رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أنوشكا تحيى حفل رأس السنة: علاء عبدالسلام أعادنى للمسرح الكبير.. و«الحجار» فتح نفسى للغناء بالأوبرا


28-12-2025 | 20:39

.

طباعة
حوار يكتبه: محمد رمضان

«الوجه الآخر لسيدة التفاصيل».. تكشفه المطربة الكبيرة أنوشكا لجمهورها فى هذا الحوار من خلال بوحها لـ«المصوّر» لأول مرة عن علاقتها بأبيها، الذى رفض أن تعمل معه فى مصنع النسيج الخاص به، ورغبته فى أن تصبح محامية كونها تكره الظلم، وتتصدى له داخل مدرستها، كما تنبأت لها أسرتها بسبب إشفاقها على حيوانات الشارع بأن تكون طبيبة بيطرية، إلا أن مادة التشريح جعلتها تهرب من دراسة الطب البيطرى.

تؤكد أنوشكا أنها أنتجت ألبوماتها الغنائية الستة على نفقتها الخاصة، وكان أولها «حبيتك من كل قلبى»

بـ19 ألف جنيه هى تحويشة عمرها.

كما تسرد لنا وصية الموسيقار الكبير الراحل محمد الموجى خلال لقائها الأخير به، وسر عدم تقبّل الفنانة الكبيرة الراحلة مريم فخر الدين لها، وخبايا عودتها للغناء داخل الأوبرا، لإحياء حفل رأس السنة.

وإليكم نص الحوار:

 

البعض لمس أن هناك تشابهًا بينكِ وبين الملكة حتشبسوت فكلاكما كان والدها يرغب فى أن تكون ولدًا ما انعكس على حتشبسوت بارتدائها زىّ الرجال وعليكِ بحدة شخصيك؟

من المؤكد أن أية امرأة يكون لها عظيم الشرف بأن تتشابه ظروف نشأتها مع الملكة «حتشبسوت».. بالفعل كان والدى يرغب فى إنجاب ولد بدلًا منّى، مثله فى هذا الشأن مثل أى رجل مصرى، لكن على الرغم من ذلك أعتبر نفسى «مبختة» محظوظة، لأن والدى كان ديمقراطيًا فى تربيته لى ولأختى، وغرس بداخلنا ضرورة الاعتماد على النفس دون أن ننتظر أن يساعدنا أحد، حيث كان يترك لنا حرية اتخاذ القرار فى الاختيار المدروس، الذى يتبعه تحمّلنا لمسئولية عواقبه حتى فى الأمور الصغيرة، فمن المعروف عنى أننى من هُواة شراء الأحذية والشنط الحريمى، فكان يعطينى مبلغًا لكى أشترى حذاء واحدًا للصيف وآخر للشتاء، ويترك لى المفاضلة ما بين شرائى حذاءً أم شنطة، ما جعلنى مع الوقت شخصية عملية، كما أننى لا أصف نفسى فى تعاملى مع الآخرين بالحدة، ولكن يغلب على شخصيتى نوع من الصرامة التى تعتبر أقوى لأنها تعنى الالتزام، وهذا لا يتعارض مع كونى شخصية فكاهية جدًا، والسبب فى هذه الصرامة أننى اكتسبتها منذ أيام الطفولة بعد التحاقى بالمدرسة التى كانت مشتركة للبنين والبنات، وكان مدير مدرستنا يتيح لنا التعبير عن آرائنا.

رغم أن والدك كان يمتلك مصنعًا إلا أنكِ تمردت على العمل معه واتجهت للغناء؟

كان والدى يمتلك مصنع نسيج وصباغة للحرير فى حى المطرية، وهذا المصنع تم تأميمه، ثم أسس مصنعًا آخر، ورفض أن أعمل معه فى مصنعه، لأنه لا يحب أن ابنته تعمل فى مجال النسيج والصباغة، لكنه كان يفضل أن أعمل بالمحاماة لأنه كان يرى فىّ أننى شخصية قيادية وأدافع عن الحق، كما أننى أحب مهنة المحاماة أيضًا، لكن إحساسى بالتمرد بدأ أثناء دراستى بالمدرسة لأننى متمردة على الظلم وتعلمت فى الحياة أن الظلم لا يدوم، حيث كنت أتولى الدفاع عن أى زميل أو زميلة لى تتعرض للظلم، وأصبح زملاء دراستى الآن هم «أعز الناس» فى حياتى، لأننا تعلمنا كيفية الدفاع عن بعضنا بعضًا، فكنت دائمًا أصلح ما بين زملائى وزميلاتى، وعندما يقع أى زميل فى مشكلة، كنت أتصدر المشهد بالدفاع عنه لدى مدير المدرسة لإيمانى الشديد بالدفاع عن الحق وكرهى الظلم، لأننى لا أحب أن أرى أحدًا مظلومًا، ولم يتوقف رفضى للظلم على مستوى البشر فقط، ولكنه شمل أيضًا رفقى بالحيوانات، حيث كنت أجمع يوميًا أثناء عودتى من المدرسة الحيوانات المريضة والمصابة فى الشارع من «قطة أو كلب»، وأعود بها إلى بيتنا، وكانت أمى تسمعنى «كلام بايخ» بسبب هذا الفعل، لدرجة أنهم تنبأوا لى بأننى سأصبح طبيبة بيطرية، لكننى فوجئت بمسألة التشريح، فابتعدت عن دراسة الطب البيطرى، ولذلك أنا كائن نباتى لا أتناول اللحوم.

