رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عداء «الإرهابية» للدولة المصرية لن ينتهى


19-6-2025 | 19:15

.

طباعة
بقلـم: طارق أبو السعد

تزرع جماعة الإخوان فى أعضائها كراهية الوطن، وتنشئهم على محاربة مؤسساته، واختراقها من الداخل لتوظيفها لأغراض الجماعة التى باتت واضحةً للجميع، وهى هدم الدولة ومطاردة الشعب وإجباره على تبنى أفكار الجماعة بالقوة والعنف، والواقع يكشف حيلهم، فما دخلوا دولة إلا خربوها وأفسدوها وأضعفوها، فلم تعد تملك قرارها ولم تعد قادرة أن تحمى شعبها وحدودها.

يعتاش الإخوان حاليًا على فكرة الثأر من الدولة المصرية شعبًا وحكومةً؛ لأنهما وقفا أمام التنظيم الشيطانى العميل وكشفا مخططاته، وأوقفا توغله فى المجتمع المصرى فى ثورة شعبية مجيدة فى 30 يونيو 2013، ومنذ هذا التاريخ والجماعة تستخدم أى قضية للعودة للمشهد لاستكمال دورهم التخريبي، وآخر محاولاتهم الفاشلة والبائسة ركوب القضية الفلسطينية.

القافلة طروادة

فبدلاً من مساندة الغزاويين المحاصرين بفضح جرائم إسرائيل، شغل الإخوان العالم بدعاية كاذبة ضد مصر كأنها هى من تقصف الفلسطينيين لا إسرائيل، ثم زعموا أنها تحاصر غزة والفلسطينيين موجهين سهامهم نحو الدولة ورئيسها وشعبها مرددين نفس دعاية دولة الاحتلال، فى تطابق مريب يؤكد أن دعاية الإخوان فى خدمة إسرائيل والصهيونية العالمية دائمًا.

وعندما فشلت دعايتهم ضد الدولة المصرية نظرا لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسى الواضح والبيّن الرافض لتصفية القضية والمؤيد لحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، والمعارض لمجازر الإسرائيليين فى فلسطين عمومًا وغزة على وجه التحديد، أصبح حديثهم عن إدانة الدولة المصرية ممجوجا ومرفوضا فتفتق ذهن التنظيم الدولى الذى يدار من لندن إلى حيلة جديدة وحصان طروادة آخر لاختراق الدولة المصرية من الداخل وإثارة القلاقل.

لماذا الآن وأين كنتم قبل 620 يومًا؟

نظم الإخوان الإرهابيون قافلة تمر من تونس والجزائر وليبيا ومصر، تضم عناصر إخوانية من العديد من الدول الأوروبية والعربية، هدفها المعلن مناصرة القضية، وهدفها السرى إثارة الاضطرابات فى مصر أثناء مرورها من معبر السلوم وحتى رفح، العجيب أن هذه القافلة لا تحمل مساعدات ولا أدوية ولا مستشفيات ميدانية، لكنها تحمل كراهية وتحريضًا وعداءً ليس ضد المحتل الغاصب، بل للأسف ضد الدولة المصرية وشعبها ورئيسها، فطوال أكثر من 620 يوماً من القصـف والدمـار لم يتحركوا، ولم يرسلوا قوافل الإغاثة التى يسيطرون عليها فى العالم العربي، طوال 620 يوماً وأكثر؛ لم نسمع أصواتهم ولم نرَ تحركاتهم فى المنظمات الدولية مثلما تحركوا من قبل فى وفود متتالية لفرض الحصار الاقتصادى على مصر وإعادتهم للحكم مرة ثانية.

