تواصل أرقام صادرات مصر من البطاطا الحلوة تحقيق نموٍّ ملحوظ، لا سيما فيما يتعلق بالصادرات إلى أوروبا، حيث جاءت فى صدارة الخضراوات التى تم تصديرها خلال الأسبوع الماضى بواقع 13 ألف طن، تلتها الفاصوليا ثم البطاطس حسب تقارير هيئة سلامة الغذاء. كما تجاوزت صادراتها 77 ألف طن خلال الربع الأول من العام الحالى، لتصبح رابع أهم صادرات مصر الزراعية بعد الموالح والبطاطس والفاصوليا. وتُعد الفترة من أغسطس حتى يناير هى «ذروة» تصدير البطاطا المصرية للخارج، ما يعنى أنه من المنتظر حدوث طفرة حقيقية فى الأرقام خلال الأشهر المقبلة.
التوسع فى زراعة البطاطا الحلوة ساهم فى زيادة القدرة التنافسية للصادرات المصرية منها إلى العديد من دول العالم، سواء فى أوروبا أو الخليج، وهناك إقبال من دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات والعراق والكويت وقطر، بينما تُعد هولندا المشترى الرئيسى للبطاطا الحلوة من مصر بين دول الاتحاد الأوروبى، تليها المملكة المتحدة، وفرنسا فى المرتبة الثالثة، والتى قفزت وارداتها من البطاطا المصرية بنسبة 34 فى المائة خلال الخمس سنوات الأخيرة، ثم إيطاليا وسلوفينيا ورومانيا وإسبانيا وألمانيا، مع الأخذ فى الاعتبار أن المنافس الرئيسى لمصر فى سوق البطاطا الحلوة داخل أسواق الاتحاد الأوروبى هى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، بلغت صادرات مصر من البطاطا الحلوة 181.8 مليون دولار خلال عام 2024، وأفاد التقرير أنه «نتيجة لزيادة الطلب على المحصول المصرى فى الأسواق الدولية، تم زيادة المساحة المخصصة لزراعتها بنسبة 16.8 فى المائة منذ عام 2021 وحتى الآن، ليصل إجمالى إنتاج مصر إلى 440 ألف طن بطاطا، يُستهلك ما بين 40 إلى 45 فى المائة منها محليًا، بينما تُصدر النسبة المتبقية».
«تمتلئ محطات الفرز والتعبئة بآلاف الأطنان من البطاطا لتستمر عمليات التصدير يوميًا»، حسبما كشف محمد مجدى، صاحب مزرعة بطاطا بأبيس محافظة الإسكندرية، الذى أكد زيادة المساحات المزروعة من البطاطا فى العديد من المحافظات ومنها كفر الشيخ، والتى بدأ الحصاد بها يوليو الماضى، وسينتهى بعد أسبوعين تقريبًا، وتتميز بجودة أنواع «البولفن»، أما دمياط والمنصورة فالحصاد بدأ نهاية أغسطس حتى أبريل القادم، وتتميز بالبطاطا الصحراوية «بيوجارد»، وتلك الأصناف مطلوبة عالميًا، خاصة فى أوروبا سواء للتصنيع الغذائى أو الدواء، أما الاستهلاك المحلى ودول الخليج فيرتكز على البطاطا البلدى المستخدمة فى الطهى والشوى.
«مجدى» أضاف: أهم مواصفات بطاطا التصدير بخلاف أصنافها أن يتراوح حجم الواحدة منها بين 100 جرام إلى كيلو، وسعر كيلو التصدير حاليًا 12 جنيهًا من المزرعة، وبعد التعبئة والتغليف 28 جنيهًا، وهذا السعر يرجع لكوننا فى ذروة موسم التصدير، لكن الأسعار كانت مرتفعة خلال شهرى أبريل ومايو الماضيين لنقص المعروض، فسعر كيلو التصدير وصل إلى 56 جنيهًا، ونظرًا للأرباح الجيدة من زراعة البطاطا نجد زيادة فى إقبال المزارعين على زراعتها سنويًا.
فى السياق ذاته، أوضح محمد بدر، تاجر بطاطا، أن «محطات التعبئة والتصدير هى الرابح الأكبر من تصدير البطاطا، فيخرج الكيلو منها ما بين 35 إلى 40 جنيهًا على باب الحاوية، فى حين يشترى التاجر الكيلو من المزرعة بكفر الشيخ بسعر 8 جنيهات، ويقدمه للمحطة بسعر 9 جنيهات ويحصل على أمواله بالآجل»، مضيفًا أن «لكل دولة مزاج خاص فى البطاطا من حيث الحجم، فأوروبا تفضل الواحدة ما بين 300 جرام إلى كيلو، أما السعودية فمن 100 إلى 300 جرام، لكن فى النهاية أغلب أوروبا تعشق البطاطا المصرية، فسعر الكيلو لديهم يقترب من 3 دولارات، بما يعادل 150 جنيهًا فى مصر».