تعد الأكاديمية الشرطية المصرية، الأقوى والأكثر شهرة فى العالم العربى والإقليمى، وصل صداها إلى مصاف الصروح العالمية فى كبرى بلدان العالم، لما لها من تاريخ عريق وخريجين بارزين حملوا لواء الأمن والأمان لشعب أبىّ على أرض محروسة، قال عنها قرآننا الكريم: «ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ»، لتصبح أكاديمية الشرطة فى مصر، صرحًا تعليميًّا متكاملًا لكل مَنْ يسعى إلى تمرسه فى العمل الأمنى، بل وباتت ملاذًا لكثير من البلدان غربًا وشرقًا.
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، بحضور محمود توفيق وزير الداخلية، وقيادات الوزارة، بأكاديمية الشرطة، وقد انطلقت مراسم الحفل بعزف السلام الجمهورى، وأداء النشيد الوطنى، الذى صدح بأصوات الخريجين الجدد، معلنين ولاءهم للوطن واستعدادهم لبذل الغالى والنفيس فى سبيل أمنه واستقراره، تلى ذلك عرض استعراضى مبهر للخريجين، أظهروا خلاله براعة فائقة فى الأداء الحركى المنظم، ونماذج محاكاة للتعامل مع المواقف الأمنية المختلفة، مما لاقى إشادة واسعة من الحضور.
وفى ختام الحفل، سلّم الرئيس السيسى جوائز التفوق للخريجين الأوائل، وهنّأهم على نجاحهم وتفوقهم، متمنيًا لهم التوفيق فى حياتهم العملية، ليكونوا خير سفراء للوطن، وسندًا قويًا لأمنه واستقراره.
فأكاديمية الشرطة المصرية صرح علمى أمنى شامخ، حملت على مرّ التاريخ مشعل العلم فى خدمة الأمن، فهى ملحمة الوطنية ومصنع الرجال، بتاريخها الممتد بين الماضى والحاضر والمستقبل، لتروى شجرة الأمل والحق والكرامة، وتظلل الوطن الحبيب مصر الكنانة بالأمن والأمان، على مدار قرن ويزيد من الزمان، بسجل حافل بالآلاف من رجال الشرطة الأبطال الذين حملوا الرسالة بكل ذمة وصدق.
إن المتتبع لتاريخ أكاديمية الشرطة يكتشف أنها لم تتوقف عن الوفاء برسالتها فى إعداد وتأهيل رجال مؤهلين على أعلى مستوى، تعليميًا وتدريبيًا وبحثيًا، فهى من أقدم وأكبر الأكاديميات الشرطية فى العالم، والأولى إقليميًا، بل صاحبة الريادة والمكانة على كافة المستويات والأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.
وتسعى العديد من الجامعات وأكاديميات حماة الأمن حول العالم، إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع نظيرتها المصرية، وهى أيضًا تقوم بإعداد وتأهيل وتدريب العديد من الكوادر الأمنية، ليس فقط محليًا، وإنما على المستوى العربى والإفريقى والآسيوى والأوروبى، وليس غريبًا أنها تعد أول مؤسسة تعليمية فى منطقة الشرق الأوسط تمنح درجتى الماجستير والدكتوراه فى علوم الشرطة، وبالتالى فهى بمثابة جامعة عصرية متكاملة تسعى إلى تطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف والقادر على مواجهة التحديات الأمنية.
تم إنشاء أكاديمية الشرطة عام 1975، وتضم فى بنائها التنظيمى إلى جانب رئاستها خمسة روافد رئيسية، هـى كلية الشرطة، وكلية الدراسات العليا، وكلية التدريب والتنمية، ومركز بحوث الشرطة، والإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة.
فطوال تاريخها، حملت الأكاديمية المصرية مشعل العلم فى خدمة الأمن، وتسعى الكلية إلى تحقيق التميز فى كافة العمليات والبرامج المنفذة، وإنشاء نظام فعّال يرتقى بالعمليـة التعليمية والتدريبية والانضباطية والبدنية، ويصل بها للريادة وتبوء مكانة مرموقة بين الكيانات المُماثلة على الصعيدين الإقليمى والدولى، من خلال توفير بيئة تعلُّم تضمن تحقيق جودة المنتج الأمنى، على نحو يحقق الاحترافية لخريجيها، وإمدادهم بالخبرات النظرية والعملية التى تتواءم مع احتياجات الواقع الأمنى.
