رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فريد الأطرش.. "أمير الطرب" الذي رحل جسدًا وبقي صوته في ذاكرة العرب

26-12-2025 | 13:42

فريد الأطرش

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

تحل اليوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش، أحد الأعمدة الراسخة في تاريخ الموسيقى والغناء العربي، وصاحب البصمة الفنية التي تجاوزت حدود الزمن وبقيت حاضرة في وجدان الجمهور المصري والعربي حتى اليوم، لم يكن فريد مجرد مطرب أو عازف، بل حالة فنية استثنائية جمعت بين الموهبة الموسيقية الرفيعة، والأداء التمثيلي الهادئ، والشخصية الراقية التي جعلته يستحق عن جدارة لقب "أمير الطرب".

ولد فريد الأطرش في 21 أبريل عام 1917 ببلدة القريا في جبل الدروز بسوريا، وعاش طفولة قاسية مليئة بالتنقلات بعد لجوئه مع والدته وأشقائه إلى القاهرة هربًا من مطاردة الاحتلال الفرنسي لعائلته الوطنية، ليبدأ من هناك رحلته مع الفن، ويصنع اسمه بين كبار الموسيقى في العالم العربي.

وفي القاهرة، بدأت ملامح موهبته تتشكل وتكبر، حتى أصبح واحدًا من أهم أعمدة الموسيقى العربية، عُرف فريد الأطرش بكونه أحد أفضل عازفي العود في العالم العربي، بل لُقب بـ "ملك العود"، كما تميز بصوت يحمل شجنًا خاصًا وأسلوب غنائي مختلف لم يشبه أحدًا، وظل متمسكًا بروح الموسيقى العربية رغم كل المؤثرات الغربية التي ظهرت في عصره.

لم يتوقف عطاؤه عند الغناء والتلحين فقط، بل امتد إلى السينما حيث قدم مسيرة فنية ناجحة امتدت لثلاثة عقود، شارك خلالها كبار نجوم الغناء والتمثيل، من بينهم شقيقته أسمهان، شادية، صباح، سميرة توفيق، فايزة أحمد، نور الهدى وغيرهم.

كما خاض تجربة الإنتاج السينمائي وقدم أعمالًا ناجحة، أبرزها فيلم "حبيب العمر" مع سامية جمال عام 1947، ثم "عفريتة هانم"، لتصبح هذه الأعمال من علامات السينما المصرية.

قدم فريد الأطرش خلال مشواره الفني ما يزيد على 500 أغنية، وشارك في نحو 30 فيلمًا، من أبرزها "انتصار الشباب"، "لحن الخلود"، "نغم في حياتي"، وخلد بصوته أعمالًا لا تزال تُردد حتى اليوم مثل "الربيع"، "أول همسة"، "يا سلام على حبي وحبك"، "نورا نورا"، "هلت ليالي"، إلى جانب مقطوعاته الموسيقية الشهيرة مثل "توتة" و"رقصة جمال".

رحل فريد الأطرش عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1974 في بيروت، بعد رحلة علاجية في لندن، عن عمر ناهز الستين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالدًا، وتاريخًا موسيقيًا لا يشيخ، وصوتًا يواصل الحياة رغم غياب صاحبه، ليظل فريد الأطرش حاضرًا في ذاكرة الفن العربي كواحد من أنبل وأنقى الأصوات التي عرفتها الموسيقى.

أخبار الساعة