عقدت اليوم محاضرات اليوم الثالث من البرنامج التدريبي "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
وشهدت فعاليات البرنامج المنفذ من خلال الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفى، محاضرة للدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، تناول بها الموروث الشعبي والخصوصية الثقافية وتوظيفهما في العمل الثقافي، موضحا أنهما يعكسان مجموعة من الصفات والهويات والتقاليد المميزة لمجموعة معينة، بما تتضمنه من قيم وعادات اجتماعية مشتركة تمثل بصمة تميز جماعة عن أخرى، وتشمل اللغة، والفن، والتقاليد، والمعتقدات، وتعكس قضايا واهتمامات مشتركة.
وأكد شومان أن هذه العناصر ترتكز على المحتوى الأخلاقي والفكري الذي يحدد سلوك الأفراد، إلى جانب العادات والتقاليد والممارسات المتوارثة التي تشكل جزءًا من الهوية الثقافية، وتؤثر في التعبيرات والتمثيلات الفنية المختلفة، مشيرا إلى أن الموروث الشعبي يُعد الأساس الحقيقي للخصوصية الثقافية، باعتباره الوسيلة الأساسية التي تترجم هذه الخصوصية وتجعلها مرئية وملموسة للأجيال الحالية والمستقبلية، وتسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتشكيل الوعي الجمعي من خلال ربط الماضي بالحاضر، وتوفير الإطار الذي تعبّر من خلاله الأمة عن نفسها في الاحتفالات، والأدب، والممارسات اليومية.
وفي ختام المحاضرة، سلط الضوء على آليات اكتشاف المواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل منظومة العمل الثقافي، مؤكدا أن تحقيق الدمج الفعّال يتطلب فهم القدرات الفريدة ودعمها، من خلال توفير بيئات ثقافية دامجة، ومنهجيات تعليمية مرنة تتيح لهم المشاركة والتعبير والإبداع.
كما عقدت محاضرة للدكتور بدوي مبروك، مدير عام ثقافة القرية، حول إعداد أنشطة الفنون التشكيلية، حيث تناول تنوع الأنشطة المقدمة بقصور الثقافة بين أنشطة فردية وجماعية، وما تسهم به في تنمية الإبداع، والتعبير عن الذات، وتطوير المهارات الحسية والحركية، وتنمية الحس الجمالي، من خلال ورش العمل والمعارض الفنية لعرض الأعمال الإبداعية.
وأوضح مبروك أن الفنان التشكيلي يحمل بداخلِه هدفا ورسالة حقيقية نابعة من أعماقه، ويسعى لإيصالها إلى جمهوره بشكل صادق، ليحصل المتلقي من رواد المواقع الثقافية على الشعور بالراحة ذاته الذي يعيشه مقدم العمل الفني نفسه، مؤكدا أن صانع الفن يعد جزءا أساسيا من التجربة الإنسانية، إذ يمنح الجمهور فرصة للتأمل والنظر إلى اللوحات والاستمتاع بها، والتحدث عن عناصرها الفنية المختلفة.
وأشار إلى أن ذلك يمكن المتلقي في النهاية من الوصول إلى طريقته الخاصة في التعبير والمحاكاة، مع استخدام أدوات متعددة مثل الألوان أو الصلصال أو إعادة تدوير أوراق الجرائد، بما يعزز التركيز على خلق الفن وتأمله، ويكسب رواد المواقع الثقافية القدرة على قراءة لغة الفن والتحدث بها، مع التأكيد على أهمية تدعيم هذه الأنشطة بتنظيم زيارات ميدانية للمعارض ومتاحف الفن، لإتاحة فرصة التعرف المباشر على اللوحات الفنية بدلا من رؤيتها عبر شاشات الحاسب أو الهاتف، خاصة أن العديد من متاحف الفن تقدم أنشطة ومعارض وورشًا فنية تسهم في زيادة الوعي والتثقيف.
ويستهدف البرنامج تدريب مديري القصور والبيوت والمكتبات الثقافية، للعاملين بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وفروعه، إلى جانب ثقافة الدقهلية، ومجموعة من مديري المواقع بقطاع الفنون التشكيلية.
وينفذ البرنامج خلال الفترة من 20 ديسمبر 2025 وحتى 1 يناير 2026، على مدار أسبوعين؛ حيث يشمل الأسبوع الأول ستة أيام تدريبية أونلاين للمحاضرات النظرية في الفترة من 20 إلى 25 ديسمبر، بينما يخصص الأسبوع الثاني للتدريب المباشر لمدة ستة أيام بمقر الإدارة، خلال الفترة من 27 ديسمبر وحتى 1 يناير.