رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الكاتب الكبير عبدالقادر شهيب يكتب: مفاجآت «قمة شرم الشيخ»


16-10-2025 | 16:02

.

طباعة
بقلم: عبدالقادر شهيب

رغم قصر وقتها وغلبة الطابع الاحتفالى عليها فإن قمة شرم الشيخ كانت حافلة بالمفاجآت!.. وأول هذه المفاجآت تتعلق بالحضور.. وأبرز مفاجآت الحضور هى حضور الرئيس الفلسطينى أبومازن فيها رغم أن خطة ترامب لتحقيق السلام فى غزة لا تتضمن دورًا محددًا للسلطة الفلسطينية ورئيسها أبومازن إلا عرضا وبعد إعادة إصلاحها.. وتتضاعف المفاجأة أكثر فى ترحيب الرئيس الأمريكى ترامب بالرئيس الفلسطينى والإشادة به واعتباره أنه رمز لفلسطين رغم أنه رفض قبل أيام قليلة حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بسحب تأشيرة دخوله لأمريكا، واضطرار أبومازن إلى إذاعة تسجيل لكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وهذه المفاجأة تشير إلى طبيعة شخصية ترامب المتقلبة ومدى إمكانية تأثيرها على استدامة اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة رغم تأكيد ترامب وهو على متن طائرته فى طريقه لإسرائيل أن الحرب فى غزة توقفت نهائيًا وكرر ذلك عدة مرات.

أما المفاجأة الثانية البارزة فى قمة شرم الشيخ فإنها تتعلق بالغياب عنها رغم أن حشدًا كبيرًا من قادة الدول العربية والإسلامية والأوربية شاركوا فيها.. وقد كان أبرز الغائبين عن القمة هو رئيس وزراء دولة الاحتلال والدولة التى شنت تلك الحرب الوحشية ضد أهل غزة لأكثر من عامين وهو بنيامين نتنياهو.. وقد أثار هذا الغياب كثيرًا من اللغط الصحفى والإعلامى والسياسى وسبب هذا اللغط هو تضارب ما أعلن عنها.. ففى البداية حينما أُذيع خبر قمة شرم الشيخ ودعوة مصر لها لم تتضمن أخبار تلك القمة والمشاركين فيها أى إشارةَ لدعوة نتنياهو للمشاركة فيها.. وعندما أُذيعت أسماء المشاركين فى القمة لم تتضمن تلك الأسماء اسم نتنياهو المطلوب إلقاء القبض عليه فى المحكمة الجنائية الدولية.. وعندما اتصل ترامب بالرئيس السيسى من إسرائيل وأتاح لنتنياهو الحديث معه ترددت أنباء أنه قد يصطحب رئيس وزراء إسرائيل معه وهو قادم من إسرائيل إلى شرم الشيخ، خاصة بعد إذاعة بيان مصرى رسمى تضمن إشارةَ إلى مشاركة نتنياهو فى القمة، غير أن رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلى أصدرت بعدها بيانًا تنفى فيه مشاركة نتنياهو فى القمة وتعلل ذلك بأعياد دينية إسرائيلية، رغم أن هذه الأعياد. لم تمنع إسرائيل من استقبال ترامب وإلقائه كلمة فى الكنيست، ودارت المفاجأة مساء عندما أكد مصريون أنه لا توجد هذه الأيام أعياد يهودية!.

أما المفاجأة الثالثة فهى تتعلق بمضمون هذه القمة.. فهى لم تكن قمة بالمعنى السائد والمتعارف عليه لقمم قادة الدول، شرقاً وغرباً ولم يتاح للمشاركين فيها أى فرصة للحديث فيها باستثناء رئيس وزراء باكستان والذى منحه الرئيس الأمريكى ترامب الفرصة، وكانت كلمته كلها تقريبًا توجيه شكر للجميع.. فقد غلب للطابع الاحتفالى على القمة.. وبدا أن الرئيس ترامب هو المحتفى به من قبل المشاركين فى القمة جميعا، ولآن ذلك ما أسعده ولذلك انطلق فى كلمته بالقمة ينثر الإشادات بكل الحضور تقريبا، لدرجة أنه وصف رئيسة وزراء إيطاليا بالجميلة، رغم أنه قال إن هذا الوصف يهدد مستقبله السياسى فى أمريكا!.

بينما كانت المفاجأة الرابعة تتمثل فيها توقيع ترامب مع قادة مصر وقطر وتركيا.. لكن توقيعه لم يكن نص الاتفاق الخاص بالمرحلة الأولى لخطة ترامب لغزة والذى سبق أن وقعته إسرائيل وحماس كل بشكل منفرد قبل أيام مضت، وإنما كان بيانًا عامًا يتعلق بتحقيق السلام والتعهد بالعمل على تحقيقه ومكافحة العنف والإرهاب بشكل عام فى المنطقة، دون الإشارة إلى التعهد تحديدًا. بعدم استئناف الحرب فى غزة مجددًا من قبل إسرائيل ، وبالطبع دون الإشارة إلى المراحل التالية من خطة ترامب لغزة وما تتضمنه من التزامات تقضى أهمها باستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتصرف فى سلاح حماس هل يكون بالنداء أم بالتجميد، أى بعدم استخدامه وكل ذلك كما قال قبلها رئيس الوزراء القطرى لم يتم مناقشته فى مفاوضات المرحلة الأولى لأن إسرائيل وحماس كانتا غير مستعدين لمناقشته!.

ومع ذلك فإن حضور الرئيس الأمريكى ترامب ولو متأخرًا بعض الوقت عن الموعد المحدد لوصوله إلى شرم الشيخ فى حد ذاته إعلان بضمانه وقف إطلاق النار فى غزة وعدم استئناف الحرب الوحشية مجددًا التى دمرت القطاع وقتلت عشرات الآلاف من أهله أغلبهم نساء وأطفال ومآت الآلاف من الجرحى، ونسفت مقومات الحياة فيه.. فضلاً عن أن ترامب كما أعلن وقف الحرب بشكل مستدام قبل حتى أن يصل إسرائيل ويشارك فى قمة شرم الشيخ، فإنه أعلن أيضًا الحاجة للإسراع بتهيئةَ مقومات الحياة لأهل غزة دون تهجيرهم وطردهم خارج أراضيهم كما قال بذلك قبل شهور مضت وظل يكرر ذلك حتى وقت قريب.

 
    كلمات البحث
  • قمة
  • شرم الشيخ
  • ابو مازن
  • ترامب
  • غزة

أخبار الساعة

الاكثر قراءة