في قلب البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، يقف عمود مرنبتاح شامخًا، كأنما لا يزال يروي بفخر حكاية ملك لم يخضع، ووطن دافع عن حدوده بشجاعة.
يُعد هذا العمود من أهم القطع الأثرية الباقية من عصر الملك مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وابن الملك العظيم رمسيس الثاني، وهو شاهد فريد على قوة الدولة المصرية في أوج عظمتها، وعلى ما بلغته من فنون معمارية ودلالات رمزية.
يُعد عمود مرنبتاح من أهم القطع الأثرية الباقية من رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، حيث اكتشفت إحدى البعثات الأجنبية عمود مرنبتاح في مارس عام1970، من خلال عملية التنقيب عن معابد مدينة "أون" الأثرية بمنطقة عرب الحصن بالمطرية.
تم صناعة عمود مرنتاح من الطوب الرملي، والجرانيت الأحمر، بلغ وزنه 10طن، أما ارتفاعه 5,60م.
نُقش على عمود مرنبتاح بعض من كتابات اللغة الهيروغليفية، ويتزين بالحفر الغائر، فيحتوي علي نص من أربع سطورعن انتصارالملك الباسل مرنبتاح علي الليبيين حيث يُعد حدث تاريخي عظيم، في العام الخامس من عهده من حوالي 1208ق.م، وكان ذلك في حدود الدلتا الغربية، فهي تعتبر من أشهر المعارك الحربية الخالدة في عصر الرعامسة وخلال عصر الدولة الحديثة.
نُقل عمود مرنبتاح من مكانه بمنطقة عرب الحصن إلى منطقة القلعة فى عام 2006، وتم ترميمه وظل موجودًا بالقلعة حتي عام 2018، عندما قامت إدارة الترميم الأولى، بنقل عمود مرنبتاح إلي المتحف المصري الكبير ليصبح مكان عرضه الدائم بالبهو العظيم بالمتحف الكبير.
والجدير بالذكر إن الملك مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر، فهو ابن الملك رمسيس الثاني والملكة إست نفرت، فهو الإبن الثالث عشر لأبيه، تولي الحكم وهو في الستين أو السبعين من عمره، خاض حملات عسكرية كثيرة وأشهرهم حملته على الليبيين، وكان سبب الحملة هو مساعدة الليبيين لشعوب البحر على غزو مصر من الغرب، وانتصر عليهم.
استمر حكم الملك مرنبتاح لمدة عشر سنوات، نقل عاصمة برمسيس إلي ممفيس لتكون عاصمة مصر، وبني قصر ملكي بجوار معبد بتاح.