قالت والدة الدكتور إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، خلال الندوة التي اعقبت العرض الخاص للفيلم الوثائقي (هي)، ان ابنتها هي أول ما رأت عينيها وأكبر بناتها وقد استمرت معها خلال رحلة حياتها منذ نعومة أظافرها.
وخلال تلك اللحظة أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ردًا على والدتها أن الإنسان حتى في حال أنه يمتلك الإرادة فالمجتمع هو الذي يجعل منها تمكين، لأن الإرادة الفردية، مهما كانت قوية، لا يمكن أن تؤتي ثمارها دون دعم حقيقي من المحيط الأسري والمجتمعي.
وأوضحت أن البداية الحقيقية لأي طفل، خاصة إذا مر بتجربة صعبة أو إعاقة مفاجئة، تكون داخل الأسرة، حيث تمثل الأم والأب والأشقاء خط الدفاع الأول والداعم الأساسي نفسيًا وإنسانيًا.
وأضافت أن ما وصلت إليه لم يكن ليحدث لولا وجود أم قوية وواعية، استطاعت أن تتجاوز صدمة كبيرة مرت بها الأسرة بعد سنوات من النشاط والحياة الطبيعية، مؤكدة أن هذه التجربة كشفت عن إيمان عميق وقدرة استثنائية على الصمود.
واختتمت تصريحها مؤكدة أنها كانت البنت الأولى في حياة والدتها والتي عاشت لمدة 13 سنة في انطلاق وحيوية ونشاط وحركة، ثم انقلب كل ذلك بكارثة، ليثبت أن أمها هي إنسانة لديها قدرة فائقة وصبر وقوة، وأن اسمها كان انعكاسًا حقيقيًا لشخصيتها، قائلة إن الإيمان يمنح الإنسان القدرة على تجاوز المحن، وإن ما قدمته والدتها كان الأساس الأهم في رحلتها، معتبرة أن لكل قصة نجاح أمًا مختلفة وصبرًا لا يرى، لكنه يصنع الفارق.
جاء ذلك خلال الندوة التي اعقبت العرض الخاص للفيلم الوثائقي (هي) بحضور الدكتورة إيمان كريم رئيس المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة، المخرج عاطف شكري، والدكتور أحمد صالح، رئيس المركز القومى للسينما، وأدار الندوة الناقد السينمائي أحمد سعد الدين.
وذكر أن فيلم «هـي» يتناول رحلة الدكتورة إيمان كريم، التي تعرضت لحادث أليم في سن الرابعة عشرة أدى إلى إصابتها بشلل رباعي، لكنها أصرت على استكمال مسيرتها التعليمية والمهنية، حتى حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه، وتقلدت عددًا من المناصب البارزة، منها عضو مجلس إدارة نادي الصيد المصري لدورتين متتاليتين، إلى جانب عملها أستاذًا للغة الألمانية بكلية اللغات والترجمة بجامعة 6 أكتوبر، والمشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب إسهاماتها الواسعة في العمل المجتمعي والخيري.