الإخوان ترى القاهرة عدوا وتل أبيب صديقة

لو كانت النية صادقة فى المساعدة لما كانت القافلة عرضاً إعلامياً، ولما اختاروا طريق الاستفزاز السياسي، فعندما يصرح أحد المنظمين للقافلة فى (فيديو شهير) مؤكدًا أن الغرض ليس مساندة الفلسطينيين بل كشف (فرعون القاهرة)، هنا يعترف أن مهمته هى المناوشة والمشاغبة على الدولة المصرية فضلا عن اللقب المسيء الذى تحدث به عن رئيس دولة مصر، وهى الدولة التى من المفترض أنه سيمر بأراضيها، كل هذا يؤكد أن القافلة لم تكن من أجل غزة بل هى ورقة تُستخدم لتشويه صورة مصـر أمام العالم، رغم أن كل الدول الشقيقة تسلك طريق العريش بهدوء وفعالية، أما الإخوان الإرهابيون فاختاروا الضجيج، لأن الهدف صرف الأنظار عن مخطط دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين وضد دول المنطقة، واستبدال القضية الفلسطينية بالقضية الإخوانية، والعدو الإسرائيلى بالعداء للمصريين، وأصبحت الجماعة ترى تل أبيب صديقة والقاهرة عدوا.

الجيش مستهدف

لا تقف محاولات الإخوان لهدم الدولة فقط بل تتعداها لهدم الجيش المصري، لأنه الجيش الوحيد القوى فى المنطقة، ففتوى الإخوانى مفتى ليبيا الأسبق «الغرياني» الذى طالب جنود وضباط الجيشين المصرى والأردنى بعصيان أوامر قادتهم، وفتح الحدود واقتحامها وتحرير القدس، تصب فى محاولاتهم البائسة، فهم لا يعرفون الجيش المصرى ولا عقيدته ولا كيف تتم صناعة أبطاله، الغريب أن الغريانى يعيش فى دولة تشترك فى مناورات عسكرية مع إسرائيل وبينهما تبادل تجارى وعسكرى واستخباراتي، لكنه لا يرى إلا مصر والأردن، والعجيب أنهما الدولتان اللتان تعارضان تهجير الفلسطينيين! لا يمكن تفسير كل ما سبق أنه مناصرةً للقضية الفلسطينية بل كل تلك المواقف هى خدمة لإسرائيل ولا شك.

المؤامرة والمتآمرون

مواقف الإخوان لا يمكن تفسيرها إلا أنها مؤامرة على الدولة الوطنية المصرية، فجماعة الإخوان الإرهابية كانت ولا تزال أداة تخريبية تستهدف هدم الدولة المصرية من الداخل، فلم يعد فى المنطقة دولة قوية وجيش قوى يملك قدراته ويملك حماية حدوده وشعبه سوى الدولة المصرية حاليًا، ولا تكتمل المؤامرة إلا بعودتهم للمشهد الاجتماعى المصرى وتحديدا مصر دون أى دولة أخرى، ليعيدوا المتآمرين إلى مواقعهم ويعيدوا محاولاتهم فى هدم الدولة، ويجب ألا ننسى أنهم حاولوا تنفيذ مؤامرتهم خلال حكمهم، فقد حولوا الجهاز الإدارى من وسيلة لخدمة المواطن إلى أداة لخدمة التنظيم، وعادوا المؤسسات الوطنية التى لم تخضع لابتزاز الجماعة، مثل: المؤسسة العسكرية، القضاء، الإعلام، ويجب ألا ننسى أنهم حاولوا تقسيم وتفتيت النسيج الوطنى إلى فريقين إما معهم أو ضدهم، عبر بث الشائعات وتزييف الوعى ونشر الأكاذيب لضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات بلاده، ولولا وعى الشعب المصرى الذى أحبط كل محاولاتهم الخبيثة فى ثورته المجيدة وأسقط حكم المرشد والإخوان.

إسقاط الدولة بالدم

بدأت محاولاتهم عقب الثورة 30 يونيو 2013 لإسقاط الدولة بالدم، فدخلوا فى حرب شاملة مع الدولة والجيش ورموز الوطن، كانت حربًا حقيقية تكاتفت فيها كل قوى الشر، وأظهر الإخوان وجههم الحقيقى، وتوالت العمليات فى الداخل واغتالوا شخصيات وطنية، وفجروا البنية التحيتة للدولة وهددوا بتفجير القطارات بركابها الآمنين، وفجروا محولات الكهرباء وأقسام الشرطة والكنائس وغيرها، واتبعوا سياسة الأرض المحروقة من أجل إسقاط الدولة وعودتهم ولو على دماء وأشلاء أبناء وطنهم.

