حثت نائبة رئيس الوزراء المولدوفية كريستينا جيراسيموف، اليوم الاثنين، قادة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات ملموسة لتمكين بلادها وأوكرانيا المجاورة من أن تصبحا عضوين كاملين في التكتل،رغم معارضة المجر .
وقالت جيراسيموف، التي تشغل منصب كبيرة مفاوضي الانضمام، في تصريحات لمجلة “بولتيكو” الأوروبية بعد فوز حزب العمل والتضامن الموالي لأوروبا بأغلبية برلمانية جديدة، إن الوقت بدأ ينفد لتحقيق التعهد بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.
وأضافت: "ما رأيناه في هذه الانتخابات أن مولدوفا لا تزال تأمل في مستقبل أوروبي، وتؤكد ثقتها بالاتحاد الأوروبي. والآن حان دور الاتحاد ليبادل هذه الثقة، لأن مصداقيته على المحك في بلد اختار أوروبا مراراً وتكراراً".
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين دعمها عبر منصة “إكس”، موجهة التهنئة لمولدوفا: “لقد أوضحتم خياركم مجدداً: أوروبا. الديمقراطية. الحرية. بابنا مفتوح، وسنقف إلى جانبكم في كل خطوة”.
وتخوض مولدوفا مسار الانضمام بالتوازي مع أوكرانيا، لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المقرب من الكرملين، تعهد مراراً باستخدام حق النقض ضد مساعي كييف للانضمام. ويتطلب بدء المفاوضات موافقة بالإجماع من دول الاتحاد، وهو ما أدى إلى مأزق يحاول القادة الأوروبيون تجاوزه.
وكانت قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي محور الحملة الانتخابية الأخيرة، حيث حصل حزب العمل والتضامن على أكثر من 50% من الأصوات، مقابل 24% لـ”الكتلة الوطنية” الموالية لروسيا. وقال مسؤولون إن الانتخابات تعرضت لمحاولات “غير مسبوقة” من التدخل الروسي، شملت نشر معلومات مضللة ومحاولات لشراء الأصوات.
وأضافت جيراسيموف أن وحدة الدول الأعضاء هي ما يجعل الاتحاد الأوروبي “قوة عالمية”، محذرة من أن “تردد دولة واحدة يضر بالاتحاد بأكمله”.
وبحسب تقرير لـ”بولتيكو”، يعمل رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على جس نبض العواصم الأوروبية بشأن اقتراح لتغيير القواعد بما يسمح بفتح “عناقيد تفاوضية” من خلال تصويت بالأغلبية المؤهلة، على أن تبقى الموافقة النهائية على الانضمام رهناً بالإجماع، وذلك لتفادي تأخيرات مكلفة.
وقالت جيراسيموف: “المهم بالنسبة لنا هو إيجاد حل، مهما كان شكله حالياً. نأمل بوجود قدر كافٍ من الوحدة لاتخاذ قرار يفتح الطريق أمام المفاوضات”.
ويستعد أوربان لانتخابات برلمانية في المجر في أبريل المقبل، بينما تظهر استطلاعات الرأي تراجع حزبه خلف المعارضة الوسطية. ويرى مراقبون أن أي تغيير في الحكومة المجرية قد يرفع الفيتو، لكن تقدم عملية التوسيع سيبقى مرهوناً بإحراز تقدم في الإصلاحات الأساسية.
واختتمت جيراسيموف بالقول: "نأمل أن يتجاوب الاتحاد الأوروبي مع نتائج الانتخابات، لأنه إذا أردنا استغلال هذه اللحظة التاريخية في مسار التوسيع، علينا أن نتحرك بسرعة".