لا صوت يعلو فوق لقاء قطبى العاصمة الكبيرين، الكلاسيكو الذى ينتظره عُشاق الساحرة المستديرة، ومحبو كرة القدم المصرية حول العالم، فلا مكان للعواطف الكروية فى أجواء مشحونة بالحماس والتنافس الشرس، ومباراة قمة نارية بين الأهلى والزمالك صُنفت كواحدة من أقوى الديربيات الرياضية داخل المستطيل الأخضر، نظرًا لتاريخ الفريقين وأعداد جماهيرهما التى تُقدر بنحو يزيد على 60 مليون مشجع، ليحمل «كلاسيكو» مصريا عربيا إفريقيا، يمثل تحديا تاريخيا بين غريمين لهما باع طويل من الندية والمنافسة والإثارة، لا سيما أن الأنصار يترقبون انطلاق صافرة سهرة حامية.
التقت«المصوّر»، خبراء للحديث عن التوقعات والتشكيلات والأمور الفنية فى اللقاء ، ولمَن الغلبة والسيطرة على قمة دورى نايل 2025 - 2026، وفى هذا التقرير، نستمع إلى رأى خبيرين من كلا الفريقين، صالا وجالا فى فترة التسعينيات، أحدهما مايسترو ارتكاز والآخر صخرة دفاعية، ليقدما لنا تحليلا تفصيليا عن توقعات المباراة وأفضل تشكيلة لكل فريق، بالإضافة إلى أهم الجوانب الفنية التى قد تحسم اللقاء الملتهب كرويًا.
حيث أكد نجم الأهلى السابق، هشام حنفى، أن لقاء القمة دائما ما يكون مختلفًا، والضغوط النفسية ستلعب دورًا كبيرًا، والمباراة ستكون صعبة ومتوازنة فى ظل كتيبة مدججة بالنجوم من كلا الفريقين، موضحًا أن «الأحمر» يتمتع بخط هجومى قوى مع ثنائى مثل جراديشار ومحمد شريف الذى عادة ما يتألق ويسجل فى الكلاسيكو، لكن الزمالك لديه وسط ميدان متماسك بقياده عبدالله السعيد، وناصر ماهر، ومحمد شحاتة الذى يمكنه أن يتحكم فى وتيرة المباراة، متوقعًا أن المواجهة ستكون مليئة بالتكتيك الفنى العالى، وقد تُحسم بتفوق فردى أو خطأ دفاعى، مطالبًا عماد النحاس بتحييد تأثير ناصر ماهر فى وسط ميدان الزمالك، فإذا استطاع لاعبو الأهلى السيطرة على هذه المنطقة، فسيتمكنون من التحكم فى «رتم» الديربى، الذى عادة ما يكون مباراة تكتيكية.
وأكد «حنفى» أن محمود حسن «تريزيجيه» سيصنع الفارق؛ لأنه يمر بفترة جيدة جعلته أفضل اللاعبين فى الدورى حتى الآن، وهو دائمًا ما يكون فى الموعد خلال المباريات الكبرى، والفريق ككل يمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه المواجهات الحاسمة، فالأهلى يمتلك عناصر قوية بجميع المراكز، ويتسم بالاستقرار الفنى حاليًا بقيادة المدرب المؤقت عماد النحاس، بالتأكيد المباراة ستكون صعبة؛ لأن الزمالك فريق كبير، ويتصدر جدول الترتيب حاليًا، لكننى أثق فى قدرة الأهلى على الفوز بالمباراة، مستندًا إلى خط دفاع أقوى من الأبيض، متوقعًا أن يكون العامل البدنى عنصرًا حاسمًا فى تلك الليلة.
وأضاف أحد نجوم التسعينيات، أن الزمالك يمتلك خط وسط هجوميا مميزا، لكن إذا نجح لاعبو الأهلى فى إغلاق المساحات واللعب بتكتيك دفاعى محكم، فسيتمكن من إبطال خطورتهم، متوقعًا أن يلعب الكابتن عماد النحاس بتشكيل 4-2-3-1، معتمدًا على محمد الشناوى، محمد هانى، أحمد رمضان «بيكهام»، ياسر إبراهيم، محمد على بن رمضان، مروان عطية، أحمد نبيل «كوكا»، حسين الشحات، أشرف بن شرقى، تريزيجيه، ومحمد شريف، موضحًا أن هذا التشكيل يوازن بين الهجوم والدفاع، مع وجود لاعبين خارج الخطوط مثل محمد مجدى «أفشة»، إذا كان جاهزا بدنيا للمباراة فيمكنه صناعة الفرص بسهولة لزملائه.
على الجانب الآخر، قال مدحت عبدالهادى، لاعب ومدرب الزمالك الأسبق، إن الفريق بقيادة البلجيكى يانيك فيريرا يدخل القمة وهو فى وضع أفضل من خصمه، لا سيما على صعيد النتائج، فالفارس الأبيض يتصدر جدول «دورى نايل» بعد 7 مباريات، جمع خلالها 16 نقطة، فى حين يعانى الأهلى من بداية متذبذبة، ويحتل مركزا متأخرا مقارنة بتاريخه الكبير.
ورأى أبرز مَن لعب فى قلب الدفاع خلال فترة التسعينيات، أن الزمالك بدأ الموسم «فنيًا» بملامح غير واضحة وتنظيم دفاعى ليس بالقوى، ولكن الأداء بدأ يتحسن تدريجيا بمرور الوقت، خاصة بعد تدارك تفادى الأخطاء، وتحسين الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وهذا ما شهدناه فى المباريات المتتالية للفريق، بينما مهمة المدير الفنى المؤقت عماد النحاس مع الأهلى «ثقيلة»، فهو ليس فقط يحاول استرجاع المسار المفقود، وإنما يقيم كمدرب فى اختبار حقيقى أمام جماهير تطالب بالأداء والنتائج والمجد أيضًا.
وأضاف «عبدالهادى» أن البلجيكى فيريرا سيبدأ المباراة بقوة مع الالتزام بالانضباط فى الخطوط الخلفية، وسيعتمد بشكل كبير على التغطية الجيدة بين ظهيرى الوسط، ومحاولة التخفيف من ضغط الأهلى خصوصا فى الأطراف والأجنحة، مؤكدًا أن مباراة القمة حدث كروى لا يمكن التنبؤ بنتيجته، كل فريق يمتلك أسلحته الفنية والخططية، والضغوط النفسية ستلعب دورا كبيرا فى تحديد مصير اللقاء، الجماهير تنتظر بفارغ الصبر هذا الديربى، والكل يأمل أن تكون المباراة فى مستوى التوقعات، لتكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ الصراع الأبدى بين قطبى الكرة المصرية، مشيرًا إلى أن الزمالك فى لقاءات السنوات الأخيرة ضد النادى الأهلى أثبت أنه قادر على المنافسة بقوة، وتلك المباراة تمثل فرصة كبيرة للفريق ليثبت جدارته مع التدعيمات الجديدة التى قام بها مؤخرًا.
وأوضح إن الأهلى فريق قوى بلا شك، لكن الزمالك يمتلك أسلحة هجومية يمكن أن تصنع الفارق، بالإضافة إلى ذلك، الزمالك يمتلك مدربا تكتيكيا يملك تفكيرا فنيا مميزا ويعرف كيف يدير المباريات الكبرى، موضحًا أن التركيز العالى والالتزام التكتيكى سيكونان مفتاح الفوز فى هذه المباراة، حيث يجب على لاعبى الزمالك اللعب بروح الفريق وتفادى الأخطاء الفردية، «عبدالهادى» ذكر أن الجاهزية البدنية والنفسية من عوامل فوز الزمالك فى مباراة القمة، لاسيما أن الأبيض يتمتع بلياقة بدنية عالية ظهرت خلال المباريات السابقة، ودائما ما يحذر «البلجيكى» اللاعبين من التهاون وضرورة التركيز والانضباط طوال 90 دقيقة قبل كل مباراة، كما أن تصدر الفريق للجدول سيعزز ثقة اللاعبين نفسيا، فضلًا عن الاستقرار الإدارى النسبى للزمالك مقارنة بالأهلى حاليًا، ما سيمنح الفريق الأبيض ميزة إضافية فى إدارة المباراة.
واستكمل قائلًا إن كتيبة ميت عقبة تمتلك مجموعة من اللاعبين القادرين على حسم المباراة، التى ستكون متكافئة نوعًا ما على الورق، لكن إذا نجح الزمالك فى فرض أسلوبه الهجومى، وإذا لعب بثقة وبدون تسرع، سيكون الفوز فى متناوله، مطالبًا أن يستغل الزمالك ميزة السرعة فى الهجمات المرتدة، خاصة مع وجود لاعبين مثل ناصر ماهر والبرازيلى خوان بيزيرا، ولكن سيواجه صعوبة لأن الأهلى فريق منظم، لكن إذا استطاع لاعبو الزمالك استغلال منطقة وسط الملعب وتمت السيطرة عليها، فسيتمكن من التحكم بسير المباراة، التى ستكون مفتوحة، وقد تشهد الكثير من الأهداف والفرص المحققة.
مدحت عبدالهادى، قال: إن الزمالك سيلعب على الأرجح بتشكيل 4-3-3 لاستغلال سرعة أجنحته، وسيعتمد على الحارس محمد صبحى، حسام عبدالمجيد، مصدق، بنتايك، عمر جابر، ناصر ماهر، محمد شحاتة، عبدالله السعيد، بيزيرا، آدم كايد، والفلسطينى عدى الدباغ، وتلك التشكيلة تتميز بالسرعة والمهارة الهجومية، ووسط ميدان قادر على التحكم فى الكرة، مشيرًا إلى القطبين يمتلكان فريقا قويا ولاعبين مميزين، لكن الزمالك لديه فرصة حقيقية للسيطرة على المباراة إذا تم استغلال نقاط الضعف فى دفاع الأهلى، المباراة ستكون صعبة بكل تأكيد، لكن إذا نجح الزمالك فى الضغط على الأهلى منذ البداية، فإن فرصة الفوز ستكون أكبر، وأتمنى أن أرى مباراة تليق بكبار الكرة المصرية، وأن تتسم بالروح الرياضية المطلوبة.