بدأت مراسم الاحتفال بعرض المهارات الرياضية وفنون الدفاع عن النفس والقتال المتلاحم، التى عكست الكفاءة البدنية والقتالية والمهارة العالية، التى اكتسبها الطلبة طوال مدة دراستهم بالكليات العسكرية، تلى ذلك عرض عدد من نماذج نظم التسليح الحديثة والتى تهدف إلى مواكبة أحدث النظم العلمية والتكنولوجية فى ظل التطور المتسارع فى نظم التسليح المتكاملة والمسيرات، وقدمت الموسيقات العسكرية عرضًا متميزًا أظهر مدى التوافق الحركى والدقة فى العزف من الحركة، كما قدموا عروضًا لعدد من الأغانى الوطنية، واختتمت العروض بالعرض العسكرى، شارك فيه مجموعات من طلبة الكليات العسكرية يتقدمهم حملة الأعلام، وعزفت الموسيقات العسكرية سلام الشهيد؛ تكريمًا لروح شهداء الوطن الأبرار.
أعقب ذلك، إعلان رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة نتيجة التخرج، ثم جرت مراسم تسليم وتسلم القيادة من الخريجين إلى الدفعات الجديدة من طلبة الكليات العسكرية، وأعلن مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة قرار التعيين ومنح الأنواط لأوائل الخريجين، حيث قام الفريق أول عبدالمجيد صقر بتقليد أوائل الخريجين نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، الذى صدق على منحه لهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ تقديرًا لأدائهم المتميز خلال فترة الدراسة، وردد الخريجون يمين الولاء.
وألقى الفريق أشرف سالم زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، كلمة، أشار خلالها إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير كافة الإمكانات العلمية والتدريبية بالأكاديمية لتخريج أجيالٍ جديدة من الضباط القادرين على حماية الوطن، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على ما اكتسبوه من انضباط ذاتى وكفاءة تدريبية متميزة لتظل القوات المسلحة على أتم الجاهزية والاستعداد للذود عن ثرى مصر المقدس.
وقدم أوائل خريجى الكليات العسكرية وكلية الشرطة، هدية تذكارية للقائد العام للقوات المسلحة، ونقل الفريق أول عبدالمجيد صقر تحيات وتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، للخريجين وأسرهم، متمنيًا لهم التوفيق فى مسيرتهم العملية داخل صفوف القوات المسلحة، مشيرًا إلى المسئولية الملقاة على عاتقهم التى كلفهم بها شعب مصر العظيم فى صون مقدرات الوطن، وأن القوات المسلحة ستظل قوية بعطاء أبنائها المخلصين للحفاظ على أمن مصر واستقرارها، مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
ومن جانبها، التقت «المصوّر»، مدير الكلية الفنية العسكرية، اللواء أشرف ضياء الدين البيومى، الذى أكد أن رؤية الكلية تتلخص فى تخريج ضباط مهندسين منضبطين على قدر غزير من العلم فى التخصصات المختلفة، بما يعود بالنفع على القوات المسلحة المصرية.
وقال: لا شك أن هذه اللحظة لا تُنسى من نفوس الطلبة، بعد عناء سنوات طويلة من التعب والعلم، ليأتى يوم الفرحة الكبرى والتخرج، تتويجًا لهذا المجهود، ليبدأ الطالب حياته العملية ضابطًا متسلحًا بأحدث الأساليب العلمية والتقنية فى مختلف التخصصات.
مدير الكلية الفنية العسكرية، فى حديثه عقب انتهاء الحفل، أوضح أن القيادة العامة للقوات المسلحة دائما ما تكون حريصة على التطوير والتحديث المستمر فى مناهج ونظم الدراسة بالكلية، موضحًا أن الهدف من ذلك مواكبة أحدث ما وصلت إليه الأكاديميات والمعاهد العسكرية العالمية.
وأشار إلى أن أبرز ما يميز العسكريين هو الانضباط الذاتى، بجانب، التأهيل العلمى المتطور، حيث يتم الاهتمام بغرس قيم الانضباط فى نفوس الطلبة خلال فترة دراستهم بالكلية، فضلًا عن الاهتمام بإعداد ضباط على مستوى متميز فى تخصصاتهم الهندسية بما يعود بالنفع على المؤسسة العسكرية، من خلال العمل على تطوير الأسلحة والمعدات المستخدمة فى الجيش المصرى.
