رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أحمد زكى 86


12-9-2025 | 15:30

.

طباعة
بقلـم: يوسف القعيد

هذا كتاب كتبه الشاب محمد توفيق، ويهدي الكتاب إلى قلب أحمد زكي، وشجاعة وحيد حامد، ورؤية عاطف الطيب. والفصل الأول عنوانه: لماذا أحمد زكي؟ ولماذا 86؟. ويكتُب مثل أي فيلم سينمائي: سنجد نجم شباك يتصدر الأفيش. وأبطالاً وضيوف شرف، وأدواراً ثانوية، وموسيقى تصويرية ولوكيشن ومنتجاً.

وستجد في هذا الكتاب ضيوف شرف كِباراً أمثال: فاتن حمامة، وعادل إمام، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز، ويحيى الفخراني، ونبيلة عبيد، ومديحة كامل، وسمير غانم، وسعيد صالح، وحسن عابدين، ورغدة، وإيناس الدغيدي، وعمَّار الشريعي. الذي يمكنك أن تختار إحدى مقطوعاته التي تسكن قلبك ويتردد صداها في أذنك لتصحبك طوال الكتاب.

 

وهناك ظهور خاص لعدد كبير من نجوم الستينيات الذين مازالوا قادرين على العطاء في الثمانينيات أمثال: نجيب محفوظ، وصلاح أبو سيف، وإحسان عبد القدوس، ومحمد حسنين هيكل، ومصطفى أمين، وصالح مرسي، وفتحي غانم، ومحمود عوض، وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب.

ويسأل المؤلف نفسه:

- لماذا أحمد زكي الآن؟

ويعترف أنه لا يملك جواباً قاطعاً. وإن كان يقول: لأنه يسكن في مساحة من القلب لم يذهب إليها فنانٌ سواه. ليس لأنه الأفضل أو الأشهر أو الأذكى، فربما تلك الألقاب تجد كثيرين ينازعونه عليها ويتفقون عليه، لكن لأنه الأصدق. وكما وصفه خيري شلبي – والمؤلف يكتب اسمه مسبوقاً بكلمة عمِّنا – الذي كتب عن أحمد زكي أنه خامة نادرة من الأحجار الكريمة من الياقوت والمرجان واللؤلؤ والزمُرُّد. وصاحب مدرسة التشخيص الكُبرى. تلك المدرسة التي تجعله يبدو بين الممثلين على أنه مشخِّص، ويتميز بين المشخصين، وهم قلة نادرة بأنه نحَّات.

ويعترف المؤلف محمد توفيق، وربما أشعر بأننا مدينون له باعتذار لأننا لم نضعه في المكانة التي يستحقها وهو بيننا كعادتنا. أدركنا أهميته بعد رحيله وعرفنا قيمته بعد غيابه. كان يصرخ ولا نسمعه. يغضب ولا يجد من يحتويه. ولا يظهر إلا للحديث عن فيلمٍ جديد. فلم يُنشر خبرٌ عنه في حياته عن سيارته الجديدة، أو ملابسه الفاخرة، أو طلَّته التي سيظهر بها في مهرجان القاهرة السينمائي.

بل كان يومه منصباً فقط على فنه. وإذا خرج في رحلة بحثٍ عن ملابس جديدة فغالباً كان يبحث عن ملابس تناسب الشخصية التي سيؤديها. وإذا صادفته في الشارع ستجده يرتدي البنطلون الجينز والتيشيرت والصندل، ويُغطي وجهه بنظارة سوداء كبيرة حتى لا يتعرف عليه أحد. ويراقب هو أفعال الناس وأنماط سلوكهم التي يجسدها على الشاشة.

ورغم كل النجاحات التي حققها لم يتملكه يوماً إحساس النجم، فالناقد الرابض بداخله لم يرض عنه أبداً. ولم يجعله يشعر بالراحة. ولم يشعره بأنه نجم مطلقاً. ولم يمنحه قوة يضرب بها الأرض فخراً. ولم يسمح له أن يقف أمام المرآة مزهواً بنفسه. ولم يمنحه فرصة الاستمتاع بطعم النجاح. ولم يجعله يذوق حلاوة الشعور بنصرٍ حاسم في معركة فاصلة. بل جعله يبحث دائماً عن أوجه النقص في الأداء، لا أوجه الإجادة والكمال.

ويتوقف المؤلف أمام عام 1986 الذي قدم فيه البطل أحمد زكي “زوجة رجل مهم”، و”أربعة في مهمة رسمية”، و”المخطوفة”. وكان يُعرض له في دور العرض: البرىء، والبداية، وشادر السمك، والحب فوق هضبة الهرم. وفيلمان من نتاجات السنة السابقة هما: سعد اليتيم، والراقصة والطبَّال.

إنه كتاب مهم يقع في 320 صفحة من القطع المتوسط، ومؤلفه صحفي من مؤلفاته الأخرى: أيام صلاح جاهين، ومصر بتلعب، وأحمد رجب ضحكة المصريين، والغباء السياسي، والخال، وعلي وصفية، والملك والكتابة. وقدَّم برامج عن أحمد رجب وعبدالرحمن الأبنودي، وسمير عطا الله، وعادل حمودة، ومحمد العزبي، وإبراهيم عيسى، ومحمد المخزنجي، وأحمد خالد توفيق، ورشاد كامل، وعمر طه.

ويتوقف أمام عرض فيلم: البرىء في دور السينما، وما قام به أحمد زكي خلال تصويره. ويؤكد أن ما فعله أحمد زكي في هذا الفيلم جعل الجميع يتعجبون. الجمهور والنُقَّاد وزملاءه والمخرج نفسه. فحين رأى عاطف الطيب جندياً قادماً عليه من بعيد أخذ يبحث عن أحمد زكي ليراه كي يسير مثله. ولكن عندما اقترب منه فوجئ أن القادم إليه هو أحمد زكي نفسه.

يكتب المؤلف عن إقبال الجماهير على فيلم البرىء، رغم أن النُقاد اختلفوا حول تفسير ما جرى فيه، فرأى البعض أن هذا الإقبال بادرة أمل في سينما جديدة، وهناك من رأوا أن الناس ذهبوا من أجل أحمد زكي ومحمود عبد العزيز وإلهام شاهين، وغيرهم من نجوم الفيلم. وهناك من ذهب إلى أن الجمهور أحب سينما عاطف الطيب ووحيد حامد.

إنه كتاب مهم نشرته دار ريشة للنشر والتوزيع.

    كلمات البحث
  • كتاب
  • أحمد
  • زكى
  • 86
  • ضيوف
  • شرف

أخبار الساعة