رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

في ذكرى ميلاده.. أيمن زيدان رحلة فنية حافلة

1-9-2025 | 08:49

أيمن زيدان

طباعة
ندى محمد

تحل اليوم، 1 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان السوري الكبير أيمن زيدان، أحد أعمدة الدراما العربية وواحد من أبرز الأسماء التي صنعت هوية فنية خالدة في سوريا والوطن العربي، منذ بداياته وحتى اليوم، ظل زيدان حاضرًا في وجدان الجمهور بأدواره المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، وبحياته التي امتزج فيها الفن بالتجربة الإنسانية القاسية والحافلة بالتفاصيل.

النشأة والبدايات

وُلد أيمن غالب شكري الزيداني، المعروف باسم أيمن زيدان، عام 1956 في بلدة الرحيبة الصغيرة الواقعة شمال شرق دمشق. نشأ في أسرة متوسطة الحال، واضطر منذ صغره إلى العمل في مهن متعددة لمساعدة عائلته، فعمل ميكانيكياً وسائقاً وعاملاً في المطاعم وحتى معلماً للمرحلة الابتدائية. إلا أن حبه للفن ظل يرافقه، فكان خلال العطلة الصيفية يعمل ملقّنًا للنصوص المسرحية، الأمر الذي فتح له نافذة على عالم المسرح.

رغم أن عائلته لم تكن متحمسة لدخوله المجال الفني، فإن زيدان أصر على شغفه. التحق أولاً بكلية الحقوق، ثم بكلية التجارة، قبل أن يحسم قراره ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث تخرج عام 1981 إلى جانب أسماء بارزة مثل جمال سليمان. كانت سنوات دراسته هي البوابة الحقيقية لاحترافه الفن وصقل موهبته.

من المسرح إلى السينما والتلفزيون

بدأ أيمن زيدان مسيرته من خشبة المسرح، التي ظل يصفها بأنها حبه الأول، وشارك في العديد من العروض كممثل ومخرج. كما سافر إلى ألمانيا ليتلقى دورة تدريبية في الإخراج المسرحي ببرلين، ليعود بعدها مديرًا للمسرح الجوال.

عام 1983 شكّل محطة مهمة في حياته عندما قدّم أول أدواره التلفزيونية في مسلسل "نساء بلا أجنحة"، ثم جاء فيلم "أحلام المدينة" عام 1984 للمخرج محمد ملص ليكون انطلاقته الكبرى في السينما، بعد أن حصد الفيلم جائزة في مهرجان "كان". ومنذ ذلك الوقت، صار زيدان وجهًا مألوفًا على الشاشة الصغيرة والكبيرة، متنقلاً بين أدوار درامية عميقة وأخرى كوميدية تركت بصمة خاصة في قلوب المشاهدين.

رصيد فني ضخم

قدم أيمن زيدان عشرات المسلسلات التي شكّلت جزءاً من ذاكرة الدراما السورية، منها: "نهاية رجل شجاع"، "يوميات مدير عام"، "يوميات جميل وهناء"، "ألو جميل ألو هناء"، "زمان الصمت"، "ملوك الطوائف"، و"باب الحارة" في أجزائه المتأخرة. كما قدّم أعمالاً سينمائية لافتة مثل: "الشمس في يوم غائم"، "الطحالب"، "نسيم الروح"، "الأب"، و"مسافرو الحرب".

أما في المسرح، فقد وقع اسمه على أعمال خالدة مثل "رحلة حنظلة"، "فضيحة في الميناء"، "سوبر ماركت"، و"دائرة الطباشير القوقازية". ولم يقتصر عطاؤه على التمثيل والإخراج فحسب، بل خاض غمار الإنتاج، وأسّس شركات أسهمت في تقديم أبرز الأعمال السورية.

لم يكتفِ زيدان بالتمثيل والإخراج، بل خاض أيضًا تجربة الكتابة، فأصدر ثلاث مجموعات قصصية هي: "ليلة رمادية" (2008)، "أوجاع" (2015)، و"تفاصيل" (2018). كما عرفه الجمهور كمقدّم برامج ناجح، أبرزها "وزنك ذهب" الذي عُرض على شاشة أبوظبي في أواخر التسعينيات.

خسارة شخصية مؤلمة

ورغم النجاح الكبير الذي عاشه على الصعيد الفني، مرّ أيمن زيدان بمحطات إنسانية صعبة، كان أبرزها فقدانه لابنه نوار بعد صراع مع المرض. وصف زيدان تلك اللحظة بأنها «الخسارة الأكبر» في حياته، مؤكداً أن هذه الصدمة غيرت كل شيء داخله، قائلاً: «الخسارة الأكبر كانت لابني، بعد هذه الخسارة لا تفكرين في أي خسارة أخرى ولا يكون لديكي فسحة للحزن مرة أخرى وتلك كانت الخسارة الأكبر لي».

وعرض صورة لابنه نوار أثناء فترة العلاج وكتب: «بعد اكتشاف المرض وخلال مرحلة العلاج توفي بعد ذلك بأشهر قليلة»، وأشار إلى صورة ثانية قائلاً: «هنا عندما أنهينا الرحلة العلاجية التي لا أمل منها».

أما عن اللحظات الأخيرة من حياته فكانت الأقسى، كما وصفها زيدان: «ترين شخص وانتي تدركين أنه سيرحل تشيعيه كل يوم وكانت الحالة تشتد لدرجة أن الرئة ينضغط عليها يوم عن يوم اعرف أنه قد يكون اليوم هنا واليوم التالي هنا».

وأضاف بأسى: «عادة الأبناء هم من يدفنون الآباء»، مؤكداً أنه لم يتصالح مع رحيل ابنه إطلاقًا: «لا تصالح مع هذا الأمر ودائماً لديك اسئلة حول هذا الأمر دائما حاولت أقنع حالي إنه ذهب إلى مكان أفضل».

جوائز وتكريمات

حصد أيمن زيدان خلال مسيرته العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران الدولي بالجزائر عام 2017 عن فيلم "الأب"، كما نال جائزة نور الشريف للفيلم العربي في مهرجان الإسكندرية السينمائي. وفي عام 2019، حصل على "جائزة السلام" في مهرجان الفجر السينمائي بطهران عن فيلم "أمينة" الذي أخرجه بنفسه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة