رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«المصور» تابعت إنتاج الألواح الشمسية داخل شركة «الطاقة المتجددة».. «العربية للتصنيع»..«طاقة الغد نصنعها اليوم»


21-9-2025 | 10:20

داخل شركة الطاقة المتجددة التابعة للهيئة العربية للتصنيع

طباعة
جولة قامت بها: منار عصام عدسة: إبراهيم بشير

«طاقة الغد نُصنعها اليوم».. الجملة التى لن تجدها معلقة على لافتة تزين جدران واحدة من أبرز الكيانات الصناعية فى مصر، فـ«الإنجاز هو الهدف»، وتتولى شركة الطاقة المتجددة التابعة للهيئة العربية للتصنيع، عملية التنفيذ بـ«أيد محلية ومواصفات عالمية» وبالفعل، وفى غضون سنوات قليلة منذ تأسيسها، أصبحت «الطاقة المتجددة» عنصرًا مهمًا فى استراتيجية «توفير الطاقة النظيفة» التى تنفذها الدولة المصرية، فى ظل ما يعانى منه العالم من آثار التغيرات المناخية الحادة من ظواهر مناخية متطرفة الناتجة عن زيادة الانبعاثات الكربونية الضارة إلى طبقات الغلاف الجوى نتيجة للتوسع فى عمليات التصنيع والاعتماد على الوقود الأحفورى فى إنتاج الطاقة الكهربائية.

«الطاقة المتجددة»، شركة لا يجب التعامل معها من زاوية «الإنتاج والتصنيع»، بل من الواجب النظر إليها كونها «علامة مضيئة» على طريق «الجمهورية الجديدة»، علامة تُبرز الدور المهم للهيئة العربية للتصنيع تلك القلعة الصناعية العملاقة، وإحدى الجهات المختصة بتطبيق رؤية مصر 2030.

فى بداية جولتها، التقت «المصور» المهندسة غادة الجندي، المدير التنفيذى للشركة العربية للطاقة المتجددة، التى أوضحت أن «الهيئة العربية للتصنيع دائما ما تسير وفق توجهات وأفكار الدولة المصرية سواء فيما يتعلق برؤية مصر 2030 أو غيرها، والطاقة المتجددة مجال حيوى يجذب اهتمام دول العالم أجمع ولا سيما مصر، وبداية شركة الطاقة التابعة للهيئة العربية للتصنيع كانت فى عام 2013 ولكن سبق التدشين مرحلة أخرى وهى إعداد وتأهيل الكوادر البشرية، وقد بدأت فى عام 2006 فى مجال توربينات الرياح وعمل تصميمات لها، وبالفعل كانت البداية على أرض الواقع من العديد من المواقع التابعة لهيئة الطاقة المتجددة فى نطاق مدينة الغردقة ثم مدينة الزعفرانة.

«م. غادة»، أشارت إلى أن «الهيئة أولت اهتماما كبيرا بإعداد وتأهيل الكوادر البشرية على الوظائف المختلفة، وذلك من خلال إلحاقهم بالعديد من الدورات التدريبية المتخصصة فى دول العالم المختلفة منها ألمانيا وإسبانيا والهند وغيرها من الدول المتقدمة فى مجال طاقة الرياح، مع الاستعانة بكبار الأساتذة فى جامعة القاهرة لدراسة الأسس العلمية الخاصة بالمشروع ، ثم تعمقنا أكثر لندخل مجال الطاقة الشمسية بدورات تدريبية خارجية، فضلا عن الاستعانة بمجموعة من الخبراء لتأهيل الشباب داخل مصر».

وتابعت: قبيل إنشاء الشركة بحوالى 3 سنوات تم تدشين محطة طاقة شمسية بقدرة 600 كيلو وات وتم ربطها بالشبكة القومية للكهرباء؛ لتصبح أول محطة مصرية للطاقة المتجددة يتم ربطها بالشبكة  القومية للكهرباء بعد المحطات القديمة التى أنشئت فى تسعينيات القرن الماضي، وإنشاء هذه المحطة كان بمثابة تدريب عملى لمجموعة المهندسين بالهيئة العربية للتصنيع بعد أن تم تأهيلهم وصقل مهاراتهم فى التعامل مع هذه الأنواع من الشبكات والطاقات المتجددة.

المدير التنفيذى للشركة العربية للطاقة المتجددة، أوضحت أن «الهيئة لديها 2 توربينة رياح فى منطقة الزعفرانة منذ عام 2013 قبل إنشاء الشركة، وإلى الآن لاتزالا موجودتين وتقوم الشركة بأعمال الصيانة الدورية لهما، والهيئة العربية للتصنيع دائما ما يتوفر لديها رؤية سباقة وتعمل وفق منهج علمى».

«م. غادة»، لفتت إلى أن «الشركة مؤهلة للعمل فى مجالين من مجالات الطاقة المتجددة وهما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولكن نظرا لمتطلبات السوق المحلى والخارجى فإن الشركة ينصب اهتمامها على مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك لسهولة إنشاء موقع للطاقة الشمسية نظرا لعدم التقيد بموقع معين، فمن الممكن إنشاء محطة فى أى موقع، وهو ما لا يتوفر فى طاقة الرياح التى تطلب اختيار مكان مناسب يمتاز بسرعات الرياح العالية حتى تستطيع التوربينات الدوران ومن ثم إنتاج الكهرباء».

وعن مجال إنشاء محطة طاقة شمسية فى المنزل، أوضحت «م. غادة»، أن «المشروع يبدأ من خلال مرحلة المعاينة، والتى يتم خلالها التأكد من جاهزية سطح المنزل لإنشاء محطة طاقة شمسية عليه عبر مراقبة ارتفاع المبنى مقارنة بالمبانى المجاورة والتأكد من عدم وجود أى حواجز تعوق وصول أشعة الشمس إلى مكان إنشاء المحطة، وهو ما يميز إنشاء محطات الطاقة الشمسية، على عكس محطات إنتاج الطاقة بالرياح، لذلك نجد أن أغلب التوربينات المخصصة لإنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح المتجددة موجودة فى مناطق الزعفرانة وجبل الزيت، وذلك لتكون مشرفة على سواحل البحر الأحمر وهى المناطق الأكثر  نشاطاً للرياح فى مصر».

كذلك، كشفت المدير التنفيذى للشركة العربية للطاقة المتجددة، أن «هناك العديد من تطبيقات الطاقة الشمسية التى تقوم الشركة بإنشائها، فهناك تطبيقات مرتبطة بالشبكة وأخرى غير مرتبطة بها؛ حيث تعمل على بطاريات أو ديزل أو غيرها من الطرق غير المرتبطة بالشبكة، فأصبحنا نرى اليوم عبر مختلف الطرق السريعة بالمحافظات الاعتماد على أعمدة إنارة تعمل بالطاقه الشمسية، وكذلك أنظمة رى حديث بجانب عدد من أنظمة الطاقة الشمسية المصممة لتغذية أبراج شبكات المحمول والاتصالات، والشركة تضم بين كوادرها الشابة فريقًا خاصا بالتصميمات وفرقا متخصصة فى التنفيذ والتركيبات».

وأكملت: شركة الطاقة التابعة للهيئة العربية للتصنيع تعد من أولى الجهات المتخصصة فى مشروعات الطاقة المتجددة التى تعاونت مع مختلف جهات الدولة فى هذا الصدد، لعل أبرزها وزارة الكهرباء، فقد صممت الشركة أول محطة طاقة شمسية خارج الهيئة كانت لصالح وزارة الكهرباء، ومن أهم المشروعات التى قامت الشركة بتنفيذها محطات الطاقة الشمسية التى زود بها المتحف المصرى الكبير الذى سيفتتح خلال العام الحالى، فضلا عن تزويد كافة مبانى «الكيان العسكري» بالعاصمة الإدارية الجديدة بمحطات طاقة شمسية، وتعمل الشركة حاليا فى إنشاء 6 محطات فى شركة أبوقير للأسمدة فى الإسكندرية بقدرة إجمالية تصل إلى 2.6 ميجا كمرحلة أولى ، كما قامت الشركة أيضا بعمل محطة لصالح شركة إينى الإيطالية فى إحدى مناطق الامتياز الخاصة بها فى منطقة أبورديس بقدرة تصل إلى 6 ميجا، هذا إلى جانب إنشاء محطات الطاقة الشمسية لكافة مصانع الهيئة العربية للتصنيع بما فيها الجهاز التنفيذى للهيئة».