فشلت خطتهم نظرا ليقظة الأجهزة ووعى الشعب المصرى الذى أدرك حقيقة الجماعة، وأدرك مراميها، وأنها لم تتورع يومًا عن التحالف مع قوى معادية للوطن من أجل الوصول للسلطة.

الشائعات وزعزعة الاستقرار

بالتوازى مع الحرب المسلحة التى خاضها الإخوان ضد المصريين حكومة وشعبا، استخدمت الجماعة سلاح الشائعات عبر منصاتها الإعلامية ممولة من الخارج، فى محاولة لإثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار، ونماذج الشائعات كثيرة التى أطلقوها على الحكومة وتشويه القيادة السياسية عبر التضخيم أو الفبركة، وتصوير الدولة ككيان فاشل أو مستبد، وإثارة الشكوك حول الإنجازات التنموية، واستغلال الأزمات لتصوير مصر كدولة على وشك الانهيار، إلا أن القيادة السياسية، واجهت هذه المخططات بمنتهى الحزم، ونجحت فى تحصين وعى المواطنين ودعم تماسك الدولة.

العودة على البوارج الأمريكية

عندما أدرك الإخوان فشل قدراتهم المسلحة أمام الدولة المصرية، وأن شائعاتهم لا تجد آذانا مصغية، حاولوا العودة لتنفيذ مؤامرتهم عبر استعداء الأمريكان للقاهرة، فطافت قياداتهم بالبيت الأبيض والكونجرس الأمريكى لتقديم فروض الطاعة والولاء من أجل أن تساعدهم أمريكا للعودة للمشهد واستكمال مؤامرتهم فى إسقاط الدولة أو حتى للعودة لمربع ما قبل 2012.

تفجير الداخل

عندما فشل الإخوان فى قيادة حراك فى الداخل نظرًا لرفض الشعب المصرى الاستماع لأى إخواني، لجأوا إلى شخصية هزلية (محمد على) مقاول وممثل وثوري، ليشعل فتيل الغضب نيابة عن الجماعة الإرهابية، وكانوا يعدون العدة أنهم وبعد اشتعال فتيل الغضب يركبون الموجة وينفذون مؤامرتهم، لكن تلك المحاولة فشلت أيضًا نظرًا لوعى الشعب ولقوة أجهزة الدولة ومؤسساتها ولتهافت وتفاهة مسببات الغضب التى روّجها الممثل المغمور، والتى لم يستجب لها إلا فلول الإخوان وخلاياهم الكامنة. كشف للجميع حقيقة المقاول الهارب محمد على وخيانته لبلده، وتحالفه مع قوى الشر وأعداء الوطن مقابل الحصول على أموال، وأكدوا أن ذلك يكشف كم الفبركة والتزييف وتحريف المعلومات والكذب الذى ينتهجه المقاول الهارب وجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعهم من أجل التحريض ضد الدولة المصرية.