ورأى، أن العالم يتطور بشكل سريع، خاصة مع التقدم المذهل فى تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاتها العسكرية المختلفة، التى أصبحنا نراها تستخدم فى حياتنا اليومية بتسارع كبير، على سبيل المثال: «التوسع فى الاعتماد على الطائرات الموجهة بدون طيار والمسيّرات وأسلحة النبضات الكهرومغناطيسية بالليزر»، بجانب غيرها، لذلك يقع على عاتق الكلية مسئولية تأهيل الضباط، وفق أحدث التكنولوجيات والتقنيات المستحدثة.
وعن سير العملية التعليمية داخل الكلية الفنية العسكرية، أكد اللواء البيومى، أن التخطيط للعملية التعليمية دائما ما يسعى لتحقيق رؤية الكلية الفنية بتخريج ضباط مهندسين منضبطين، وهو ما يحدث منذ أن تم تأسيس الكلية فى العام 1958، وهى تشهد تطورا ومواكبة لأحدث الأساليب العلمية والتقنية، حتى وصل عدد أقسام الكلية إلى 38 قسمًا فى مختلف التخصصات الهندسية.
واستطرد مدير الكلية الفنية قائلًا بأن القيادة العامة للقوات المسلحة لا تدخر جهدًا من أجل تطوير وتأهيل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالكلية على أحدث ما وصلت إليه العلوم الهندسية، مع الاهتمام بالاعتماد على مناهج دراسية محدثة تتسق مع التطور التكنولوجى والتقنى المطرد، مضيفًا أن المعامل داخل الكلية تشهد عملية تطوير مستمرة لإيمان القوات المسلحة المصرية بأهمية الدراسة العملية، معتمدين فى ذلك على معرفة أحدث التقنيات المعملية فى الخارج من خلال إرسال البعثات التعليمية فى التخصصات المختلفة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء، وقد أظهر طلبة الكلية الفنية المبعوثون للدراسة بالكلية الجوية الأمريكية مستوى متميزا ولافتا للأنظار، نالوا -على أثره- إشادة كبيرة بعدما حققوا المراكز الأولى.
مدير الكلية الفنية سلّط الضوء على إيمان القوات المسلحة بدورها المجتمعى فى تأهيل ودعم الشباب المصرى؛ لذا فقد تقرر منذ 3 سنوات أن تفتح الكلية أبوابها أمام المدنيين للدراسة داخل الكلية ببرامج الدراسات العليا المختلفة، حيث من المقرر أن نشهد فى نوفمبر المقبل تخريج أول دفعة من المدنيين، مضيفا أنه بذلك توفر الدولة المصرية كوادر شابة مؤهلة وفق أحدث النظم التعليمية والهندسية فى مختلف المجالات، مما يساهم فى ظهور المشروعات القومية والتنموية الكبرى بجودة وفاعلية، مستشهدا بمشروع محطة الضبعة النووية، حيث يتم اختيار وتدريب وتأهيل المهندسين والفنيين العاملين بها داخل الكلية الفنية العسكرية.
وأضاف أن «الفنية العسكرية» أيضًا لها دور استشارى كبير على مستوى كافة المشروعات القومية التى تخطط الدولة لتنفيذها، حيث تقوم الكلية بتشكيل لجان لمراجعة الدراسات الإنشائية لأى مشروع، كما تشارك الكلية كعضو فى لجان المجلس الأعلى للجامعات.. وتنظم الكلية الفنية أيضًا، العديد من الفعاليات العلمية المعترف بها عالميًا، أبرزها المؤتمر العلمى الدولى للكلية الفنية العسكرية، والذى يحرص الكثير من الباحثين عبر مختلف دول العالم للمشاركة فيه، بجانب عدد من المسابقات الدولية فى مجالات متنوعة كالأمن السيبرانى والأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعى، وذلك بمشاركة عدد كبير من الفرق البحثية من مختلف بلدان العالم.
ومن «الفنية العسكرية»، إلى «البحرية»، حيث علّق نائب مدير الأكاديمية العسكرية للكلية البحرية، اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى، قائلًا: «يوم التخرج نقدم لمصر خيرة الشباب بعد أن أتموا تأهيلهم ليحملوا راية الدفاع عن الوطن».. وكان طلبة الكلية البحرية مميزين داخل العرض العسكرى بأدائهم المنضبط الرصين، تميزهم البدلة العسكرية البيضاء، ممثلين عن أحد صروح العلوم العسكرية المصرية، وهى الكلية البحرية، فهناك يتم إعداد الطلبة وتجهيزهم ليصبحوا ضباطًا بحريين مؤهلين، وفق أحدث التكنولوجيات الهندسية والبحرية.
اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى، نائب مدير الأكاديمية العسكرية المصرية للكلية البحرية، أكد أن القوات المسلحة عامة، والبحرية خاصة، تشهد وتيرة متسارعة من التطوير والتحديث خلال العقد الأخير، الأمر الذى استلزم أيضًا أن تواكب الكلية البحرية هذا التطور، حتى تكون قادرة على تأدية رسالتها بتخريج ضباط متميزين فى العلوم الهندسية والبحرية، مشددًا على أن القيادة العامة للقوات المسلحة دائمًا ما توجه كافة سبل الدعم للكليات العسكرية، ولا سيما الكلية البحرية.
وأشار مدير الكلية البحرية، إلى أن المدرسة العسكرية المصرية لها ثقلها ووزنها بين كبرى الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم، لذلك نشهد مستوى تعاون كبير بين الدول الحليفة والصديقة، متمثلاً فى إرسال البعثات العسكرية للدراسة فى صفوف الأكاديمية العسكرية المصرية وكلياتها.
وأوضح اللواء الدالى، أن فترة إعداد ضابط داخل الكلية البحرية تسير وفق 4 مراحل، بداية من الإعداد والتجهيز العسكرى، حيث يتم فيها تحويل الطالب من صفته المدنية إلى صفة عسكرية من خلال المواد العسكرية الأساسية، بالإضافة إلى الاهتمام برفع الكفاءة البدنية له، وذلك حتى يكون قادرًا على المواصلة فى الحياة العسكرية بمسئولية وانضباط، مرورًا بمرحلة العلوم التخصصية، والتى تصقل الطالب بالمهارات اللازمة ليكون قادرا على العمل ضمن صفوف القوات البحرية المصرية، فضلًا عن التدريبات العملية المختلفة، والتى تعمل على تثبيت المفهوم النظرى لدى الطلبة، وكذا إكسابهم خبرات عملية على مختلف القطع البحرية الموجودة فى صفوف الجيش المصرى، مع تأهيل الطلبة لمعرفة طبيعة مسرح العمليات، سواء بالبحر الأحمر أو الأبيض المتوسط.
نائب مدير الأكاديمية العسكرية المصرية للكلية البحرية، لفت النظر إلى أن الطلبة فى مختلف كليات الأكاديمية تتم تنمية مهاراتهم الثقافية المختلفة عبر إطلاعهم المستمر على الأحداث الجارية على المستوى العالمى والإقليمى والدولى، وذلك حتى يكون الطالب ملمًا بما يحدث حوله، فضلًا عن تزويد الكليات بعدد من المكتبات الثقافية الإلكترونية التى يطلع فيها الطالب على أنواع متعددة من الكتب، وهذا بجانب عقد محاضرات توعوية مع نخبة من الشخصيات العامة وقادة وخبراء وندوات حول مختلف التحديات الوطنية والبحرية.
الملازم أول تحت الاختبار، محمد عبد الحافظ الفرماوى، الأول على دفعة «المحاربين» من حملة المؤهلات فى الكلية الحربية هذا العام، قال لـ«المصوّر»: إن الانضباط الذاتى هو السمة الرئيسية لكل طالب داخل الأكاديمية، وأنه قد حصل هو وزملاؤه على تدريب مكثف خلال فترة وجوده بالأكاديمية العسكرية المصرية على مختلف الموضوعات التخصصية التى تؤهلهم للعمل ضباطًا فى صفوف القوات المسلحة المصرية، موضحًا أن هناك العديد من البرامج التدريبية التى تنفذها الأكاديمية خلال السنوات الدراسية للطلبة، أبرزها برامج التأهيل فى اللياقة البدنية، الأمر الذى يؤهلنا جميعا لأداء كافة المهام التى نكلف بها.
ومن الرجال إلى العنصر النسائى، الملازم أول تحت الاختبار ندى جمال محمد، الأولى على الطلبة «المتخصصين» فى الكلية الحربية، والتى قالت لمجلة «المصوّر»: إنها كانت تحلم منذ الانتهاء من مراحل التعليم الأساسى بأن تلتحق بصفوف القوات المسلحة المصرية، إلا أن تلك الأمنية لم تذهب عنها حتى تحقق مرادها بالتقديم فى دفعة المتخصصين والقبول بالأكاديمية، موضحة أنها تشعر بفخر كبير بأنها استطاعت تحقيق حلمها، بل وحلم أسرتها، بعد أن حققت المركز الأول على مستوى الأكاديمية وحصلت على تكريم من القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبدالمجيد صقر.