ولفتت «م. غادة»، الانتباه إلى أن «مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة من الممكن أن تحل محل الطاقة الكهربائية التقليدية، ولكن تحتاج إلى مساحات واسعة وكبيرة، فضلا عن تكلفتها الباهظة التى ستتجاوز الطرق التقليدية فى إنتاج الطاقة الكهربائية، كما أن الطرق التقليدية فى إنتاج الكهرباء تمتاز بتوفير الاستقرار فى جهد الشبكة القومية للكهرباء على عكس المحطات التى تعتمد على الرياح والشمس فى إنتاج الكهرباء والتى تختلف باختلاف سرعة الرياح وشدة سطوع الشمس».

كذلك، أكدت أن «الشركة تساهم فى تعزيز إنتاج الطاقة فى مصر عن طريق المشاركة فى العديد من المشروعات التى تنتجها الدولة، كما أن المشاركة لا تقتصر فقط على القطاع الحكومى ولكن تتوسع الشركة حاليا فى مشروعات تابعة للقطاع الخاص بتزويدها بمحطات طاقة شمسية، الأمر الذى يساهم فى تقليل الاستهلاك لصالح الشبكة القومية للكهرباء، وكذلك تقوم بالتخفيف على الدولة عبء توفير عدد معين من الكيلو وات / ساعة من الكهرباء خلال اليوم».

وتمر خطوط الإنتاج داخل الشركة بمتابعة وتطوير مستمرين وذلك لتحديث إنتاج الشركة ومواكبة لأحدث ما توصل إليه العالم حاليا فى مجال الطاقة المتجددة، وبالفعل وقعت الشركة عقدا مع إحدى الشركات الأوروبية السويدية الرائدة والمتخصصة فى هذا المجال لعمل خط إنتاج بالشركة لمحطات تنتج 1 جيجا وات من الطاقة، ومن المخطط أن تنتهى أعمال التركيب فى نهاية العام الحالى؛ لتبدأ الشركة فى الإنتاج بداية من العام المقبل، والجدير بالذكر أن 100 فى المائة من إنتاج الخط الجديد سيكون من نصيب التصدير لعدد من الدول الأوروبية، كما أن الشركة بصدد توقيع تعاقد مع إحدى الشركات العمانية لتدشين خط إنتاج آخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرات 100 ميجا وات سنويا سيتم تقسيم إنتاجه ما بين السوق المحلى والتصدير لعدد من الدول الإفريقية.

وبالحديث عن التصدير للقارة السمراء أكدت «م. غادة»، أن «الدولة المصرية تقدم دعما لبعض الدول الإفريقية إيمانا منها بأهمية البعد الإفريقى للأمن القومى المصرى؛ لذلك تقوم بتقديم بعض المشروعات فى مجال الطاقة لحل أزمات الكهرباء المنتشرة داخل الكثير من دول القارة الإفريقية، وهو ما يجسد عبقرية الدولة المصرية فى التعامل مع أشقائها من الدول الإفريقية، لذلك قامت الشركة بتوجيهات من القيادة السياسية بعمل عدد من المحطات للطاقة الشمسية ببعض الدول الإفريقية لتوفير طاقة صديقة للبيئة وغير ضارة للمناخ، وانتهت الشركة من إنشاء محطة طاقة شمسية بدولة أوغندا بقدرة 4 ميجا وات، وتعمل حاليا الشركة فى إنشاء محطة بدولة جيبوتى، كما أن الشركة بصدد التعاقد على تدشين محطات أخرى فى بعض الدول المجاورة للمساهمة فى عملية التنمية وإعادة الإعمار».

وتابعت: يحصل إنتاج شركة الطاقة من الألواح الشمسية على شهادات الاعتماد من جهات الدولة المختلفة على رأسها وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة النظيفة والمتجددة، الأمر الذى يوفر المصداقية للتعامل بهذه الألواح سواء محليًا أو فى الأسواق الخارجية، وقد انفردت الشركة أيضا بأنها أول من أدخل محطات الطاقة الشمسية فى مدينة شرم الشيخ خاصة فى أعمدة الإنارة التى تزين طرقات وشوارع مدينة السلام، ثم تعاونت مع عدد من المدن والمحافظات الأخرى كمحافظة بورسعيد، فضلا عن تزويد محور 30 يونيو بأعمدة إنارة تعمل من خلال ألواح شمسية، وكذا منطقة الساحل الشمالى وفى صعيد مصر بمحافظة أسيوط، فالشركة تتوسع فى كافة ربوع مصر بإنتاجها سواء أعمدة الإنارة أو محطات الطاقة الشمسية». مضيفة أن من أبرز مشروعات التعاون مع الجهات المختلفة هو التعاون مع هيئة الإسعاف المصرية حيث إن نقاط الإسعاف عادة ما تكون منعزلة، فكانت تعانى من صعوبة توصيل الطاقة الكهربائية لها، وساهمت محطات الطاقة الشمسية فى توصيل الكهرباء لأكثر من 100 موقع منعزل».

وشددت «م. غادة» على أن شركة الطاقة وكافة مصانع الهيئة العربية للتصنيع دائما ما تضع نصب أعينها «تعميق التصنيع المحلى»، وذلك تنفيذا لرؤية القيادة السياسية وتوجيهات رئيس الهيئة، لذلك تسعى الشركة حاليا لعمل شراكات مع كافة الشركات التى تقوم بتصنيع كافة مستلزمات الإنتاج داخل مصر سواء على مستوى الألواح الزجاجية أو الإطار الألومنيوم، والذى تقوم بتصنيعه حاليا إحدى الشركات التابعة للاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعتبر عملية تصميم اللوح الشمسي، نواة التصنيع لهذا النوع من الصناعات وتضم شركة الطاقة عددا كبيرا من العناصر المميزة فى التصميمات الهندسية للألواح الشمسية، فهناك بعض المحطات التى تعمل بنظام تخزين الطاقة المولدة من الألواح الشمسية فى بطاريات للعمل بها حال انقطاع التيار التقليدى، فضلا عن إمكانية العمل من خلال الطاقة المنتجة عبر المحولات الكهربائية التى تستخدم الوقود، بجانب احتياج المحطات فى بعض الأوقات لمصدر تغذية عبر طاقة الرياح، كل هذه التداخلات تحتاج إلى نظام تحكم معقد يعتبر هو الأهم بين مكونات المحطة.

كذلك، لفتت المدير التنفيذى للشركة العربية للطاقة المتجددة، إلى أن المحطات التى تنتجها الشركة والتى زود بها المتحف المصرى الكبير ساهمت فى خفض انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون بنسبة 1000 طن انبعاثات سنويا فى الهواء بنسبة كبيرة جدا نظرا للاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما يوازى زراعة عدد كبير من الأشجار يصل إلى 50 ألف شجرة سنويا، مشيرة إلى أن الشركة تضم 104 أفراد، ما بين مهندسين وفنيين وعمال جميعهم مكلفون بأكثر من مهمة داخل الشركة من أجل تحقيق أقصى استفادة من الوقت لصالح العمل والإنتاج.