كيف بدأت علاقتك بالغناء؟ ولماذا أُطلق عليكِ لقب «سيدة التفاصيل»؟

لم يكن طريقى نحو دخول مجال الغناء مفروشًا بالورد، لأننى اعتمدت على نفسى فى إنتاج ألبوماتى الغنائية الستة، فلم أجد أية شركة إنتاج تتولى إنتاج ألبوماتى الغنائية، لأن شركات الإنتاج كانت تستسهل حينذاك تركيب كلمات عربية على ألحان أجنبية لذلك رفضت التعامل معها، لأننى حريصة على تقديم شخصيتى الغنائية الحقيقية، فأصررت على اختيار كلمات جميع أغنياتى والألحان حفاظًا على نفسى، فكنت المطربة ومديرة أعمالى والمنتجة فى آن واحد، وكان والدى ينصحنى بأنه لكى أنجح فى عمل معين يجب أن أهتم بمعرفة تفاصيله، ولذلك فإننى سعيدة جدًا بإطلاق البعض علىّ لقب «سيدة التفاصيل» داخل الوسط الفنى، فلا ينبغى لأية مطربة أن تهتم فقط بالفستان الذى ترتديه على المسرح، ولكن يكمن وراء وقوفها على هذا المسرح مجموعة من التفاصيل التى لا يعلمها أحد والتى يتوقف عليها نجاح حفلها، لذلك أنتجت أول ألبوم غنائى «حبيتك من كل قلبى» بتحويشة عمرى التى تقدر بــ 19 ألف جنيه، وقدمت من خلاله أسلوبا غنائيا جديدا خاصا بى، والفضل يعود فى ذلك ليس لى وحدى ولكن لجميع مَن تعاونوا معى فى هذا الألبوم، ومنهم الموسيقار الكبير فتحى سلامة، لكن هذا لا يمنع أننى أثناء مشوارى الغنائى والفنى قد ارتكتبت مجموعة من الأخطاء التى أعتز وأفتخر بها، لأننى لست قديسة بل إنسانة عادية قد تصيب وربما تخطئ، فأصبحت رصيدى المتراكم من الخبرات.

المتأمل لمشوارك الفنى يجد أن هناك بعض الرجال المؤثرين فى مسيرتك الغنائية؟ وماذا دار بينك وبين الموسيقار الكبير محمد الموجى فى لقاء وداعك له؟

بالفعل.. هناك بعض الشخصيات التى أدين لها بالفضل فى مسيرتى الغنائية، ومنهم الموسيقار فتحى سلامة الذى استطاع من خلال توزيعه الموسيقى للأغانى التى قدمتها بلورة شخصيتى موسيقيًا كمطربة، كما أننى أشعر بفراغ شديد برحيل كل من الشاعرين مجدى كامل ورضا أمين، لأنهما كانا أشبه بالإسفنجة التى تمتص أفكارى وإحساسى أثناء حديثى معهما، ويقومان بصياغتها بشكل يتناسب مع طبيعتى الغنائية، ولا أنسى أغنية «أصعب بكا» للملحن الأرمنى زميل دراستى هايك سركسيان الذى يعلم جيدًا مساحات صوتى الغنائية، ومن ثم كان يوظفها بأسلوب يتلاءم معها، ومن كلمات رضا أمين زوج ابنة الملحن الكبير الراحل محمد الموجى «ألحان الموجى»، حيث طلب منى فى إحدى المرات الذهاب إليه، وعندما وصلت إليه فاجأنى بمقابلتى بالموسيقار الكبير الراحل محمد الموجى لأنه أُعجب بغنائى لأغنية «أصعب بكا»، وترتب على هذه المقابلة أنه لحن لى آخر ثلاث أغنيات فى حياته، وهى «لحظة غضب، مع قلوبنا، وتيجى نغنى» من كلمات رضا أمين وتوزيع هايك سركسيان.. ويعد الملحن الكبير محمد الموجى محطة فنية وإنسانية مهمة فى حياتى، فلن أنسى أثناء زيارتى له فى مستشفى الشرطة قبل وفاته بأيام قليلة، حيث قال لى «بت يا أنوشكا»، فقلت له: أيوه يا بابا «خدى بالك من نفسك»، وقال لى: «أنت مختلفة حافظى على هذا الاختلاف»، فهذه الوصية لن أنساها على الإطلاق.

