تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الكبير بدر الدين جمجوم، أحد الوجوه المألوفة في ذاكرة السينما والتلفزيون المصري والعربي، وترك بصمة خاصة في عالم الفن بخفة ظله وأدائه المميز، قبل أن يرحل عن عالمنا في 21 إبريل عام 1992.
ولد بدر الدين جمجوم في 26 ديسمبر 1934، لأصول فلسطينية من مدينة الخليل، لكنه ارتبط وجدانياً وفنياً بمصر، حيث واصل تعليمه وتخرّج في قسم التمثيل بمعهد الفنون المسرحية عام 1959، ثم واصل دراسته بكلية الآداب بجامعة القاهرة. بدأ مشواره الفني من الإذاعة ثم التحق بفرقة “ساعة لقلبك”، ومنها لفرق إسماعيل يس وفرقة التلفزيون، ليؤكد حضوره الفني في زمن كانت المنافسة فيه بين عمالقة الكوميديا.
ورغم مشاركته في العديد من الأدوار الثانوية على شاشة السينما، إلا أن حضوره ظل قويًا ومؤثرًا، فقد امتلك جمجوم ملامح هادئة وكوميديا راقية تعتمد على الموقف والإلقاء وليس الاستظراف، ليشارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية من بينها “زقاق المدق”، “بين القصرين”، “مراتي مجنونة مجنونة”، “أسرار البنات”، “نورا”، “دقة قلب”، وصولًا إلى آخر أعماله “السرعة لا تزيد عن صفر”.
كما قدم الفنان الراحل حضورًا مميزًا على شاشة التلفزيون من خلال عدد من المسلسلات المهمة على رأسها “الأيام”، “علي الزيبق”، “ألف ليلة وليلة”، “محمد رسول الله”، إضافة إلى مشاركته في عدد من الأعمال المسرحية الناجحة مثل “حضرة صاحب العمارة” و“إنهم يقتلون الحمير”.
وعلى المستوى الإنساني، عاش بدر الدين جمجوم قصة حب شهيرة مع الفنانة فيروز، نجمة الطفولة المعروفة، والتي تزوجها وأنجب منها “أيمن” و“إيمان”، ليشكلا معًا واحدة من القصص الفنية الهادئة التي جمعت بين الفن والحياة.
رحل بدر الدين جمجوم لكن روحه الفنية مازالت حاضرة في ذاكرة الجمهور، بما قدمه من أعمال تركت أثرًا لا يُنسى، ليظل نموذجًا للكوميديا النظيفة والبساطة الفنية التي تصل للقلب دون تكلف.