رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الربط الكهربائى.. خطوة على طريق «القاهرة ــ كيب تاون»


28-9-2025 | 11:57

.

طباعة
تقرير: رانيا سالم

«300 ميجاوات» حجم القدرات فى الربط الكهربائى «المصرى _ السودانى» فى مرحلته الثانية، وهو الربط الذى يمثل حلقة فى مشروع أكبر يطمح إلى إنشاء شبكة كهرباء إقليمية وقارية، تعزز أمن الطاقة فى إفريقيا، وفى الوقت ذاته تُسرع من التحول نحو ممرات الطاقات المتجددة الملقبة بالممرات الخضراء من القارة الإفريقية، وتتيح الفرصة لفتح أسواق جديدة أمام التجارة البينية بين دول القارة السمراء.

 الربط الكهربائى «المصرى _ السودانى»، ليس فقط الخطوة الأولى فى المشروع القاري، لكنه الحلقة الرئيسية نحو التكامل الإقليمى عبر مشروعات الربط الكهربائى العابر للحدود، على مستوى الربط الثنائى بين الدولتين أو على مستوى الممر القارى المعروف بمشروع «القاهرة – كيب تاون»، واستكمال المرحلة الثانية لمشروع خط الربط الكهربائى المصرى السودانى مزدوج الدائرة توشكى2 /وادى حلفا بقدرة 300 ميجاوات، يأتى ضمن جوانب متعددة للتعاون المصرى مع الجانب السودانى فى مجال الكهرباء.

يرتكز التعاون «المصرى _ السودانى» على عدد من المحاور منها إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بالسودان، ووضع خطة إسعافية عاجلة لتوفير الكهرباء اللازمة فى موسم الزراعة الشتوية، وخطة ثانية تأهيلية لمحطات التوليد والمحولات، وتنفيذ برامج تدريب خاصة لإعادة التأهيل وبناء القدرات، هذا إلى جانب الاستعانة بخبرات قطاع الكهرباء.

يعتبر الربط الكهربائى «المصرى - السودانى»، هو محور استراتيجى فى مشروع «القاهرة - كيب تاون»، بهذه الكلمات بدأ الدكتور مصطفى الشربيني، استشارى الكهرباء والطاقة، عضو المجلس العربى للطاقة، موضحًا أن «الربط الكهربائى بين مصر والسودان حلقة لمشروع أكبر لإنشاء شبكة كهربائية إقليمية قارية».

«د. مصطفى» أضاف: الربط الكهربائى بين مصر والسودان فى مرحلته الأولى بطاقة محدودة، إذ لم يتجاوز بضع مئات الميجاوات، بهدف تلبية احتياجات عاجلة فى شمال السودان، ومع النتائج الإيجابية للمرحلة الأولى تم التفاوض لتوسعة المشروع من خلال اتفاقيات إضافية تتضمن رفع القدرات المنقولة، وتحسين الإطار الفنى والتجاري، بما يسمح باستمرارية التبادل دون انقطاع.

ولفت «الشربيني»، إلى أن «هناك مكاسب مشتركة ستتحقق من الربط الكهربائى المصرى السودانى الذى يُمثل دفعة حيوية لتقليل انقطاعات الكهرباء للمواطنين وعلى قطاعى الصناعة والزراعة، فالإمداد المستقر للكهرباء يسهم فى تشغيل المصانع، وتخفيض الاعتماد على مولدات الوقود مرتفعة التكلفة، وتحفيز الاستثمار المحلى والأجنبي».

وتابع: بالنسبة لمصر، سيتم تصدير فائض القدرات الكهربائية، وتحويل قدراتها الإنتاجية الكبيرة إلى مصدر دخل إضافي، وفى الوقت ذاته تعزيز دورها كمركز إقليمى للطاقة فى منطقة شرق وشمال إفريقيا، فالأمر لا يتوقف عند حدود السودان، بل يتعداه ليكون جزءًا من استراتيجية مصر للتوسع فى مشروعات الربط مع دول الجوار، سواء فى اتجاه أوروبا شمالًا أو إفريقيا جنوبًا.

«عضو المجلس العربى للطاقة»، أوضح أن «الربط الكهربائى المصرى السودانى يمثل خطوة نحو شبكة كهرباء قارية كبداية عملية فى طريق إنشاء شبكة نقل تمتد شمالًا وجنوبًا، وتعزيز استثمارات الطاقات المتجددة لوجود شبكات مترابطة تشجع الشركات العالمية على ضخ استثمارات جديدة فى مشاريع كبرى داخل القارة، بما يحقق الأمن الطاقى والتنمية الاقتصادية للدول الإفريقية». ولفت «د. مصطفى»، إلى أن الربط المصرى السودانى هو بوابة لممر القاهرة – كيب تاون، مشيرًا إلى أن «الربط المصرى _ السودانى» ركيزة مركزية فى المشروع القارى الذى يهدف إلى ربط شمال إفريقيا بجنوبها عبر خط كهربائى ضخم يمتد من القاهرة حتى كيب تاون، والمشروع مدرج ضمن مبادرات الاتحاد الإفريقى (PIDA)التى تهدف لإنشاء ممر كهربائى يمر عبر مصر والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا ثم إلى دول الجنوب الإفريقى.

الاكثر قراءة