أما موسيقارنا الكبير عمار الشريعى، فقد تعرفت عليه من خلال عملى معه فى الأوبريتات التى كان يقدمها فى المناسبات الوطنية مثل احتفالات أكتوبر، وكنت ألجأ إليه فى أخذ رأيه فى مشكلاتى الشخصية، وكنت أراه فنانًا لن يتكرر، وكان يشبّهنى بأننى أحيانًا أكون مثل النملة، وأحيانًا أخرى مثل النحلة، فأرد عليه بأننى لا أقرص أحدًا، فيقول لى إننى أقدم أعمالًا غنائية حلوة، فسألته لماذا تشبّهنى بالنملة، فقال لى لأنك دؤوبة.

كما أننى لن أنسى الدور الذى لعبه الإذاعى الكبير وجدى الحكيم فى حياتى، حيث يعد أول مَن تحمس لموهبتى، وأعطانى الفرصة للاشتراك فى حفلات أضواء المدينة، وشجعنى على خوض تجربة تقديمى أغانى التراث لكبار المطربين، أمثال عبدالحليم ونجاة ومحمد فوزى وسيد درويش وغيرهم من العظماء من خلال شخصيتى الغنائية المستقلة «بطريقتى».

من المعروف أن «طاووس» عادل صادق كان نقطة إطلاقك نحو عالم التمثيل؟ أيهما سينتصر فى حياتك التمثيل أم الغناء؟ وهل ينطبق على علاقتك بالفنانة مريم فخر الدين ما محبة إلا بعد عداوة؟

بلا شك أن المخرج عادل صادق هو أول مَن منحنى فرصة الوقوف أمام كاميرا فى الدراما التليفزيونية بعد حصولى على الجائزة الثالثة فى تركيا فى مهرجان أنطاليا، حيث عرض علىّ بعد عودتى للقاهرة المشاركة فى مسلسل «الطاووس» لاستثمار نجاحى بحصولى على هذه الجائزة لمصلحة هذا المسلسل، ثم شاركت فى فيلم «من أطلق هذه الرصاصة» مع الفنان الكبير الراحل عزت العلايلى، ثم فيلم «السيد كاف» مع الفنانة الكبيرة سناء جميل والمخرج صلاح سيف، وطوال فترة تصويرى مع سناء جميل وعبدالمنعم مدبولى، كان المخرج صلاح أبوسيف بعد انتهائى من كل مشهد يقول «اللى بعده» فتصورت أنه غير راضٍ عن أدائى لاعتقادى بأنه لا بد من أن أعيد مشاهدى مثلما كان يحدث فى أفلام السينما، فضحكت سناء جميل قائلة لى إن هذا معناه إنك لا تحرقى خام، ولو لم يكن يعجبه شيء فى أدائك، فإنه كان سيطلب منك إعادة تصويره مرة أخرى، وأسعدنى جدًا أن المخرج صلاح أبو سيف ذكر فى أحد البرامج أن أنوشكا لا بد أن تهتم بالممثلة «اللى جواها»، وسناء جميل ونادية لطفى كانتا تشجعاننى، وكنت أتمنى أن تشاهدا مسلسلاتى، إلا أن رحيلهما حال دون ذلك، بالإضافة إلى أن المخرج أحمد عبدالحميد منحنى فرصة الاشتراك فى المسلسل الاجتماعى «قانون المراغى»، ونجاحى فى هذا المسلسل كان سبب اختيار الزعيم عادل إمام لأشترك معه فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، والسر وراء نجاحى فى التمثيل هو تركيزى فى كل أدوارى فقط، ولا أهتم بأى شيء آخر، فضلًا عن كونى أحبّ المسلسلات الاجتماعية.

أما عن المواقف التى جمعتنى بمريم فخر الدين فمنها أن المخرج أحمد صقر، قال لى: «خدى بالك لأنها لا تتقبلك»، لكونها قالت أمامه إنها «لا تحبنى».