«م. غادة»، انتقلت بعد ذلك للحديث عن المحطات التى أنتجتها الشركة، وقالت: إنتاج الشركة من محطات وألواح الطاقة الشمسية داخل السوق المحلى يفوق 300 محطة، فضلا عن استحواذ الشركة على أكثر من 70 فى المائة من سوق أعمدة الإنارة فى مصر، والشركة لا تقوم بعملية بيع الكهرباء ولكن يقتصر دورها فقط على تصميم وتركيب المحطة فقط؛ حيث إن عملية بيع الكهرباء تحتاج إلى أى حزمة استثمارية كبيرة، كما أن الشركة تحقق خطوات ثابتة فى طريق النجاح، وهو ما تؤكده أرقام المعدلات؛ حيث يزيد ربح الشركة سنويا بمعدلات كبيرة، الأمر الذى يدل على زيادة نسبة الإقبال على منتجات الشركة.

وفيما يتعلق بمعايير اختيار الكوادر البشرية بالشركة أوضحت «م. غادة»، أنه عند إجراء المقابلات مع المتقدمين لشغل وظيفة يراعى اختيار الأشخاص الراغبين فى أن يصبحوا جزءا من فريق لا منْ يبحثون عن وظيفة فحسب، فضلا عن الاعتماد على الكفاءات العالية والمؤهلة على المستوى العلمى وذلك لضمان تحقيق أفضل النتائج.

وتحدثت المدير التنفيذى للشركة العربية للطاقة المتجددة،عن الطاقة الإنتاجية للشركة، لافتة إلى أن خط الإنتاج الحالى ينتج 52 ميجا وات خلال العام مع الحرص على زيادة هذا المعدل مستقبلا من خلال إضافة خطوط إنتاج جديدة، كما ذكرنا مسبقا الخط الأوروبى والخط العمانى، موضحة أن الشركة دائما ما تعتمد على أفضل التقنيات فى التصنيع، فالخط الحالى هو خط أوروبى أيضا إيطالى الجنسية كان الأفضل فى العالم وقت تركيبه، وتعتبر الشركة الإيطالية المصنعة له من أفضل الشركات التى تنتج خطوط إنتاج لتصنيع الألواح الشمسية، وكذلك الخطوط الجديدة المتعاقد عليها تعتمد على أحدث التقنيات، فهى خطوط آلية بالكامل على عكس الخط الإيطالى الذى كان يعتبر نصف آلى، وتعتبر الخطوط الآلية بالكامل أفضل كثيرا كونها تقلل الخطأ البشرى قدر الإمكان مما يزيد من جودة المنتج، كما أن الخطوط الجديدة تمتلك كافة التقنيات الحديثة فى تصنيع وتهيئة الخلايا الشمسية المتمتعة بأحدث التقنيات على مستوى العالم.

«إبداع.. إتقان.. تدريب».. ثلاثية النجاح فى «خطوط الإنتاج»

من داخل خط الإنتاج كانت «المصور» شاهدة على خلية عمل لا تتوقف، فقد كانت الألواح تصطف داخل خط الإنتاج ينصب عليها عشرات العمال فى مراحل مختلفة كُلٌّ يؤدى واجبه وعمله فى تناغم وتكامل فريد، وبين هؤلاء، يقف عمر عبدالتواب، مهندس خط إنتاج ألواح الطاقة الشمسية بشركة الطاقة المتجددة، والذى قال: خط الإنتاج له قدرة 52 ميجا وات سنويا يعمل من خلال 3 ورديات على مدار اليوم فى حالات ضغط الطلبيات، وقد بدأ هذا الخط فى الإنتاج منذ عام 2015 بإنتاج لوح شمسى بقدرة 250 وات، ومع تطور الخلايا الفوتوفولتية وصلت تلك القدرة حاليا إلى 400 وات للوح الشمسى الواحد، وهذا الخط يعتبر الأول داخل مصر الذى يقوم بإنتاج النوع الأعلى من التقليدى فى الألواح الشمسية.

«م. عمر»، أضاف: يمر إنتاج اللوح الشمسى بـ12 مرحلة مختلفة، ويضم الخط 14 فنيا من فنيى شركة الطاقة، جميعهم تم تدريبهم وتأهيلهم على يد الخبراء الإيطاليين التابعين للشركة المصنعة لماكينات الخط على كافة المراحل التى يمر بها اللوح الشمسى داخل الخط، وهناك بعض الخطوات اليدوية التى تجرى على اللوح الشمسى أثناء تصنيعه يتم تدريب الفنيين عليها فى معهد التكنولوجيا الخاص بالهيئة العربية للتصنيع عبر دورات تدريبية دورية، كما أن هناك أجزاء من الخط تعمل بشكل آلى والبعض الآخر بشكل يدوى، وتستغرق عملية إنتاج اللوح الشمسى داخل الخط مدة 23 دقيقة فقط، لتصل إنتاجية الخط فى الوردية الواحدة 120 لوحا شمسيا، وتبدأ مراحل التصنيع بفحص مكونات اللوح الشمسى تجنبا لظهور مشكلات أثناء عملية الإنتاج، وأريد أن أشير هنا إلى أن اختيار الفنيين العاملين بالخط يتم طبقا للتخصص سواء كان كهرباء أو ميكانيكا، وذلك لضمان تخصيص الفنيين المختصين للعمل على الماكينات المختلفة داخل الخط.

«م. عمر»، شدد على أنه «يكفى لأى فرد سواء كان مهندسا أو فنيا أن يعمل فى إحدى الجهات التابعة للهيئة العربية للتصنيع، نظرا للقدرات الهائلة التى تمتلكها كافة مصانع وشركات الهيئة وكذا التاريخ الطويل الذى يمتد لعقود طويلة فى الصناعة، فضلا عن المصداقية فى التعامل مع العميل وجودة المنتج الذى يحمل شعار شركات ومصانع الهيئة العربية للتصنيع».

على شعبان، أحد الفنيين داخل خط إنتاج ألواح الطاقة الشمسية، أكد أن «العمل داخل الشركة أضاف له الكثير من المهارات والخبرات فى التعامل مع ألواح الطاقة الشمسية باعتباره مجالا واعدا وله مستقبل مشرق، حيث يتجه العالم حاليا للتوسع فى الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة»، موضحا أن «الدورات التدريبية لا تتوقف داخل الشركة سواء تابعة للهيئة العربية للتصنيع أو دورات داخلية تابعة للشركة من أجل صقل مهارات العاملين على الخط وتزويدهم بأحدث ما توصلت إليه نظم التصنيع العالمية، كما أن كافة الفنيين مؤهلون للعمل على أكثر من مرحلة وأكثر من ماكينة داخل الخط، وذلك يظهر خلال ساعات الذروة فى الإنتاج».

فيما أعرب رءوف حسين، أحد الفنيين بخط إنتاج ألواح الطاقة الشمسية، الذى التحق للعمل بالشركة عقب انتهاء دراسته بإحدى المدارس التابعة للإنتاج الحربى، الأمر الذى ساعده لسرعة التأقلم على نظام العمل داخل الهيئة العربية للتصنيع، عن سعادته بالعمل فى شركة الطاقة، والتى ساهمت فى تطوير مهاراته فى مجال الطاقة المتجددة عامة والطاقة الشمسية خاصة، أوضح أن «روح العمل داخل خط الإنتاج مميزة، وتشهد تعاونا بين الجميع لإنتاج الألواح الشمسية بجودة عالية». أما أحمد عبد الصبور، أحد الفنيين فى خط إنتاج ألواح الطاقة الشمسية، والمسئول عن اختبار قدرة اللوح عقب إنتاجه، ومن أوائل العاملين داخل الشركة، فأكد أن «عمله يختص بعمل الاختبارات والقياسات المطلوبة على الألواح للتأكد من جودة ودقة توصيلها»، مضيفًا أنه قلما ما يصادف ألواحا غير مطابقة لقياسات التوصيل فهى نسبة لا تتخطى 1 كل 1000 لوح، وذلك نظرا للدقة والحرص الشديد على التركيز فى مراحل الإنتاج كافة».

 
 

الاكثر قراءة