يُعد أنجلو بوليزيانو الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، واحدًا من أبرز أعلام عصر النهضة الإيطالية، جمع بين موهبة الشاعر ودقة الباحث وعمق المفكر الإنساني، شكل حلقة وصل بين التراث الكلاسيكي والأدب الشعبي، وأسس برؤيته النقدية لمناهج جديدة في دراسة النصوص.
وُلد أنجلو بوليزيانو في 14 يوليو 1454 بمدينة مونتيبولتشانو بتوسكانا، التابعة لجمهورية فلورنسا في إيطاليا، درس في فلورنسا علوم اللاتينية واليونانية، وتأثر بالفيلسوف الإنساني الشهير مارسيليو فيتشينو، فانعكس ذلك على منهجه الفكري والأدبي.
في عام 1480 عُيّن أستاذًا للأدب اليوناني واللاتيني في جامعة فلورنسا، حيث قدم محاضراته في أعمال كبار الكلاسيكيين مثل فيرجيل، هوميروس، أوفيد وسويتونيوس، وطور أسلوبًا نقديًا جديدًا لتحليل النصوص اعتُبر لاحقًا أساسًا لعلم الفيلولوجيا الحديث.
كان بوليزيانو مقرّبًا من لورينزو دي ميديشي، راعي النهضة الفنية في فلورنسا، وتولى تعليم أبنائه ومن بينهم جيوفاني الذي أصبح فيما بعد البابا ليو العاشر، كما كتب عن مؤامرة بازي الشهيرة التي اغتيل فيها جوليانو دي ميديشي عام 1478، وكان شاهدًا مباشرًا على أحداثها.
ساهم في إعادة الاعتبار للأدب الشعبي الإيطالي، ودمجه مع التراث الكلاسيكي، ما جعله مصدر إلهام للفنون البصرية، ومنها لوحة Primavera لبوتيتشيلي التي استوحى بعض عناصرها من قصائده، كما كان من أوائل من دعوا إلى دراسة النصوص القديمة ضمن سياقها التاريخي، بعيدًا عن التفسيرات السياسية أو الأخلاقية الضيقة.
أبرز أعماله الأدبية
Stanze per la giostra "قصائد للمبارزة": قصيدة غير مكتملة كتبها احتفاءً بانتصار جوليانو دي ميديشي في مبارزة عام 1475، وتُعد من روائع الشعر الإيطالي، La Favola di Orfe"أسطورة أورفيوس": أول عمل درامي شعري في الأدب الإيطالي، جمع فيه بين الأسطورة والموسيقى.
Miscellanea "1489": Manto، Ambra، Rusticus، Nutricia: سلسلة من القصائد التعليمية التي استعملها كمقدمات لمحاضراته الجامعية، مجموعة من الملاحظات النقدية حول النصوص الكلاسيكية أحدثت تحولًا كبيرًا في الدراسات الأدبية.