بنك مصر عام 1939م، وكيف استغلتها قوى اقتصادية معارضة للتصنيع الوطني، وصولًا إلى مرحلة ما بعد ثورة يوليو 1952م وتأميم شركات بنك مصر للمنسوجات عام 1960 في إطار دعم القطاع العام عقب العدوان الثلاثي.
ويسعى الكتاب للإجابة عن سؤال رئيس يتمثل في: ما حجم التغير الذي طرأ على صناعة المنسوجات المصرية بعد إنشاء بنك مصر وشركاته؟ إلى جانب عدد من الأسئلة الفرعية المتعلقة بدوافع اهتمام بنك مصر بهذه الصناعة، وحجم نشاط شركاته، ومدى نجاحها، وتأثير الأزمات السياسية والاقتصادية عليها.
كتاب «بنك مصر وصناعة المنسوجات (1920–1960م)».. مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة
ويقع الكتاب في مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة؛ حيث تناول التمهيد صناعة المنسوجات في عصر التبعية الاقتصادية، بينما استعرضت الفصول تطور بنك مصر، وتأسيس شركات النسيج، والتشريعات المنظمة لها، ودور الدولة في دعمها، وصولًا إلى بيئة العمل والعمالة والخدمات الاجتماعية داخل هذه الشركات.
ويُذكر أن هذا الكتاب هو في الأصل أطروحة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب – جامعة القاهرة، أُنجزت تحت إشراف الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني السيد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد كلية الآداب الأسبق، الذي توجهت المؤلفة بالشكر له على دعمه العلمي وتوجيهه طوال مراحل البحث.