كما تعمل الأكاديمية الشرطية المصرية، على تشجيع أعضاء هيئة التدريس باستمرارية تطوير المناهج الدراسية وابتداع وسائل تعليمية مُتطورة، مع الاستعانة بخبرات القيادات الأمنية فى كافة مسارات العمل الشرطى، والاهتمام بالنواحى الثقافية والفنية والإبداعية للطلاب والدارسين بكلياتها ومعاهدها.
وصاغت أكاديمية الشرطة خطط وبرامج العمل، مستهدفة غاية أساسية، وهى إعداد خريج متكامل يلقى رضا كل مَن يتعامل معه، مستلهمة من متطلبات الجودة الشاملة سبيلًا ومعيارًا وتحديًا وضرورة أملتها طبيعة الحياة المعاصرة.
اللواء محمد عبدالله الشربينى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مدير أكاديمية الشرطة الأسبق، أكد أن العام الدراسى 2025 اختتم فى أكاديمية الشرطة بحفل تخرج طلبة السنة الرابعة بحضور وتشريف الرئيس السيسى، حيث شهد الحفل تسليم الشهادات والتكريمات للدفعة الجديدة من الضباط، مؤكدًا على أهمية تطوير التدريب والعلوم الأمنية.
وأضاف «الشربينى»، أن السنة الدراسية شهدت استحداث ميادين تدريبية تعتمد على تقنيات حديثة تحاكى الواقع الميدانى، وتقدّم هذه الميادين المهارات العملية للطلاب مع التركيز على الجوانب البدنية والانضباطية بما يليق بضباط الشرطة ويؤهلهم لمواجهة التحديات، وأصبح ضابط الشرطة اليوم لا يُقاس فقط بقدرته على فرض القانون، بل أيضًا باحترامه حقوق الإنسان وحمايته للأمن الإنسانى، ولذلك وضعت كلية الشرطة خطط عمل متكاملة تشمل تحديث المقررات الدراسية وابتكار طرق تدريس تفاعلية، إضافة إلى توفير موارد تعليمية حديثة تواكب المعايير العالمية.
كما أكد أن الأكاديمية تشجع ضباطها على استكمال دراساتهم العليا فى بيئة علمية ملائمة لإجراء الأبحاث المتخصصة تهدف هذه الخطوة إلى تطوير العمل الأمنى ومواكبة مستجدات العصر، موضحًا أنه خلال الحفل «وجّه الرئيس السيسى رسالة إلى خريجى الكلية تطرّق فيها إلى الوضع السياسى الراهن دعا فيها إلى استمرار الدعم الدولى لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن».
وأضاف: كما اقترح الرئيس بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء أكاديمية الشرطة دراسة إمكانية إتاحة الفرصة لطلاب الجامعات المصرية للتعايش مع زملائهم من أبناء الشرطة والجيش لمدة أسبوع أو أكثر بهدف تعزيز روح التعاون بين مؤسسات الدولة والشعب وتطوير الأداء، واختتم الرئيس كلمته بتحية وتقدير لأسر الضباط المكرّمين، موجهًا رسالة للخريجين والخريجات بتحمّل المسئولية الكبرى المتمثلة فى حماية أمن الوطن، مؤكدا على ضرورة أن يكونوا قدوة للمجتمع، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق فى مهامهم.
وأتم مدير الأكاديمية الأسبق، حديثه، بالإشارة إلى أن «دفعة التخرج الأخيرة تضمنت خريجى الثانوية العامة وضباطًا متخصصين وخريجى كلية الحقوق، وحضر الحفل كبار قادة الدولة جميعًا، وأشادوا بمستوى التدريب الرفيع والروح القتالية العالية فى فقرات الدفاع عن النفس والخيالة وقوة التحمل واللياقة البدنية».