المساعدات الإنسانية، هى التى تمنح الفلسطينيين القوة لاستكمال حياتهم فى غزة، وهى حائط صد ضد أى دعوات لـ»التهجير» خارج القطاع، وتشير إلى دور مصرى كبير فى إغاثة أهالى غزة.
ووافقت إسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ على دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا، تديرها الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى، وتشتمل الشاحنات بشكل رئيسى على «الغذاء والمعدات الطبية ومستلزمات الإيواء، بالإضافة إلى الوقود اللازم للعمليات الأساسية وغاز الطهى، وأعلن برنامج الأغذية العالمى بدء توسيع نطاق عملياته فى غزة، وأوضح أنه يهدف خلال الأشهر الثلاث المقبلة إلى إطعام ما يصل إلى 1.6 مليون شخص بتوفير الخبز ودقيق القمح والطرود الغذائية العائلية.
وخلال الأيام الماضية اتجهت شاحنات المساعدات المصرية إلى قطاع غزة عقب «اتفاق شرم الشيخ» وتعالت الزغاريد فرحاً فى غزة بإعلان وقف العدوان، وخرجت حشود من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن إلى الشوارع، حاملين أعلام مصر، تقديرا لدورها فى حقن دماء الشعب الفلسطينى.
وكانت صور مشاهد نقل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى يناير الماضى، ملحمة للمصريين فى رفح، لنصرة الشعب الفلسطينى، تثبت استمرار الدعم المصرى اللامحدود للقضية الفلسطينية.
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن مصر منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة وهى تقدم مساعدات بكل أشكالها من الدولة ومن الشعب المصرى، وكان هناك موقف متناسق بضرورة تخفيف الأعباء عن شعبنا الفلسطينى، وأتذكر موقفا دائماً أشهد به وهو كيف أن مصر استخدمت «الدبلوماسية الخشنة» عندما رفضت خروج الرعايا الأجانب من غزة؛ إلا بإدخال المساعدات إلى غزة، وكان لها ذلك بصراحة، وكان موقفا صلبا من القيادة المصرية وتمكنت من إدخال المساعدات مقابل خروج الرعايا.
وأضاف خلال الفترة الماضية استمرت مصر بالتبرع للشعب الفلسطينى، وأعلم أن هناك كثيرا من الجمعيات ترسل المساعدات إلى غزة بشكل مباشر وغير مباشر، وكذلك من الدولة التى استمرت عبر «الهلال الأحمر المصرى» تقدم مساعدات لغزة، وحسب التقديرات، فمتوسط المساعدات التى وصلت غزة طبعاً تأتى مصر أولا ثم الإمارات ثم الأردن، فمصر خلال فترة الماضية قامت بخطوة مهمة كبيرة وهى تثبيت سكان قطاع غزة فى أرضهم بإنشاء مخيمات ترعاهم تضم العديد من الأسر.
وتواصل «اللجنة المصرية» فى قطاع غزة جهودها لإيواء النازحين من مدينة غزة بفتح مخيم جديد شمال مخيم النصيرات، حيث تعمل الجرافات والآليات على تمهيد الطرق بعد تدميرها جراء القصف الإسرائيلى، ونجحت «اللجنة» حتى الآن فى توزيع «نصف مليون طرد غذائى» على سكان غزة، بالإضافة إلى «عشرات الآلاف من عبوات حليب الأطفال» التى تم توزيعها فى المستشفيات والمخيمات لكسر شبح المجاعة.
وبحسب «الرقب» ففى بداية عمل المخيمات التى أقامتها مصر، بدأت بالأسر مزدوجى الجنسية الفلسطينية المصرية، ثم اتسع إلى الأسر الفلسطينية لتضميد وتخفيف جراحها، وفى نفس الوقت تثبيتهم على أرضهم فى فلسطين لرفض «التهجير»، خصوصاً وأن أكثر من 85 فى المائة من مبانى قطاع غزة هدمت بشكل كلى والبقية هدمت بشكل جزئى.
«الرقب»، سرد تفاصيل أخرى للجهود المصرية فى القطاع، بقوله «خلال الأيام الماضية كانت هناك خطوة بصراحة مستحبة، حيث طلبت مصر عبر «اللجنة المصرية الفلسطينية» بأن تكلف كل عائلة عميداً لها أو مسئولاً لها كى يختار كشوفا بأسماء المحتاجين، ثم تسلم هذه الكشوف إلى «اللجنة المصرية» بعدها تقوم «اللجنة» بتسليم كرتونة مساعدة لكل أسرة حسب عدد أفرادها، وتتحدد عدد الكراتين بعدد أفراد الأسرة الواحدة، وتم هذا بشكل ملفت ومحبب»، وكان الفلسطينيون سعداء بهذه الخطوة.
بالتوازى مع ذلك يتواصل من قلب مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة عمل «مركز المساعدات المصرية»، المكان الذى تحول فى وقت سابق إلى ملاذٍ للأهالى الباحثين عن الغذاء والدواء فى ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
ويشار إلى أن أكثر من 70 فى المائة من المساعدات، التى قدمت لغزة خلال الأشهر الماضية، كانت من مصر، وبالتالى يظهر دور مصر كدور قيادى ومهم ودور مُعتبر فى تقديم المساعدات الإنسانية، وتتواصل مهام قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» التى يُسيرها «الهلال الأحمر المصرى» منذ 27 يوليو الماضى وتحمل مساعدات إغاثية وسلاسل من المواد الغذائية المتنوعة، بالإضافة إلى المستلزمات الطبية والأدوية العلاجية، فضلاً عن المستلزمات الإيوائية، وذلك فى إطار الجهود التى تبذلها مصر لإغاثة الشعب الفلسطيني، وبلغ حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية التى قدمتها مصر عبر «الهلال الأحمر المصرى» أكثر من 580 ألف طن خلال عامين، فى استجابة هى الأكبر من نوعها مع مرور أكثر من عامين على اندلاع حرب غزة.
السفير رخا أحمد حسن، عضو «المجلس المصرى للشئون الخارجية»، قال «إن مصر تواصل تقديم المساعدات والإغاثات ليتعافى أهالى القطاع من القتل والقهر والتدمير».
وشرح أن مصر كانت تريد من تقديم المساعدات لأهالى غزة طوال الأشهر الماضية، توصيل رسالة لتشجيع الأطراف الدولية والعربية، بأن تساهم فى تقديم المساعدات للفلسطينيين، فقطاع غزة لازال يحتاج إلى مساعدات كبيرة ويحتاج إلى إعادة ترميم للمدارس والمستشفيات والأبنية وحتى الأراضى الزراعية التى دمرها الاحتلال، وهذا ستقوده مصر من خلال إعادة الإعمار بعد وقف الحرب.