تتجه أنظار الجماهير المصرية والعربية نحو الأراضى المغربية، حيث تستضيف المغرب بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 فى الفترة من 21 ديسمبر الجارى وحتى 18 يناير 2026، حيث يشارك منتخب مصر الأول ضمن المجموعة الثانية التى تضم منتخبات (جنوب إفريقيا وأنجولا وزيمبابوى)، لكن بالنسبة لمنتخب الفراعنة، فإن المشاركة تتجاوز كونها مجرد بطولة قارية فقط، بل إنها مهمة وطنية لإعادة «الروح والثقة» وتعويض الإخفاقات، وعلى رأسها الخروج المؤلم للمنتخب الثانى من بطولة كأس العرب الأخيرة بقطر، وفى قلب هذه المهمة يقف اثنان من الأساطير هما حسام حسن المدير الفنى للفراعنة، ومحمد صلاح، قائد الفريق ونجم ليفربول الإنجليزى فيراهن «العميد» على استراتيجية متكاملة لانتزاع اللقب الثامن، فيما يسعى «صلاح» لرد حاسم على المشككين وتأكيد بريقه فى الملعب الإفريقى، بعيدًا عن أزمات الأندية.
بدأ «حسام» منذ تولى مهمة تدريب المنتخب الوطنى بناء فريق متوازن يجمع بين الخبرة والشباب، معتمدًا على لاعبين مميزين يمتلكون القدرة على تغيير مجريات المباريات، من أبرز هؤلاء اللاعبين محمد صلاح، قائد المنتخب، الذى يمر بفترة تحديات شخصية ومهنية، حيث يسعى «صلاح» لاستعادة بريقه المعهود، خاصة بعد الأزمة التى حدثت بينه وبين المدير الفنى لفريق ليفربول الإنجليزى «سلوت»، والتى أثرت على مستواه وأدائه مع المنتخب، فالجهاز الفنى يركز على إعادة الثقة للاعبين، مع تنظيم تدريبات مكثفة تركز على اللياقة البدنية، والتكتيك، والتركيز الذهنى، بهدف تجهيز الفريق بأفضل صورة ممكنة، وهناك دعم كبير من الاتحاد المصرى لكرة القدم لتوفير كل سبل النجاح، سواء من حيث المعسكرات التدريبية أو التجهيزات الفنية.
وفى الوقت ذاته يراهن الجميع على استعادة «صلاح» لمستواه القوى والمعروف عنه، ليكون الركيزة الأساسية فى خط هجوم الفراعنة، لاسيما أنه يُعتبر رمزًا وقائدًا للفريق، يظهر عزمه على قيادة المنتخب نحو تحقيق الحلم الإفريقى، مستفيدًا من خبراته الكبيرة مع الأندية الأوروبية، ورغبته أيضًا فى تحقيق أول لقب بطولة أمم إفريقية له مع الفراعنة، باختصار منتخب مصر يدخل هذه البطولة برغبة كبيرة فى تحقيق النصر، مدعومًا بخطة واضحة من حسام حسن، وجهاز فنى متكامل، ولاعبين مستعدين لتقديم أفضل ما لديهم، الجمهور المصرى ينتظر بفارغ الصبر رؤية الفريق يعود إلى منصات التتويج، ويعيد أمجاد كرة القدم المصرية على الساحة الإفريقية.
الكابتن شوقى غريب، المدير الفنى الأسبق للمنتخب، أكد أن «حسام حسن خالف كل التوقعات السابقة وقام بتشكيل منتخب جيد، بعيدًا عن منتخب الخلافات والمشكلات، خاصة مع وجود لاعبين كبار وشباب يتواجدون لأول مرة فى قائمة الفريق القومى الأول، فحسام حسن أعاد الروح للمنتخب وهذا هو الأهم لكن يجب التركيز على التوازن الدفاعى، لأن منتخبات مثل السنغال والمغرب لديها هجوم قوى للغاية ويجب عمل الحسابات جيدًا».
وأضاف: كما أن تواجد «صلاح» فى قمة تركيزه سيحسم الكثير لصالحنا، لكن لا يمكن الاعتماد عليه وحده، ويجب أن يكون هناك توزيع للأدوار الهجومية على عمر مرموش وزيزو وتريزيجيه، وبقية الخطوط الأخرى بالطبع، وهو ما ظهر من خلال الروح الجماعية والانضباط الذى يبثه حسام فى «الفراعنة» مقارنة بالتوقعات السلبية التى سبقت توليه المسئولية، وتحديدًا خلال مشواره التدريبى الأخير مع الأندية السابقة.
«غريب»، أشار إلى أنه «يتوقع أن يبنى حسام على كل ذلك وأن ينافس منذ البداية على اللقب وفق العناصر والإمكانات الفنية لديه، فهناك مجموعة ستكون لديها النصيب الأكبر أو اسهمها فى المشاركة ستكون كبيرة وفق المباريات الودية الماضية، وأبرزهم بالطبع محمد صلاح وزيزو وتريزيجيه وعمر مرموش ومرون عطية، وفى الجبهة اليمنى محمد هانى ومحمد حمدى فى الجبهة اليسرى بشكل كبير، وخط الدفاع سيكون رامى ربيعة، وبخصوص حراسة المرمى سيكون محمد الشناوى هو المرشح الأول لحراسة عرين المنتخب، وإن كان هذا لا ينفى إمكانية تواجد مصطفى شوبير، ولهذا أعتقد أن الحالة الذهنية والبدنية للثنائى ستحدد بشكل كبير من سيتولى مهمة حراسة مرمى المنتخب فى أمم إفريقيا.
