رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الهجرة وسوق العمل بعيون واقعية

30-12-2025 | 13:07

الهجرة وسوق العمل بعيون واقعية

طباعة

تتحرّك الهجرة مثل تيار خفي داخل سوق العمل. لا يظهر أثرها فقط في عدد السكان أو في الإيجارات، بل في تفاصيل أصغر: أي مهنة تُطلب اليوم، وأي مهارة تُرفض غداً، وكيف تتبدّل شروط التوظيف بين مدينة وأخرى. هذا التحول لا يحدث مرة واحدة. يحدث بالتراكم، ومع كل موجة انتقال تتبدّل الأولويات ويُعاد ترتيب القطاعات.

في هذا المشهد، يبدأ البحث عن الفرصة من الحياة اليومية نفسها: هاتف، إنترنت، نماذج تسجيل، منصات تواصل، وخدمات رقمية يستخدمها القادمون الجدد لتنظيم المال والوقت. لذلك قد يظهر تعبير مثل تحميل MobCash 1xBet داخل محيط الأدوات الرقمية المنتشرة بين فئات مختلفة، من دون أن يكون ذلك محوراً بحد ذاته، بل مجرد إشارة إلى كثافة الاعتماد على التطبيقات في حياة المهاجرين.

كيف تغيّر الهجرة شكل الطلب على الوظائف

عندما تزيد حركة الانتقال نحو منطقة معينة، ترتفع الحاجة إلى خدمات فورية. المدارس تحتاج مساعدين ومشرفين، العيادات تحتاج إداريين ومترجمين، البلديات تحتاج موظفين يفهمون الإجراءات، والشركات تحتاج فرق خدمة قادرة على التعامل مع لغات ولهجات متنوعة. هذا الطلب لا يأتي دائماً في صورة وظائف “لامعة”، بل يظهر في وظائف تشغيلية تدور عليها حياة المدينة.

IMG

المهن التي تكبر لأن الواقع يحتاجها كل يوم

تزداد فرص العمل في المهن التي تعتمد على المتابعة والانضباط والقدرة على حل مشكلة واضحة. في مدن تستقبل مهاجرين، تُصبح المهن المرتبطة بالرعاية الصحية والدعم الفني واللوجستيات أقرب إلى الضرورة اليومية. كذلك تزداد قيمة من يملك مهارة تنظيم الوثائق أو إدارة الطلبات أو متابعة الجودة، لأن المؤسسات تريد تقليل الأخطاء مع ارتفاع الضغط.

قبل القائمة التالية، من المفيد تذكّر قاعدة بسيطة: “المهنة الصاعدة” ليست بالضرورة جديدة، لكنها مهنة تتسع بسرعة لأنها تخدم احتياجاً متكرراً.

  • دعم الأنظمة الرقمية وخدمة العملاء متعددة اللغات
     
  • مساعدو التمريض والرعاية المنزلية المنظمة
     
  • تنسيق المواعيد والملفات في العيادات والمراكز
     
  • إدارة المخزون والتوصيل وسلاسل التوريد
     
  • الترجمة العملية للوثائق والإجراءات اليومية
     
  • مراقبة الجودة داخل فرق التشغيل والخدمات

بعد القائمة، يظهر سبب النمو بوضوح: هذه وظائف تسند العمود الفقري للخدمات. ومع ارتفاع حركة السكان، تصبح الاستمرارية أهم من الزينة، وتصبح القدرة على العمل وفق نظام أهم من المسمّى على الورق.

المهن التي تتقلّص لأن الأتمتة أخذت مكانها

توجد وظائف كانت مستقرة لسنوات، ثم بدأت تتراجع لأن أدوات بسيطة أصبحت تقوم بجزء كبير منها. إدخال البيانات المتكرر، الردود النصية المعلبة، بعض مهام الأرشفة التقليدية، وأدوار تعتمد على تكرار نفس الخطوة في نفس الوقت يومياً أصبحت أقل طلباً. لا يعني ذلك أن السوق “قاسٍ”، بل يعني أن المؤسسات تشتري السرعة وتقليل الأخطاء، خصوصاً عندما يتغيّر جمهورها مع الهجرة.

لماذا تختفي بعض الوظائف حتى لو كان العامل جيداً

الاختفاء هنا لا يرتبط بقدرة الفرد وحده. أحياناً تتغير طريقة العمل نفسها. منصات الحجز تقلّل الحاجة لموظف استقبال كامل، أنظمة الفوترة تقلّل الحاجة للكتابة اليدوية، وأدوات الذكاء الاصطناعي تقلّل الحاجة لنصوص مكررة في التسويق أو الدعم. ومع ذلك، من يبقى مطلوباً هو من يعرف كيف يراقب النظام، يصحّح الخلل، ويقدّم قراراً أو مسؤولية واضحة.

ما الذي يحتاجه الخريجون كي لا يضيعوا في البداية

الخريج يدخل السوق غالباً وهو يحمل شهادة، لكن السوق يسأل عن شيء آخر: ما الذي يمكن إنجازه عملياً خلال شهرين؟ لذلك تساعد خطة صغيرة وواضحة أكثر من خطة مثالية. مشروع بسيط، تدريب قصير، سيرة ذاتية تذكر نتائج ملموسة، وملف أعمال صغير أفضل من انتظار وظيفة واحدة “تفتح كل الأبواب”.

قبل القائمة التالية، هناك نقطة عملية: الخطوات الصغيرة تُظهر جدية وتخلق مادة يمكن الحديث عنها في المقابلة.

  • اختيار مهارة واحدة قابلة للعرض خلال أسابيع قليلة
     
  • تنفيذ مشروع صغير مرتبط بخدمة مطلوبة في المدينة
     
  • كتابة سيرة ذاتية تركّز على النتائج لا على الوصف
     
  • التقديم على تدريب قصير حتى لو كان جزئياً أو عن بعد
     
  • تعلّم لغة وظيفية مرتبطة بالمهنة وبمصطلحاتها
     
  • بناء شبكة علاقات عبر فعاليات مهنية مجانية ومجموعات تخصصية

بعد القائمة، يصبح الاتجاه أوضح: النجاح في سوق يتحرك مع الهجرة يحتاج سرعة تعلّم، لا توتراً دائماً. المطلوب هو بناء أساس مهني قابل للتوسع، ثم إضافة طبقات مهارية مع الوقت.

كيف يختار الخريج مساراً لا يندثر بسرعة

الاختيار الذكي لا يعني اختيار “الموضة”، بل اختيار وظيفة فيها مهارة يمكن نقلها بين القطاعات. التنظيم، التواصل، التحليل، والمتابعة مهارات تعيش طويلاً. وعندما تُدمج هذه المهارات مع أداة تقنية أو لغة ثانية، يصبح الانتقال بين فرص العمل أسهل حتى لو تغيرت المدينة أو تغيرت شروط السوق.

خاتمة من دون وعود فارغة

الهجرة تغيّر السوق، لكنها لا تلغي المنطق. المهن الصاعدة ترتبط بخدمات أساسية وتقنية وتنظيمية، والمهن المتراجعة هي التي تعيش على التكرار. أما الخريجون، فالخيار الأذكى هو البدء بخطوة عملية قابلة للقياس، وبناء خبرة صغيرة لكنها حقيقية، ثم التوسع تدريجياً. السوق يحترم من يتحرك بثبات أكثر مما يحترم من ينتظر اللحظة المثالية.

أخبار الساعة