رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جريمة عيد الميلاد.. أجاثا كريستي تحول ليلة الاحتفال إلى مسرح لغموض وجريمة

30-12-2025 | 08:25

جريمة عيد الميلاد

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

في الوقت الذي اعتاد فيه العالم الاحتفال بليلة الميلاد بأجواء مبهجة دافئة، جاءت أجاثا كريستي لتكسر هذا الطابع التقليدي بطريقتها الخاصة، فبدلًا من الأضواء والاحتفالات والضحكات، قررت أن تقدم لقرائها ليلة ميلاد مختلفة تمامًا، تمتلئ بالغموض والتوتر والشكوك. ففي روايتها الشهيرة "جريمة عيد الميلاد" (Hercule Poirot's Christmas) جعلت كريستي ليلة العيد تتحول من مناسبة عائلية سعيدة إلى مسرح جريمة معقدة، لتمنح قراءها تجربة مشوقة ومليئة بالإثارة، منذ صدورها لأول مرة عام 1938 وحتى اليوم.

تدور أحداث الرواية حول جريمة قتل غامضة داخل منزل عائلة يجتمع أفرادها بدعوة مفاجئة من الأب الثري سايمون في ليلة عيد الميلاد، رغم أن علاقته بهم ليست الأفضل، وخاصة مع ابنه هاري صاحب السمعة السيئة. كما يدعو حفيدته اليتيمة بيلار ذات الأصول الإسبانية للعيش مع العائلة، قبل أن يفاجئ الجميع أيضًا بوصول ضيف غير متوقع هو ستيفن فير، ابن شريكه السابق في تجارة الألماس.

وبين أجواء التوتر العائلي والشكوك المكبوتة، يعلن سايمون رغبته في تعديل وصيته بعد العيد، فتشتعل المشاعر داخل الأسرة، لكن المفاجأة الأكبر تحدث في تلك الليلة حين يسمع الجميع صراخًا وتحطم أثاث داخل غرفة سايمون، ليجدوه مقتولًا بطريقة مروعة داخل غرفة مغلقة بإحكام، ما يفتح باب الشك على الجميع دون استثناء.

يبدأ التحقيق، ويظهر المحقق الشهير هيركيول بوارو وسط شبكة معقدة من الأسرار العائلية، حيث يصبح الأبناء وزوجاتهم جميعًا تحت دائرة الاشتباه، ويكشف سير التحقيق عن مفاجآت تتعلق بماضي العائلة وهويات أفرادها الحقيقية، لتتحول ليلة الميلاد الهادئة إلى واحدة من أكثر الجرائم تعقيدًا في أدب كريستي.

بهذه الرواية، نجحت أجاثا كريستي في تقديم رؤية مختلفة لعيد الميلاد، حيث امتزج دفء التجمع العائلي ببرودة الجريمة وغموضها، لتظل “جريمة عيد الميلاد” واحدة من أشهر أعمالها وأكثرها تأثيرًا في أدب الجريمة الكلاسيكي.

أخبار الساعة