رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الرئيس السيسى يكشف للعالم «مؤامرة نتنياهو» ويوجه رسالة صريحة لـ«شعب إسرائيل».. ذكاء «الخطاب الرئاسى»


18-9-2025 | 19:58

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة

طباعة

قطعًا لدى مصر الكثير من الأسباب التى يمكن أن تُبرر بها قرار ابتعادها عن المشهد السياسى العربى، غير أن القيادة السياسية المصرية لم تتجه يومًا لاستخدام هذه الأسباب، بل على العكس تمامًا، كانت القاهرة حاضرةً فى كل أزمة تضرب عاصمة عربية، لتطرح الحل وتقدم المشورة وتعلن «الدعم الكامل»، ولعل آخر هذه الأزمات ما تعرضت له العاصمة القطرية، الدوحة، والعدوان الإسرائيلى عليها، لحظتها لم تفكر مصر كثيرًا فى إعلان موقفها الرافض لـ«الحماقة الإسرائيلية»، وتحذر من «إفلات تل أبيب المستمر من العقاب»، بل ذهبت إلى ما هو أكبر من ذلك، بتحميل المجتمع الدولى، أو أطراف بعينها مسؤولية استمرار «جرائم نتنياهو»، ليس فى قطاع غزة فحسب، ولكن فى المنطقة برمتها.

الخط السياسى الذى تلتزم به القاهرة فى التعامل مع قضايا المنطقة العربية والشرق الأوسط، يُدرك القاصى والدانى أنه «لا يعترف بالمصالح» بقدر ما «يقدم النصائح»، فمصر - والتاريخ يشهد- لم تطلب يومًا مقابلاً لـ«موقف نزيه»، أو فاتورة لـ«جهد مبذول»، وذلك إدراكًا منها لدورها فى المنطقة، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، سواء فى محيطها العربى، أو امتدادها الإفريقى، ولهذا فإن الخطاب الرئاسى دائمًا ما يأتى ملتزمًا بهذا الخط ومؤكدًا له، ولعل القراءة المتأنية للكلمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال مشاركته فى القمة الطارئة التى استضافتها الدوحة منتصف الأسبوع الجارى تؤكد هذا.

الرئيس السيسى، الذى لطالما يلتزم فى خطاباته بـ«المكاشفة والمصارحة» ووضع «المصطلح» فى مكانه الصحيح، بقدر ما كان حكيمًا فى خطابه الأخير أمام قيادة الوفود المشاركة فى القمة الطارئة، بالقدر ذاته وأكثر كان خطابه ذكيًا وواضحًا، فلم يذهب إلى استخدام عبارات «تحمل أكثر من معنى»، ولم يحاول «إمساك عصا السياسة من المنتصف»، بل جاء الخطاب ليؤكد صحة ما سبق أن حذرت منه القاهرة فيما يتعلق بـ«مؤامرات تل أبيب»، ويزيح الستار عن الأطراف التى تدعم «مخططات نتنياهو»، حيث قال: بينما تدعو مصر المجتمع الدولى، إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، بما يقتضيه ذلك؛ من محاسبة ضرورية للمسئولين، عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة «الإفلات من العقاب»، التى باتت سائدة أمام الممارسـات الإسـرايئيلية.. فإنه بات واضحًا؛ أن النهج العدوانى الذى يتبناه الجانب الإسرائيلى، إنما يحمل فى طياته نية مبيتة، لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة، والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.. كما أن هذا التوجه؛ يشى بغياب أى إرادة سياسية لدى إسرائيل، للتحرك الجدى فى اتجاه إحلال السلام فى المنطقة.

«الخطاب الرئاسى»، لم يتوقف عند هذا الحد، لكن الرئيس السيسى، وفى لحظة دقيقة استدعى من الذاكرة التاريخية الخطاب التاريخى للرئيس الراحل محمد أنورالسادات، الذى ألقاه فى «الكنيست» الإسرائيلى خلال زيارته الشهيرة إلى هناك، وتحديدًا الأجزاء المتعلقة بـ«السلام العادل» و«مستقبل المنطقة»، ليس هذا فحسب، بل إن الرئيسين اشتركا سويًا فى توجيه الخطاب لـ«شعب إسرائيل»، فـ«السادات»، قال: «يا كل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل، شجعوا قيادتكم على نضال السلام، ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام، بدلاً من القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار».

أما الرئيس السيسى، ففى الكلمة ذاتها، قال- هو الآخر- موجهًا حديثه للشعب الإسرائيلى: «ولشعب إسرائيل أقول.. إن ما يجرى حاليًا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أى فرص لأي اتفاقيات سلام جديدة، بل ويُجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة.. وحينها ستكون العواقب وخيمة؛ وذلك بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعًا بلا استثناء.. فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها.. بلا جدوى».

أخبار الساعة