رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ثقة قارية وانتقادات محلية.. لغز التحكيم المصرى!


28-9-2025 | 12:03

.

طباعة
تقرير: أحمد المندوه

يشهد التحكيم المصرى حضورًا لافتًا متميزًا فى البطولات الإفريقية خلال الفترة الأخيرة، حيث قدموا أداءً استثنائيًا فى المحافل القارية التى ينظمها الاتحاد الإفريقى «الكاف» لكرة القدم، حيث حظى بإشادات واسعة من الأخير، خاصة أن هذا التميز لم يقتصر على بطولة كأس أمم إفريقيا المنقضية، بل يمتد ليشمل مشاركات مصرية فعالة فى مختلف المسابقات الرياضية، مما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التألق الخارجى فى مقابل انتقادات محلية، وكيف تنظر أندية القارة السمراء لهذه الثقة المتزايدة من «الكاف» فى جودة الحكام المصريين.

وجيه أحمد، نائب رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة، قال إن : ثقة «الكاف» فى الحكم المحلى جاءت نتيجة الخبرة الكبيرة فى إدارة المباريات الدولية، حيث يعد التحكيم المصرى من أعرق أنظمة التحكيم فى المنطقة العربية والإفريقية، لمَ لا؟، ونحن نفتخر بأن يوسف محمد أول حكم عربى يشارك فى نهائيات مونديال كأس العالم عام 1934 فى إيطاليا، مما يظهر عمق التجربة المصرية فى التحكيم القارى.

وأبدى «أحمد» رأيه فى التحكيم المصرى، مؤكدًا أنه خلال الخمس سنوات الماضية، شارك 7 حكام مصريين فى بطولات إفريقية مختلفة، وكان لهم دور بارز فى إدارة العديد من المباريات الحاسمة، مما جعل اتحاد الكاف يثنى على دور التحكيم المصرى ومستوى حكامنا المحليين على الساحة الرياضية القارية، وهذا الأمر زاد من تصنيف الحكم المصرى ليرتقى إلى المركز الأول فى التصنيف على مستوى إفريقيا، ولعل أبرزهم: الحكم أمين عمر، الذى أدار مباراة افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بكوت ديفوار، وكانت بين صاحبة الأرض أمام غينيا بيساو، ومباراة نصف النهائى من نفس البطولة بين نيجيريا وجنوب إفريقيا، بما فى ذلك مباريات الأدوار الحاسمة، والتى شارك فيها الحكم محمود عاشور بمجموع 7 مباريات كحكم لتقنية الفيديو «الفار»، ولا ننسى دور محمد عادل الذى أدار 3 مباريات كحكم ساحة وحكم فيديو، والثنائى محمد معروف ومحمود البنا، لاسيما أن الحكام المصريين يقدمون أداءً مستقرًا ومتطورًا فى البطولات القارية، مما يجعلهم الخيار الأمثل لإدارة المواجهات المهمة والحاسمة، وخير دليل على ذلك ترشح الثنائى أمين عمر ومحمد معروف للانضمام إلى قائمة حكام مونديال كأس العالم 2026، مما يؤكد التقدير الدولى لمستواهم، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية رياضية متميزة، وهو ما يعزز ثقة «الكاف» فى قدرتها لإعداد حكام على مستوى عالٍ من الاحترافية، هذا بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة فى تنظيم الفعاليات الكبرى، لعل آخرها استضافة مصر لبطولة الكان تحت 20 عاما فى 2025.

واختلف فى الرأى، الحكم الدولى السابق عصام عبدالفتاح، الذى أكد وجود مفارقة واضحة فى أداء الحكام، حيث يتميزون خارجيًا ويواجهون إخفاقات محليًا، رغم الأداء المتميز فى البطولات الدولية والقارية، بعكس المنافسات المحلية، وتلقيهم انتقادات حادة من الأندية المصرية، خاصة من القطبين الأهلى والزمالك، بسبب الأخطاء التحكيمية المتكررة فى الدورى، وقد اشتكت الأندية من سوء أداء الحكام، مما دفع الاتحاد المصرى للاستعانة بخبراء أجانب لتدريب الحكام وتحسين مستواهم، وهذه مفارقة غريبة جدًا.

وأضاف أن هناك عدة أسباب وراء تراجع مستوى التحكيم محليًا رغم التميز دوليًا، أولها الضغوط الإعلامية، التى بدورها تقوم بتوجيه اللوم بصفة مستمرة على أداء الحكام، وهو ما يؤثر على ثقتهم وأدائهم أثناء المباريات. ثانيًا: المحسوبية والمحاباة عن طريق تفضيل بعض الحكام بسبب علاقاتهم الشخصية أو صلاتهم العائلية، على حساب الكفاءة، وهو ما كان يسير بالفعل فى بعض الأوقات. ثالثًا: ضعف الدعم المادى، كون الحكام يتقاضون مستحقات مالية متواضعة، مع تأخير فى الصرف، مما يؤثر على تركيزهم وأدائهم، ولكن فى الآونة الأخيرة بدأت الأمور تتحسن تدريجيًا، ولكن سيظل الدعم المادى ضعيفًا مقارنة بالاتحادت الإفريقية الأخرى. رابعًا: سياسة «قانون الاحتواء»، التى كانت تتبعها بعض اللجان التحكيمية السابقة، وتقضى بالتغاضى عن بعض الأخطاء لصالح الفرق الكبيرة لتفادى المشاكل، وهذا مبدأ مرفوض تمامًا.

وأوضح «عبدالفتاح» أن هناك ردود أفعال إفريقية بين إعجاب واستياء على أداء التحكيم المصرى، فالاتحاد الإفريقى يظهر ثقة كبيرة فى حكامنا، كما يتجلى فى تكليفهم إدارة المباريات المهمة، وترشيح بعضهم لكأس العالم 2026، كما أن استضافة مصر بطولة أمم إفريقيا تحت 20 عاما أكدت ثقة «الكاف» فى القدرات المصرية، سواء فى التنظيم أو التحكيم، ولكن على الجانب الآخر، أبدى عدد من الأندية الإفريقية تحفظه على كثافة الحكام المصريين فى البطولات، معتبرين ذلك تحيزًا من «الكاف» لصالح مصر، خاصة إذا كانت هناك أخطاء تحكيمية فى مبارياتها.

وأشار إلى أن هناك تحديات وتوصيات تخصّ مستقبل التحكيم المصرى، ولا بدّ من العمل عليها فى أقرب وقت ممكن، أولها معالجة الأسباب الجذرية لتراجع الأداء داخليًا لتحسين المستوى المحلى، وكسب ثقة الأندية المصرية والإفريقية لتعزيز الحيادية، كذلك توفير مستحقات مالية مناسبة وصرفها فى موعدها لتحسين الدعم المادى.. أما التوصيات فهى تخص الاستعانة الدائمة بخبراء تحكيم أجانب للتدريب والتطوير للاستفادة بالخبرات الدولية، مع ضرورة استخدام التقنيات الحديثة فى الدورى المحلى لتطبيق أقصى درجات المعايير العالمية، ومكافحة المحسوبية من خلال اعتماد الكفاءة فقط فى اختيار الحكام للمباريات.

الاكثر قراءة