خفضت الصين هدفها لنمو الإنتاج السنوي للمعادن غير الحديدية الرئيسية خلال عامي 2025 و2026، وهو ما يؤكد التحول في السياسة من التوسع في الحجم إلى الكفاءة والاستدامة.
وذكرت وكالة بلومبيرج، أنه من المتوقع الآن أن يرتفع إنتاج المعادن غير الحديدية الرئيسية العشرة، بما في ذلك النحاس والألومنيوم، بمعدل 1.5% سنويا خلال هذه الفترة، وفقا لبيان صادر عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، ويقارن هذا بمعدل 5% المحدد في الخطة السابقة التي استمرت عامين.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن هذه الطموحات المتراجعة تعكس سعي بكين لتحقيق التوازن بين أمن الإمدادات وتطوير الصناعة وجهود إزالة الكربون.
وقد أدت سنوات من التوسع السريع في الطاقة الإنتاجية في مواد الألومنيوم والنحاس والبطاريات إلى وفرة دورية في المعروض وتراجع في الأرباح، مما حفز جهود الحكومة للسيطرة على فائض المعروض.
وكانت سنوات من التوسع السريع في الطاقة الإنتاجية للمواد الأساسية مثل الألمنيوم والنحاس ومواد البطاريات قد أدت إلى فترات من الفوائض بالسوق وتآكل هوامش الأرباح، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات للحد من حالات زيادة المعروض.
وفي الوقت نفسه، تولي بكين أهمية متزايدة لإعادة التدوير، حيث تهدف إلى أن يتجاوز إنتاج المعادن الثانوية (المعاد تدويرها) 20 مليون طن سنويا بحلول عام 2026.
كما تسعى إلى تعزيز إعادة استخدام البطاريات المستعملة، والألواح الشمسية، وغيرها من النفايات المعدنية.
ويهدف المسار الجديد إلى تحقيق تقدم في إنتاج منتجات معدنية عالية التقنية، مثل المعادن فائقة النقاء والمواد المتقدمة من العناصر الأرضية النادرة، إضافة إلى دعم الشركات في مواجهة الإجراءات التجارية التي تفرضها بعض الدول، وتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا.
وتعد الصين أكبر منتج ومستهلك للمعادن الأساسية في العالم، وتلعب دورا محوريا في تحديد اتجاهات السوق العالمية، حيث تشمل هذه المعادن الألمنيوم، النحاس، الزنك، النيكل، والقصدير، وتدخل بشكل رئيسي في قطاعات التصنيع والبناء والطاقة والتكنولوجيا.
كما تتصدر الصين قائمة الدول المنتجة للألمنيوم في العالم، حيث بلغ إنتاجها من الألمنيوم الأولي أكثر من 41 مليون طن سنويا، ما يمثل أكثر من 55% من الإنتاج العالمي.
ويستخدم الألمنيوم على نطاق واسع في قطاعات البناء، والنقل، والتغليف، وصناعة الطائرات والسيارات، خاصة مع تنامي الطلب على السيارات الكهربائية.
وفيما يخص النحاس، تنتج الصين نحو 10 ملايين طن من النحاس المكرر سنويا، لكنها تظل من أكبر المستوردين للخامات لدعم صناعاتها، خصوصا في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية.