رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

لعبة الوقت فى هدنة غزة!


24-7-2025 | 18:12

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

الاتفاق الوشيك لهدنة غزة لم يتحقق بعد، كما بشر ترامب، ومضت أسابيع ولم تتحقق تلك الصفقة التى كان يراها الرئيس الأمريكى قريبة جدا.. وهناك من يرى أن هذه الهدنة أو الصفقة بلغة ترامب أمامها بعض الوقت حتى تتم رغم أن نتنياهو رفع مستوى المفاوضين الإسرائيليين وأبقاهم فى الدوحة ليستمروا فى التفاوض غير المباشر مع حماس.. وهؤلاء يرون أن نتنياهو يستهلك وقتا يحتاجه الآن حتى ينتهى انعقاد الكنيست ويبدأ إجازته الصيفية، ففى خلال هذه الإجازة ستكون حكومته فى مأمن من الحل إذا ما خرج منها وزراء أحزاب اليمين الدينى المتطرف، التى هددت بهذا الانسحاب إذا ما أبرم نتنياهو صفقة الهدنة، التى يتم طبخها الآن على نار هادئة من الجانب الإسرائيلى. فكلما تم التوافق على بند من بنود الاتفاق أثار خلافات حول بنود أخرى وطرح مطالب إضافية..

وهناك من يرى أن نتنياهو ليس وحده الذى يمارس لعبة استهلاك الوقت فى مفاوضات هدنة غزة.. وهم يؤكدون استنتاجهم هذا بالهدوء، الذى يمارسه ترامب ومبعوثه فى الشرق الأوسط ويتكوف فى إدارة وتسيير المفاوضات، بينما كان من قبل الأمريكان يهددون حماس وأهل غزة بالويل والثبور وعظائم الأمور.. فإن ترامب الذى يحلم بالفوز بجائزة نوبل للسلام يهمه أن يحل موعد حسم الجائزة، وهناك وقفا لإطلاق النار فى القطاع، وهذا الموعد هو شهر أكتوبر، وبالتالى سيكون ملائما لترامب بدء تنفيذ الصفقة خلال شهر أغسطس ليحل شهر أكتوبر وهناك وقف لإطلاق النار، فيما تبقى من هدنة الستين يوما..

وهكذا من مصلحة نتنياهو وترامب تأجيل صفقة وقف إطلاق النار فى غزة بعض الوقت.. الأول ليضمن تأمين بقاء حكومته وحمايتها من الحل، والثانى ليعزز بوقف إطلاق النار فى غزة حصوله على جائزة نوبل للسلام، التى كان الأمريكان الأكثر فوزا بها، رغم أنهم الأكثر تهديدا للسلام فى المعمورة!

غير أن هنأك من يرى أن لعبة استهلاك الوقت قد استهوت نتنياهو ليستمر فى ممارستها طوال الوقت لينسف فرص التوصل إلى اتفاق الهدنة فى قطاع غزة.. ويشكك هؤلاء فى جدية نتنياهو ورغبته فى التوصل إلى هدنة، ويعززون استنتاجهم هذا بما يجرى فى مفاوضات قطر الجارية الآن بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء العرب والوسيط الأمريكى.

وحتى الآن ثمة خلافات فى المفاوضات حول عدد من البنود:

أولها: البند الخاص بمساحات انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضى القطاع، رغم تقدم الجانب الإسرائيلى بخرائط جديدة. وثانيها: قوات إدخال المساعدات لأهالى القطاع وتوزيع هذه المساعدات ومن يتولى ذلك، ثالثها أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إفراج حماس عن المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع، حيث تطالب حماس بالإفراج عن عدد من الشخصيات الفلسطينية القيادية..

وبالطبع سوف يتم التحقق من كل هذه الافتراضات والتوقعات بانتهاء هذا الشهر وحلول شهر أغسطس دون التوصل إلى اتفاق الهدنة المنتظر.. وحتى الآن مازال الجانب الأمريكى يروج لآمال الانتهاء من صياغة هذا الاتفاق بعد تذليل كل العقبات التى تعترضه، وتجاوز الخلافات حوله والتوصل إلى حلول وسط لها

وثمة أمور ضاغطة فى هذا الاتجاه أهمها ضغوط داخلية إسرائيلية من أهالى الأسرى، ومن قيادة قوات الاحتلال التى ترى أنها استنفدت كل أهدافها العسكرية وغير العسكرية فى القطاع وحان الوقت لوقف القتال، وثمة ضغوط خارجية أيضا من قبل العديد من الدول والحكومات، وأيضًا المنظمات الدولية لإنقاذ أهل غزة من المجاعة التى يتعرضون لها الآن بقسوة بالغة ووحشية كبيرة.

ولذلك قد يضطر نتنياهو أن يتوقف عن لعبة استهلاك الوقت بعد أن يطمئن على مستقبل حكومته، ويضمن استمرارها، ويحمى نفسه من السجن!

 

 
    كلمات البحث
  • هدنة
  • غزة
  • ترامب
  • نتنياهو
  • حماس

أخبار الساعة

الاكثر قراءة