إنها ساعة الحسم التى شهدها الشارع المصرى فى الثلاثين من يونيو 2013 عندما نزل نحو 30 مليون متظاهر يطالبون برحيل محمد مرسى، بعد أن أمضى عاما واحدا فى الحكم متهمين إياه بالفشل فى إدارة البلاد، وجرى ترديد شعارات «يسقط حكم المرشد، ويسقط تجار الدين». وفى الثالث من يوليو أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى إنهاء حكم الإخوان وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور.
قادت المظاهرات القوى المؤيدة للرئيس السيسى، وحملت شعارات نبذ العنف، والدفاع عن الشرعية. إنها ثورة الإصلاح وإعادة الأمور إلى نصابها، ثورة تحررية بناءة نزل لتأييدها ملايين من الشعب من أجل عزل الحكم البائد الذى كان يقوده محمد مرسى. إنها الثورة التى قادها بحكمة وروِية وزير الدفاع وقتئذ الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وانضمت إليها الأحزاب وحركات المعارضة. إنها الثورة الأبيّة التى قامت من أجل الإصلاح فى كل المجالات؛ الاقتصاد والسياسة والتعليم والإعلام. من أجل إنقاذ مصر والأخذ بيدها وهى التى كانت تعانى وقتئذ من تعثر اقتصادى ونقص فى الطاقة، والانعدام الأمنى، بالإضافة إلى مشاكل دبلوماسية بما فيها بناء السدود الإثيوبية على طول نهر النيل، وما يشكله هذا من تهديد لحصة مصر من المياه.
إنها الثورة الرائدة التى قامت من أجل إصلاح الأمور وانتشال مصر من التعثر الذى كاد يؤدى بها إلى التهلكة. ثورة مباركة كانت بداية لحقبة جديدة فى تاريخ مصر. جاءت لتصحيح المسار، ولكى تؤكد للعالم أن مصر عصية على الانكسار والسقوط مهما مرت بها الأزمات والمحن وذلك بفضل أبنائها البررة، وبفضل جيشها العظيم وشرطتها الحامية. ثورة أرست ثقل مصر وثقل منْ قادها. ثورة جاءت من أجل تلبية طموحات وآمال شعبها. ثورة تحققت بإرادة المصريين الفولاذية. وجاءت بها الأقدار فى فترة حرجة؛ لتسقط بقيامها مخططات الجماعات الإرهابية التى أرادت اختطاف الدولة وطمس هويتها، ولكى تنتصر إرادة الشعب المصرى على غرور وغطرسة فئة الإخوان الباغية، التى تاجرت بالدين كوسيلة للوصول إلى الحكم، وتحدت حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخابات، وهو ما أثار غضب قضاة مصر والقوى السياسية، بل والشارع المصرى بكل أطيافه.
كانت الطامة الكبرى فى القرارات التى اتخذها محمد مرسى لا سيما عندما أصدر إعلانا دستوريا مكملا منح نفسه من خلاله مزيدا من السلطات وحصّن قراراته من الطعن عليها قضائيا، ومنع حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وهى الخطوة التى أشعلت فتيل الاحتجاجات فى الشارع المصرى؛ ليتحرك الإخوان ضد المتظاهرين وتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، والتى استخدم فيها الإخوان الأسلحة مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
تنمرت الجماعة الإرهابية ضد أطياف الشعب المصري، وأعلنت عداءها الواضح للإعلام والصحافة، ومضت فى استفزاز قضاة مصر الأجلاء، وتعدت على استقلالية السلطة القضائية، وقامت بعزل النائب العام وهو ما أثار حالة من الغضب داخل الأوساط القضائية فبادروا بالرد على ما يحدث فى الساحة، وانتهت المعركة بانتصار إرادة القضاء.
وعوضا عن ذلك لجأت الجماعة الإرهابية إلى استغلال الشعارات الدينية فى محاولة لدغدغة مشاعر المصريين، غير أن المحاولة باءت بالخذلان أمام صمود القضاء. وعقب ذلك بدأ الشباب فى التمرد على الواقع السيئ الذى فرضه الإخوان الذين حاولوا التشبث بالحكم، إلا أن إرادة شعب مصر هى التى انتصرت وأودت بحكم الإخوان ورئيسهم، ولم يستسلم الإخوان وبادروا بحشد أنصارهم وهددوا المصريين بالقتل والسحل.
ظل الشعب المصرى صامدا وقامت القوات المسلحة والشرطة المصرية ببطولات كثيرة وتضحيات فى مواجهة الإرهاب الأسود لجماعة الإخوان، ونجحت الدولة المصرية فى القضاء على هذه الجماعة، ونجح الرواد الأبطال بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى إعادة الاستقرار والأمن بعد فترة سادتها الفوضى العارمة والعنف. نجحت مصر فى الخروج من هذا التعثر وتكاتف الشعب خلف قيادته، وتم إعداد دستور 2014، وتم إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية. ونجحت الدولة وخطت خطوات كبيرة نحو الإصلاح الاقتصادى ، والدفع بعملية الإنتاج والنمو.
وحققت الدولة المصرية، المزيد من الإنجازات فى مختلف المجالات. وكان النتاج مثمرا حيث شهدت مصر طفرة اقتصادية رائعة ارتفع معها معدل النمو الاقتصادى، وبذلك أثبتت مصر أنها قادرة على مواجهة كل التحديات، وعلى الاستمرار فى معركة البناء والتنمية.