المصالحة للعودة الوهمية لاستكمال المخطط

عندما سُدت كل الطرق أمام الجماعة الإرهابية للعودة وتنفيذ مؤامرتهم، حاولوا ارتداء ثوب الحمل، متخيلين أن تلك الحيلة يمكن أن تنطلى على المصريين، فزعموا أنهم سيتوقفون عن العمل السياسى والمنافسة على الحكم، وكأن الخلاف مع الإخوان كان على الحكم وليس لأنهم متآمرون يخربون الدولة ويقسمون المجتمع، ولا لأنهم حملوا السلاح فى وجه الشعب والجيش المصرى وأسقطوا منهم شهداء، محاولة العودة بادعاءات أن ثمة مصالحة قادمة ووقف منصات الدعاية الإخوانية، تلك الرغبة المحمومة تفاقمت بعد عدم استدعائهم للحوار الوطني، الحوار الذى حشروا أنفسهم فيه حشرا، وبذلوا كل طاقتهم للتواصل مع القيادة المصرية والحصول على مقعد فى جلسات الحوار، وفى ظل تجاهل المؤسسة الرسمية لكل نداءاتهم للتصالح أو للتفاوض أو لأى شكل من أشكال التفاهم، أصبح قادة الإخوان فى مأزق أمام قواعدهم التى تنتظر إما النصر والعودة لقصر الرئاسة كما وعدوهم، وإما على الأقل عقد صفقة للإفراج عن عناصرهم المحبوسة والمسجونة وفق القضاء المصري، ولا يهدف الإخوان من المصالحة الاعتذار عما بدر منهم، ولكنها حيلة للعودة من جديدة وإتمام مهمتهم التى عطلتها 30 يونيو المجيدة.

أسباب عدم توقف محاولات الإخوان

يتساءل البعض: لماذا لا يتوقف الإخوان عن محاولاتهم هدم الدولة المصرية؟، والحقيقة هذا السؤال يدل على عدم فهم طبيعة الفرد والجماعة الإخوانية، فجماعة الإخوان فكرا وتنظيما تقوم على وهم قديم، وهى إعادة الدولة الإسلامية القديمة باعتبارها النموذج الأوحد لتطبيق الإسلام، هكذا أقنعهم حسن البنا وسيد قطب، هذه الفكرة المغلوطة جدا ترسخت فى وجدان أعضاء الجماعة، ومن ثم أصبحت كل وأى «دولة وطنية حديثة» عقبة فى طريق إقامة دولتهم المزعومة، يجب تفكيكها وإسقاطها والهيمنة على بقاياهاـ ولأن تربية الإخوان لأعضائهم فى الجماعة تقوم على القولبة والاستنساخ وإيقاف العمليات العقلية، فلم يروا أبدا أن كل محاولاتهم لإقامة دولتهم المزعومة انتهت بفشل ذريع وأضاعت الشعوب وأسقطت الدولة، وأهدرت مقدرات الوطن بلا فائدة تذكر.

حدث هذا فى أفغانستان سواء فى حكومة المجاهدين أو فى حكومة طالبان الأولى والثانية، وحدث هذا فى تنظيم الدولة (داعش)، وحدث فى السودان وكذا ليبيا، ويحدث الآن فى سوريا (هيئة تحرير الشام)، ولكنهم يستمرون فى توريث العداء للدولة الوطنية ومؤسساتها جيلا بعد جيل وتعتريهم رغبة محمومة فى الهدم والتخريب إما ثأرًا وإما بحثًا عن الدولة الموهومة.

لكن هل هذا هو السبب الوحيد؟.. لو كان المحرك لهم مجرد اشتعال رغبتهم فى إقامة دولتهم وفقط لتوقفوا منذ زمن بعيد، لكن إحقاقًا للحق أن الإخوان فى النهاية هم مجرد أداة فى يد قوى غربية ترعاهم وتمولهم نظرا لتوافقهم فى الغرض النهائى وهو إسقاط الدول أو على الأقل إضعافها لتظل فى ضغوط لا تنتهى.

لقد كشفت التجربة، بلا مواربة، أن جماعة الإخوان لا تؤمن بالدولة الوطنية، ولا بالتعددية، ولا حتى بالمجتمع المتماسك، حيث قام مشروعهم على الهيمنة، والإقصاء، والتكفير، والتخريب الناعم أو الخشن حسب الحاجة، ومن واجبنا الوطنى، أن نواصل كشف حيلهم ومؤامراتهم، وأن نفضح جرائمهم القديمة والحديثة، ونحصّن الأجيال القادمة من الوقوع فى فخ الإخوان وأفكارهم، فهم كل فترة يرتدون قناعا زائفا يخدعون به شباب المصريين.

 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة