رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«د. مدبولى» يجتمع مع قيادات الصحافة فى لقاء «المكاشفة والطمأنة».. حــوار «العاصمــة»


18-9-2025 | 19:59

د. مدبولى يصافح الكاتب الصحفى عبداللطيف حامد

طباعة
بقلم: عبداللطيف حامد

«المكاشفة والمصارحة والطمأنة» عنوان اللقاء الذى جمع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضى، مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية؛ وذلك على مدى ثلاث ساعات، بحضور المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمد المسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.

من الوهلة الأولى لرؤية رئيس الوزراء، وقراءة ملامح وجهه عن قرب، خلال حرصه على المرور على ضيوفه فى مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية واحدًا تلو الآخر، تبددت هواجسى من خطورة الظروف الجيوسياسية المحيطة بالدولة المصرية فى هذه المرحلة الصعبة، نتيجة تداعيات حرب غزة، خصوصًا مع جنون حكومة المتطرفين بقيادة مجرم الحرب نتنياهو. فقد كان رئيس الوزراء مبتسمًا فى وقار، وواثقًا فى تواضع. ولا أخفيكم سرًّا، أننى كنت قلقًا من وجود حالة من الاضطراب أو أجواء من التوتر تسيطر على هذا اللقاء، نتيجة تبعات مستجدات العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، ومحاولة تمرير مخطط التهجير الملعون من خلال العملية البرية.

لأن توقيت اللقاء مهم، لكن ردود فعل رئيس الوزراء وكلماته، وما طرحه من معلومات، وما تحدث عنه من استعدادات، وما شرحه من سيناريوهات، تؤكد صلابة الدولة المصرية، وأن كل الأمور محسوبة، وجميع المواقف محسومة، مما جعل التصريحات تنزل بردًا على قلبى، وسلامًا على سمعى. ويبدو أن هذا كان القاسم المشترك بين كل الحضور.

وهناك دلالة مهمة فى هذا الشأن، أن قائمة الحضور لم تتوقف على رؤساء تحرير الصحف القومية، بل ضمّت رؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية والمواقع الإخبارية المتخصصة، وكبار الإعلاميين. وكان الحوار مفتوح الأبواب، والنقاش بلا محاذير، فلا خطوط حمراء، ولا قيود على الأسئلة، وكانت الإجابات وافية وشافية. لدرجة أن المستشار الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء، هانى يونس، كان يذكّر «د. مدبولى» بأى استفسار قد يتوه بين كم الأسئلة من الحضور فى ظل تتابعها كموجات النهر الهادئ، وتدفّقها كالبحر الهادر.

وقد توقفتُ شخصيًا أمام حرص رئيس الوزراء على إدارة الحوار بنفسه، وبدون وجود أحد كبار الإعلاميين أو مسؤولى الإعلام فى المجلس، مع تركيز شديد. فقد منح الكلمة لكل من طلبها، رغم عدم الالتزام بالدور، مع المزج بين إتاحة الفرصة لرؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية الخاصة بنفس درجة رؤساء تحرير الصحف القومية، ومراعاة التنقّل السلس فى تلقّى الأسئلة من كبار الكُتّاب والشباب، مع إعطاء فرصة للقيادات النسائية.

فى بداية اللقاء، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تسعى بكل الطرق وجميع الوسائل للرد على ما يشغل الرأى العام المصرى، والتواصل مع المواطنين بكافة الآليات، وأن اللقاءات المتتابعة مع رؤساء التحرير والإعلاميين والمفكرين وقادة الرأى تأتى فى هذا المسار لتوضيح الحقائق، والرد على صُنّاع الشائعات، بما يرفع وعى المواطن باعتباره أساس الاستقرار الداخلى وقوة مناعة الدولة ضد كافة المخططات.

ولم يترك «د. مدبولى» أى ملف فى كلمته قبل فتح باب النقاش، ولم يتجاهل أية قضية تشغل بال المصريين؛ من أحداث غزة ومؤامرة التهجير التى جدّد بشأنها الموقف المصرى الثابت من القضية الفلسطينية مهما كانت التحديات، فكما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارًا وتكرارًا: لا تهجير ولا تصفية للقضية الفلسطينية، ولا سلام دائم دون حل الدولتين، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية والقرارات الأممية التى تنص على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل يونيو 1967.

وأكد أن الدولة المصرية مستعدة لكل السيناريوهات، وقادرة على مساندة الأشقاء الفلسطينيين على الصمود فى أرضهم، بتوفير كافة الاحتياجات لهم. وهنا لفت نظرى الجدية التامة فى لغة الجسد، والحسم الكامل فى نطق الكلمات من رئيس الوزراء.

وفى رسالة واضحة، ركّز رئيس الوزراء على أن مهمة الصحافة والإعلام كبيرة خلال هذه المرحلة الشائكة، ولابد من زيادة وعى المواطن المصرى تجاه التحديات التى تواجهه وتواجه الوطن، وليس الحكومة أو النظام السياسى، وإنما تواجه مصر كلها. ويجب أن نقوم بتحليل الوضع بشكل عام من حولنا، فلا يخفى على أحد أن مصر مستهدفة ضمن محاولات إعادة رسم خريطة المنطقة، ولذا فلابد أن نكون جميعًا على وعى بأن قوة مصر وعدم القدرة على المساس بها تبدأ من الداخل، وضرورة أن يكون هناك دائمًا تماسك داخلى بين كل مفاصل الدولة، وعلى رأسها المواطن المصرى، وأن يكون واعيًا بحجم التحديات التى تواجه الدولة ومدركًا أن كلما كانت الدولة متماسكة، وهناك تعاون بين جميع مؤسساتها، رغم وجود تحديات وسلبيات نعمل جميعًا على تحسينها، فإن الاستقرار والتماسك الداخلى يظلان الأمر المحورى الذى يجعل الدولة بعيدة عن أى محاولات للنيل منها.

وسيرًا على نهج الطمأنة، ومواصلة النجاحات فى مسيرة الاقتصاد الوطنى، تأتى «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» للوصول إلى خطة اقتصادية واضحة ومتكاملة للدولة المصرية، تتضمن مختلف مناحى الاقتصاد: من صناعة، وسياحة، وزراعة، واتصالات وتكنولوجيا معلومات، وقطاعات خدمية مختلفة، من شأنها أن تقود الاقتصاد خلال الفترة القادمة.

والأهم، كما أكد رئيس الوزراء، أن هذه القطاعات مستدامة، وليست مرتبطة بالأموال الساخنة أو القروض، بل هى قطاعات منتجة تضمن استقرار الاقتصاد المصرى، ودفعه لتحقيق المزيد من المعدلات المرجوة، من خلال ثلاثة سيناريوهات: الأول: يتعلق بالوضع الحالى، والثانى: سيناريو طموح، والثالث: سيناريو متحفّظ يرتبط بالظروف الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وليست له علاقة بالوضع الداخلى المصرى.

وردًا على سؤال مجلة المصور فيما يتعلق بمصنع بنجر السكر بالفيوم، أكد الدكتور مصطفى مدبولى أن الدولة تشجع زراعة المحاصيل الاستراتيجية، لافتًا إلى وضع سعر استرشادى من جانب الدولة وسعر مجز لتشجيع الفلاح المصري، فى عدة زراعات وأنه سيكلف وزيرى التموين والزراعة ببحث مدى قدرة مصنع بنجر السكر بالفيوم على استيعاب كل المحاصيل القادمة من المزارعين إليه واتخاذ اللازم .

والخلاصة من هذا اللقاء فى صحبة رئيس الوزراء: على المصريين أن يطمئنوا، فالدولة مدركة لكافة التحديات، وجاهزة لجميع السيناريوهات، ولديها حلول لكل الأزمات، وعازمة بقوة على تحسين جودة حياة المواطنين، بشرط واحد، هو الاصطفاف الوطنى لحماية البلاد من أية مؤامرات مدمرة أو مخططات هدامة.

أخبار الساعة