الكابتن هانى رمزى، نجم المنتخب ومدرب المنتخب الأولمبى الأسبق، قال: إن إقامة البطولة فى المغرب سيكون تحديًا صعبا بسبب الأجواء والمنافسين، وعلى حسام حسن أن يركز على الاستفادة القصوى من جاهزية المحترفين، وإدارة المباريات بحذر شديد وتعويض إخفاقات الماضى وأن يأخذ البطولة بشكل تدريجى، كما يجب التركيز العالى فى دور المجموعات والابتعاد عن الحسابات المعقدة، لأن هذه البطولة ستكون بمثابة اختبار حقيقى لقدرة الجهاز الفنى على إدارة النجوم فى الأوقات الصعبة، ثم المرحلة التالية ستكون أقوى وأصعب تنافسية عن المجموعات لذا يجب وضع استيراتيجية جيدة من البداية وحتى المرحلة الأخيرة للبطولة ومن ثم التتويج باللقب.
وحول رؤيته لتأثير الأزمة الدائرة بين محمد صلاح وليفربول على مستواه الفنى مع المنتخب، أكد «رمزى»، أن الملعب هو المكان المناسب بالنسبة لـ «صلاح» للرد، وليس أى شيء آخر، وأعتقد أنه يمتلك شخصية قوية للغاية ويجيد تحويل الضغوط إلى دوافع إيجابية، وبالفعل هو يعلم جيدا أن المردود الفنى والبدنى له مع زملائه فى بطولة إفريقيا سيكون له توابع كثيرة عند عودته لناديه من خلال الظهور بشكل قوى.
وأضاف: وصول منتخب مصر للمراحل النهائية للبطولة الإفريقية أو الفوز باللقب سيرفع أسهم «صلاح» كثيرا فى ناديه وسيحول الضغوطات من عليه إلى المدير الفنى «سلوت»، وهذا ما سيحدث بالفعل إذا قدم «صلاح» المردود الفنى المنتظر منه والتألق مع منتخب بلده ومساعدته فى البطولة بشكل كبير، وقتها سيعود «صلاح» إلى إنجلترا ملكا متوجًا دون الحديث بكلمة واحدة، وستكون للجماهير كلمة الفصل فى الأزمة سواء بإعادة «صلاح» إلى مكانه الطبيعى بالفريق أو رحيل المدرب الذى تسبب فى كل الكوارث هذا الموسم وتسبب فى تراجع ليفربول للخلف وتخليه عن صدارة الدورى الإنجليزى لصالح منافسيه بكل سهولة، وأوضح «رمزى» أنه يجب على «صلاح» أن يعرف أن لديه فرصة ذهبية فى قيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب أو حتى المنافسة عليه حتى النهاية لتأكيد قيمته الكروية فى إفريقيا والعالم والرد العملى على كل من شكك فى مستواه أو تحدث عن نهاية بريقه، البطولة الإفريقية ليست مجرد سجل إنجازات، بل هى «منصة إثبات الذات» بعد الأزمة.
من جهته، أكد الكابتن هشام يكن، نجم المنتخب الأسبق، أن «العميد» يجب أن يعتمد على تكتيك مرن يجمع بين تأمين الدفاع والفعالية الهجومية السريعة، خاصة مع وجود السرعات الكبيرة لمحمد صلاح وعمر مرموش، مع الاعتماد على خطة 4-3-3 واستغلال الأطراف جيدا مع تحويلها إلى 4-2-3-1 فى الحالة الدفاعية، وهو ما يسمح بتفعيل الأجنحة وربط خط الوسط بـ«صلاح» كرأس حربة وهمى أو مهاجم صريح مثل مصطفى محمد.
وأوضح «يكن»، أن مفتاح اللعب سيكون فى منطقة وسط الملعب، فالمنتخب يحتاج إلى ثلاثة لاعبين قادرين على استخلاص الكرة وبناء الهجمة بسرعة، التشكيل الأمثل بالنسبة لى سيكون «الشناوى» فى حراسة المرمى، خط الدفاع: محمد هانى، رامى ربيعة، حسام عبدالمجيد، ومحمد حمدى، وفى الوسط نحتاج إلى توازن هائل مروان عطية كارتكاز دفاعى خالص، بجواره حمدى فتحى وإمام عاشور لربط الخطوط، أما الهجوم فلا خلاف على «صلاح»، مصطفى محمد، وعمر مرموش.
وأضاف: يجب أن تكون الأولوية للضغط العكسى وعدم إعطاء المنافسين فرصة لبناء اللعب وبالطبع يوجد دور هام للاعبين آخرين أيضا مثل تريزيجيه وزيزو سيكونان من أهم الأوراق البديلة التى سيدفع بها المدرب وفق مجريات المباريات وطبيعة لعب المنافس أمامنا.
فى حين قال أيمن يونس، نجم المنتخب الأسبق: إن طريق اللقب يبدأ من العمق، ويجب أن نلعب على سرعة تحول الهجمة، كما يجب أن يتم منح «صلاح» حرية كاملة للتحرك بين الأطراف والعمق، مع تقدم الظهير الأيسر محمد حمدى أو فتوح لتقديم المساندة الهجومية المطلوبة، لذا على حسام حسن أن يضمن جاهزية البدلاء، فالبطولة طويلة والتبديلات الفعالة هى من تحسم المباريات الإقصائية.