فى ثالث يوم تصوير لمسلسل «المرسى والبحار» داخل قبرص أثناء فترة الراحة كانت تجلس معى، وكانت تأكل سندويتش جبنة رومى، وكنت أتناول فنجان قهوة، فوجدتها تقول لى: «إنها كانت تظن أن دمى ثقيل بس طلعت حلوة».

ورغم كل تجاربى فى التمثيل إلا أنه لن ينتصر علىّ كونى مطربة، فكلاهما يعبر عن شخصيتى الفنية.

كيف نجحت أنوشكا رغم رقتها فى دور «إجلال أبو العزم» فى مسلسل «وتقابل حبيب»؟ وهل أنوشكا تنافس مارى منيب على الفوز بلقب الحماة فى الدراما المصرية؟

تقديمى دور الحماة ليس معناه أننى أنافس الفنانة العظيمة الراحلة مارى منيب عليه، ولكن تستهوينى الأدوار الواقعية، وعلى فكرة لم أتقابل مع نموذج مشابه لـ«إجلال» فى حياتى، لكننى قدمتها من واقع ما كتبه المؤلف عمرو محمود ياسين، ومن خلال نقاشنا معًا حول تصورنا لهذه الشخصية لإيمانى بأنه لا يوجد أحد ينجح بمفرده، فلو لم يكن لدىّ نص جيد وعين مخرج واعية تجيد الاختلاف، ولو لم يكن لدينا «مونتير شاطر» والذى يعد مخرجًا ثانيًا للعمل، فكل هذه العناصر كانت وراء ما حققته من نجاح، وأتمنى أن أقدم دور امرأة من حى شعبى، لأن الممثل يرغب فى تقديم كافة الأدوار، وأحب تقديم الأعمال ذات القضايا الاجتماعية.

ما الدافع وراء اشتراكك فى الفيلم القصير «كل البنات تحب الشيكولاتة» خاصة أن كل مَن يعملون فيه من الوجوه الجديدة؟

بسبب حبى للأفلام الروائية القصيرة لأنها تحمل رسائل إنسانية مكثفة، بالإضافة إلى أن عدد أيام التصوير بها قليل جدًا، والأفكار التى تطرح فيها نابضة وبريئة، وعادة البطل فى هذه النوعية من الأفلام هى الفكرة التى تطرحها وما تحمله من قيمة، وتحمست أكثر لخوض هذه التجربة عندما تعرفت على مخرج هذا الفيلم أحمد حداد، وهو حفيد كل من الشاعرين الراحلين فؤاد حداد وصلاح جاهين، بالإضافة إلى أن منتج هذا الفيلم هو الفنان محمود حميدة، ورمزية الشيكولاتة تعنى البحث عن السعادة لأن الشيكولاتة تزيد هرمون السعادة، ويتناول هذا الفيلم مشكلة بيوت كثيرة، وهى قضية الفتور العاطفى ما بين الأزواج وزوجاتهم.

لماذا غابت أنوشكا عن حفلات الأوبرا؟ وما أسباب عودتها إليها بإحيائها حفل رأس السنة؟

لم أتغيب عن حفلات الأوبرا، ولكننى كنت مُقلّة بسبب مرض والدى ثم مرض والدتى ثم رحيلهما، بالإضافة إلى أن الحفلات التى كنت أحييها لم يتم تصويرها، كما أننى ظللت أهتم أكثر بالتمثيل الذى خطفنى من الغناء طوال هذه الفترة، ولكننى عدت للأوبرا بناء على دعوة الدكتور علاء عبدالسلام رئيس الأوبرا لإحيائى حفل رأس السنة الذى يلخص كل مشاعر سعادتى، وما أحلى الرجوع إلى جمهورى الحبيب بالأوبرا!، خاصة أننى اشتركت فى بداية هذا العام مع الفنان الكبير على الحجار ضمن مشروعه الغنائى «100 سنة غنا» إحياءً لليلة الملحن الكبير الراحل أحمد الحجار الذى غنيت له أغنيتين واشتركت فى هذه الحفلة لشعورى بالسعادة، ولأنها توثيق لأعمال أحمد الحجار، وبصراحة فتحت نِفسى لكى أقف على المسرح الكبير بالأوبرا، والذى سبق لى قبل ذلك الغناء عليه عدة مرات فى مهرجان الموسيقى العربية لذلك حرصت على إقامتى لهذه الحفلة بالأوبرا، لأننى متشوقة جدًا لخوض هذه التجربة، وأتمنى تكرارها فى أوبرا الإسكندرية لأن الجمهور السكندرى واحشنى جدًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة